احتفلت تركيا منذ مدة بسيطة بالذكرى الـ76 لوفاة مؤسس الجمهورية التركية، "مصطفى كمال أتاتورك".
وتوافد الالآف في ليلة الاحتفال إلى ضريح "أتاتورك" بالعاصمة "أنقرة" ووضعوا الزهور عليه، كما توافدوا على قصر "دولمه باهتشه" بمدينة إسطنبول لوضع "زهور القرنفل" على السرير الذي مات عليه.
ومن الصفحات المطوية في حياة "أتاتورك" فترة إقامته في دمشق بعد أن اُرسل إلى الجيش الخامس القائم هناك آنذاك، وذلك إثر تخرجه، من أجل التَدَرٌب. وكان له دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة. و"كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سوريا على اعتبار كونه ضابطاً بالأركان تحت التَدَرٌب" كما جاء في الموسوعة الحرة "الويكيبيديا".
الدمشقي العتيق "أبو العز الشامي" خصّ "زمان الوصل" بمعلومات غير معروفة عن "أتاتورك" أثناء إقامته في دمشق كما سمعها من والده وجده، ومنها أن منزل "أتاتورك" الذي استأجره في دمشق "كان يقع مقابل حمام القرماني الذي يتوسط حديقة استحدثت منذ سنوات بعد هدم سوق القرماني للخضار والفواكه".
وكان مصطفى أتاتورك آنذاك ضابطاً في الجيش العثماني برتبة ملازم أول.
وكشف الدمشقي العتيق أن "أتاتورك" كان صديقاً شخصياً لجده -والد أبيه- "كان يأتي إلى منزلنا في سوق ساروجة أو "اسطنبول الصغرى" كما كانت تسمى آنذاك كل أسبوع، وكانا يجلسان تحت دالية المنزل.
ويضيف أبو العز أن "امرأة اسطنبولية كانت جارة لبيت جدي كبيرة في العمر، كانت تعشق "أتاتورك" لأنه كان أشقر اللون وجميل الوجه".
ويتابع محدثنا: "كانت هذه المرأة التي تعرفت إليها في أواخر حياتها تراقبه من الشباك، فإذا حضر تأتية بكل الطعام والفواكه الموجودة في منزلها وتضعها على طاولتهما من أجل أن تتمتع بمنظر مصطفى أتاتورك".
ويردف الدمشقي العتيق إن هذه المرأة الاسطنبولية روت له أن أتاتورك حضر زواج جدي مع عدد كبير من الضباط الألمان والعثمانيين الذين جاؤوا على الخيول حاملين معهم الخرفان لذبحها ومستلزمات الاحتفال بالعرس، وأضافت "عندما جاؤوا إلى منزل جدي "أحضروا" العرق "بالتنكات" وبعد أن سكروا، وكانوا يجلسون في الليوان بدؤوا يطلقون النار على سقف الليوان تعبيراً عن فرحهم بالعرس كما يفعل الناس اليوم".
ويروي محدثنا إنه ذهب إلى منزلهم القديم في سوق ساروجة بعد سنوات من وفاة العجوز التركية فوجد أن سقف الليوان المصنوع من عواميد الخشب مثقوباً بالرصاص فعلاً.
ويستطرد محدثنا: "بقيت علاقة جدي بأتاتورك إلى ما بعد ذهابه إلى تركيا وكانا يتكاتبان الرسائل إلى ما قبل وفاته في العاشر من نوفمبر عام 1938".
ويضيف أبو العز" كان مصطفى أتاتورك شخصية هامة جداً ولو أن الأتراك كلهم عندما يخرجون من منازلهم يقرؤون الفاتحة لروحه يومياً لكان قليلا عليه". ويضيف: "لولا هذا الرجل لما كانت تركيا اليوم لأنه الجنرال الذي لم يخسر معركة أبداً".
ولمح أبو العز إلى أن "حق أتاتورك مهضوم في كتب التاريخ المعاصر التي كانت ولا تزال تُدرس في سوريا"، ويفسر ذلك بقوله إن"النظام الطائفي في سوريا كان يكره الأتراك لأن العثمانيين جردوا حملتين إلى جبال العلويين".
ومن جانب آخر يشير "أبو العز الشامي" الذي يفتخر بأصوله التركية إلى أن "الدولة العثمانية لم تكن مستعمرة لسوريا وكل من يقول عكس ذلك لا يفقه شيئاً من حقائق التاريخ".
ويردف: "لم يكن هناك شيء اسمه استعمار تركي، بل كنا قسماً من السلطنة العثمانية"، وكان الضباط الشوام -حسب الشامي العتيق-: "يذهبون ليخدموا في صربيا والبوسنة وقفقازيا أو شمال افريقيا، ولم يصبح الضباط السوريون القدامى كباراً إلا بعد أن درسوا في الكليات الحربية التركية مثل "فوزي القاوقجي" و"خالد بك العظم"، و"شكري بك القوتلي"، و"فارس الخوري" وآخرون.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية