أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطفل تيم.. ممنوع "رسميا" من المدرسة السورية وربما أيضا المصرية

طفل سوري يفكر والداه في عدم إرساله للمدرسة المصرية وهي الخيار الوحيد أمامه عقب قرار السلطات المصرية غلق مراكز التقوية والمدارس التي تقوم بتدريس المناهج التعليمية غير المصرية

لم يكن الطفل السوري "تيم" يتوقع أن والديه سيخبرانه بأنه قد لا يذهب للمدرسة مجدداً، بعدما قررت السلطات المصرية غلق المدرسة السورية التي كان ابنهما ذا الأعوام الثمانية يدرس فيها.

تقول والدة تيم، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها واسم زوجها خوفاً من "التضييق الأمني"، إنها قد تضطر إلى عدم إرسال طفلها الوحيد للمدرسة المصرية، وهي الخيار الوحيد أمامه الآن عقب غلق مدرسته السورية.

ومضت في حديثها لوكالة الأناضول بالقول : "أخبرت زوجي بأنه ليس أمامنا الآن بديل عدا اللجوء إلى إحضار المدرسين السوريين للمنزل، حتى لا يتراجع مستقبلا المستوى التعليمي لابننا".

واعتاد تيم أن يخبر والديه بأنه لا يستوعب ما يقوله مدرسوه في المدرسة المصرية التي التحق بها قبل عام، بسبب اختلاف اللهجة عن لهجته السورية، وعدم وجود متسع من الوقت لدى مدرسيه لتقديم مزيد من الشرح له وسط العشرات، وهو ما اضطر والديه إلى نقله في العام التالي للدراسة في إحدى المدارس السورية (مقر تعليمي سوري خاص لمساعدة الطلاب في فهم دروسهم) بمدينة 6 أكتوبر (غربي القاهرة)، والتي تقوم بالتدريس للطلاب السوريين وتقوم عليها كوادر سورية.

غير أن الوالدين اللذين جاءا إلى مصر منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، تفاجآ بقرار غلق المدارس السورية.

وبسبب الضغط العددي على المدارس في مصر، لجأ بعض السوريين لافتتاح عدد من مراكز التقوية والمدارس، يداوم فيها الطلاب ويتلقون تعليمهم على أن يكون لديهم قيد بالمدارس المصرية ويتقدمون للامتحانات بها.

والسبت الماضي، قامت السلطات المصرية بإغلاق نحو 7 مراكز ومقار تعليمية ومدارس تقوم بتدريس مناهج تعليمية غير مصرية، حسبما قال محافظ القاهرة علي عبد الرحمن.

وأضاف المحافظ، في تصريح صحفي، أن "المدارس التيتقرر إغلاقها كانت تقوم بتدريس المناهج التعليمية دون الحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم".

في الاتجاه نفسه، قال هاني كمال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، لـ"الأناضول" إن "غلق المدارس جرى في محافظتين أخريين، إلى جانب القاهرة، وهما الإسكندرية (شمال) والدقهلية (بدلتا النيل، شمال)"، دون أن يحدد عدد تلك المدارس.

ويقول أحد المدرسين، بمدرسة تيم، إن "ما قرره والدا تيم طبيعي، وامتد لأهالي طلاب آخرين، بسبب خطورة إغلاق المدارس السورية، حيث يعاني غالبية الطلاب السوريين الذين يحضرون للمركز، من عدم التأقلم مع المناهج المصرية لسببين رئيسيين: الأول هو اختلاف اللهجة، والثانية كثافة وضخامة الأعداد حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 60 طالبا، وهو ما يصعب معه استقبال استفسارات الجميع".

وتابع المدرس السوري، الذي اتخذ نفس موقف الأبوين في عدم كشف هويته، "لا يوجد مبرر لغلق المدارس خاصة أننا لا نعطي شهادة في نهاية العام للطلاب مثل المدارس المصرية، فقط نساعدهم في استيعاب الدروس".

وتوقع المدرس أن "تعاود المراكز والمدارس عملها بعد فترة وجيزة، حيث قدم القائمون عليها عددا من التظلمات للمسؤولين لشرح الموقف"، مضيفاً "أتوقع أن تكون المسألة قيد الحل".

ولا يوجد إحصاء رسمي لأعداد الطلاب السوريين بمصر، لكن وفق تصريحات صحفية لوزير التعليم المصري محمود أبو النصر، مؤخرا، فإن عدد السوريين بالمدارس الحكومية يبلغ 20 ألفا و240 طالبا.

فيما قال مدير مكتب مفوضية اللاجئين بالقاهرة، محمد الدايري، إن "المفوضية سجلت حتى تاريخ 19 أكتوبر (تشرين أول الماضي) عدد 123 ألفا و229 سوريا مقيمين بمصر، يتواجد منهم في المدارس الحكومية المصرية 20 ألف و240 طالبا".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدر وزير التعليم المصري قراراً باستمرار معاملة الطلبة السوريين معاملة الطلبة المصريين، وإعفائهم من تكاليف التعليم المقررة على الطلاب الوافدين بالمدارس الرسمية، معتبرا أن هذا القرار "دليل على تصميم الحكومة المصرية على المضي قدما في دعم ومساندة السوريين".

وعقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز الماضي، ومع فرض الإدارة المؤقتة في مصر شرط حصول السوريين الراغبين بالدخول إليها، لتأشيرات دخول وموافقات أمنية، وإعادة فتح السفارة السورية التابعة للنظام في القاهرة على المستوى القنصلي، ظهرت مخاوف من تزايد التطبيقات والإجراءت بحق مئات الآلاف من السوريين المقيمين في مصر.

الأناضول
(87)    هل أعجبتك المقالة (75)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي