أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نظرية الحكيم .. عاصم جمول

جرت العادة في بلدان العالم أن يكون في كل سيارة أو ميكروباص جهاز راديو ومسجل وغالب الظن أنه يستخدم في الأحوال الطبيعية لسماع الموسيقى والأخبار، وجرت العادة أيضا في بلداننا العربية أن يستخدم هذا الجهاز العظيم لسماع صوت فيروز في الصباح الباكر أو علي الديك ومشتقاته في الكراجات ، وبالنسبة لي أصبحت هذه العادة عادة يومية باعتباري من رواد وسائل النقل العامة، ولكن في الفترة الأخيرة حدث شرخ كبير في هذه الظاهرة القديمة فأصبح من النادر أن تسمع علي الديك في الكراجات ومن النادر جدا أن تسمع صوت السيدة فيروز في الصباح وبات على المواطن أن يتخم في كل صباح بوجبة دسمة من الوعظ الديني في المراكز التثقيفية المتنقلة والمتمثلة بالميكروباصات، وبات الوعظ الديني يخترق كل مجالات الحياة ابتداء من الطب بفروعه (بشري بيطري أسنان) وانتهاءً بممارسة العادة السرية وأصولها حسب قواعد الشريعة، دون أن ينسى الواعظ المرور بالمطبخ والصالون وغرفة النوم والحمام وتحديدا هل ندخله بقدمنا اليمنى أم اليسرى وكوني شخص فوضوي لا أقيم اعتبارا للأمور الهامة لم انتبه يوما إلى القدم التي أدخل بها إلى الحمام فتوجست من الأمر وتمنيت أن يكون لكل كائن بشري "بغض النظر عن جذره" ثلاثة أقدام يدخل بإحداها الحمام دون أن يعير اهتماما لموقعها ووظيفتها.

الدرس الذي سمعته اليوم بكل (أسر خاطر) كان حديثا عن الحكيم ولا أخفيكم، في البداية ولكثرة تكرار كلمة الحكيم ظننت الواعظ يتحدث عن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ولكن بعد التمعن بمفردات هي الاكثر تشويشا وتشوشا تيقنت أنه يتحدث عن الحكيم الأكبر وهو الخالق عز وجل، وللأسف الشديد كان الحديث بعيدا جدا عما تربيت عليه من صفات الخالق فمعلوماتي السابقة أن الخالق غفور ورحيم ولكن ذلك الواعظ لم يترك صفة تحمل القسوة والانتقام دون أن يضمنها في صفات الخالق حتى بدأت أشك بمعلوماتي السابقة، واكتشفت أن الخالق كان بإمكانه ببساطة أن يجعل الإنسان بحاجة إلى عمل جراحي اسمه قص الشعر لو أراد ذلك وهو ينتظر الإنسان لكي يقدم على خطأ واحد حتى يعرضه لأنواع العذاب التي تقشعر لها أبدان أعتى المجرمين ابتداء من الشوي والحرق وانتهاءً بالزيت المغلي الذي نستخدمه عادة لقلي البطاطا، لم أستطع الاستمرار في تلك الرحلة أكثر من ذلك فنزلت عند أقرب مكتبة وبحثت في كل القواميس والمعاجم التي تأخذ باوائل الكلمات وأواخرها وأوسطها، عن معنى كلمة الحكيم ولن أحدثكم عن الهلع الذي اعتراني حين اكتشفت أن الحكيم هو الطبيب الذي يمتلك الحكمة ورأس الحكمة مخافة الله واختلطت علي الأمور كثيرا فهل علي أن أخاف الله أم أخاف أمهر الأطباء كونهم يمتلكون رأس الحكمة وإذا مرضت أين علي أن أتجه إلى الطبيب أم إلى دور العبادة، وفي النهاية وجدت أمامي خيارين لا ثالث لهما فإما أن أقلع عن كل ما يودي إلى المرض خشية التوجه إلى عيادة الحكيم وهذا أمر صعب جدا فكان أمامي الخيار الثاني وهو أن اقلع عن ركوب الميكروباصات وأكمل بقية حياتي سيرا على الأقدام (وادن من طين وادن من عجين).

(104)    هل أعجبتك المقالة (115)

محمد عبد الله

2008-06-13

أية صفاقة هذه وأي صفيق هو كاتب هذه المقالة، وأية داعية للصفاقة هي إدارة هذا الموقع التي سمحت بنشر مقالة كهذه وكاتبها من أسرة التحرير، أي أن الموقع يتبنى هذا الرأي وموقع كهذا جدير بالحكومة أن تحجبة. إن كاتب هذه المقالة لا يختلف أبدا عن هؤولاء المسيئين للرسول الأعظم في بلد الدنيمارك وجدير بكل حماة اسم النبي أن يتخذو موقفا من هذا الكافر. محمد عبد الله (داعية إسلامي).


شي حدا

2008-06-13

معو حق عاصم يا استاذ ليش الايمان ما بيكون الا بالمجاهره والمحاضره وكل انواع العروض... وكمانه شو دخل الموقع بالموضوع هوي مجموعه افكار مطروحه ونحنا النا نسدق او لا .


مهند الحرك

2008-06-15

لماذا نعتبر كل ما لا يتفق مع وجهات نظرنا كفر ونكفره، الرجل يتحدث عن ظاهرة جديدة غزت الشارع وأنا شخصيا أخوض نقاشات عدة مع اصدقائي بخصوصها، فعلا هذا وعظ اجباري ومكانه ليس في الشارع، الكثيرين يتضايقون حين يفرض عليهم هذا النوع من الوعظ وكل ما هو اجباري هو أمر مرفوض..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي