ترى ما الذي كان يخطط قادة أحرار الشام لتنفيذه، وما هو حجم "التحول" الذي كانوا ينوون الإعلان عنه، قبل أن تخطفهم يد المنون، في عملية شديدة الغموض، مثيرة لأعلى درجات الشك في توقيتها؟
قيل الكثير حول ما كان ينوي اجتماع القادة الخروج به، ولعل أقصى ما قيل أنهم كانوا سيعلنون عن خطوة توحيدية كبرى على مستوى الفصائل، ولكن ما لم يقل بقي هو الأخطر والأهم، وقد كشفته تسجيلات لحوار أجراه "أيو يزن الشامي" ثاني أهم رجل في حركة أحرار الشام، كان قد أجراه قبل كارثة "رام حمدان"، ولم يقيض له أن ينشر لعدم اكتماله.
يقول "أبو يزن" فيما سجل عنه: "في الأشهر الأولى لدخول حلب كانت معركة تحرير الكندي مكلفة فقدنا فيها من احتسبناهم عند الله شهداء ولم نستطع من شدة المواجهة أن نسحب جثثهم. حتى صار تبادل بيننا وبين النظام دخلت أبحث عن من أعرفه بين الشهداء. بينما كنت أتمعن في الوجوه المكسوة بالدم والنور، سمعت الناس ينادون على شهيد يشمون منه رائحة المسك، تيقنت أنه صاحبي وذهبت لآخذه. لما وصلت إليه وجدته شاباً في أول عمره مجاهداً مع فصيل من الجيش الحر، لو رأيته قبل المعركة ما عبئت به. تركته والناس مندهشة حوله وعدت أبحث عن إخوتي، الشاب الذي أحسبه شهيداً لم يمت نبهني إلى جثة الكبر التي في داخلي".
ويتابع بلهجة تنم عن تحول فكري هيأت الرجل وحركته للخروج من ضيق التحزب إلى سعة الأمة: "عدت إلى القرآن، وكمن يقرأ للمرة الأولى قرأت: [ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير]، ذلك هو الفضل الذي حرمنا أنفسنا من سعته بضيق تياراتنا وفصائلنا، الفضل الذي فاتنا لأنّا اعتقدنا أن الطريق إلى الله حكرٌ علينا وأنّا وحدنا الناجون إليه والسائرون فيه. ينكسر الصف لما يظن بعضه أنه خيرُ من فيه، وأن الآخرين عالة على الطريق يثقلونه هو عن بلوغ آخره. ما صرت أعرفه، أنه لم يكن عالته إلا نحن، نحن الذين أخرنا سير القافلة بحواجز وعراقيل لم تكن كما ظنناها واجبة".
ويختم "أبو يزن": "لعلي اليوم ينبغي أن أعتذر: أعتذر للشهيد عبدالقادر الصالح، لم أفهم ما قال لي في يومه الأخير قبل استشهاده: هذه نفحة ربانية فلنتجرد فيها ونتوحد، تأخُرنا يا حجي عن الاستجابة أخرنا عن النصر. وأعتذر للشهيد الذي كانت رائحته أصدق من ظنونا، عرفتني يا شهيد أن المسك ليس حكراً على جماعتنا. وأعتذر للطفل حمزة الخطيب، ثورتك التي تركتها لنا كانت بريئة مثلك، ومثلك لم تحتمل أن نحملها تعقيداتنا ومشاكلنا. وأعتذر لأهلنا، كنا بغرورنا أضعف من آمالكم. وللثورة التي لن تصل إلا بأن تعود كما بدأت، عفويةً يعتقل الواحد فيها ولما تسأله المخابرات لما شاركت؟ يجيب: سمعتهم يقولون عالجنة رايحين، فرحت معهم. [ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين].
وترجل الفارس، أبو يزن الشامي شهيداً...
2014-09-11
في مساء يوم الثلاثاء في التاسع من أيلول وبومضة موت، ينتقل أكثر من 45 شهيداً نحو السماء من خيرة شباب سورية ومجاهديها وثوارها. في اجتماع سري غير معلن وفجأة يذاع خبر استشهاد أبي يزن الشامي وقادة حركة أحرار الشام... التفاصيل ..
من البلد | |
|

2014-09-11
في مساء يوم الثلاثاء في التاسع من أيلول وبومضة موت، ينتقل أكثر من 45 شهيداً نحو السماء من خيرة شباب سورية ومجاهديها وثوارها. في اجتماع سري غير معلن وفجأة يذاع خبر استشهاد أبي يزن الشامي وقادة حركة أحرار الشام... التفاصيل ..
إيثار عبد الحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية