اعتبر اللواء سليم إدريس الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الحر أن وزير الدفاع في حكومة النظام مجرد من كل الصلاحيات حتى قبل الثورة، قائلا إن عائلتي الأسد ومخلوف هربتا أموالهما المنهوبة إلى أوكرانيا.
كلام "إدريس" جاء خلال حوار أجرته معه "زمان الوصل" على هامش ما استجد في سوريا مؤخرا، لاسيما لجهة مطالبة المؤيدين بتنحية وزير دفاع النظام ومحاسبته، فضلا عن تسمية بشار الأسد لحكومة جديدة، اعتبرت حكومة "قص ولصق" عن الحكومة السابقة، التي شهدت البلاد على أيامها مزيدا من الدمار والقتل.
وهذا نص الحوار:
• كيف ترى صلاحيات وزير الدفاع في ظل الحكومة الجديدة؟
وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج مجرد من كل الصلاحيات حتى قبل اندلاع الثورة، ويتعرض اليوم للسب والشتم من مؤيدي النظام بسبب سيطرة داعش على مطار الطبقة وعلى المنطقة الشرقية بالكامل تقريبا، ويريدون أن يجعلوا منه كبش فداء لما يجري وكانوا يريدون التظاهر رافعين صور السفاح بشار ومطالبين بمحاسبة من سموه المتخاذل وزير الدفاع.
إن أصغر جندي في الجيش الخائن يعلم أن وزير الدفاع لا يستطيع أن يحرك جندياً واحداَ، لأن الأمر كله بيد الأجهزة الأمنية الطائفية وأسيادها من إيران وحزب الشيطان، الذين باتوا يتآمرون على السوريين ويمارسون كل أنواع الإهانات بحقهم، وليس ببعيد عنا تصريحات المرتزقة المتطرفين العراقيين وهم يتفاخرون بأنهم يسيطرون على المليحة ناعتين جنود النظام بجرذان الأسد.
لم يتغير شيء.. ووزير الدفاع لم يسلم من "لونا الشبل" التي باتت تصرح وكأنها رئيس جمهورية، إذ لا يهم أن يدان ويسحل أو يعدم وزير الدفاع ويحمل كل المسؤولية، ويبقى السفاح المجرم الذي يتحمل كل المسؤولية عن ما جرى ويجري.
• وهل هذا الأمر ينطبق على أيضا على وزير الداخلية "محمد الشعار"؟
في ظل سلطة الشبيحة والمرتزقة العراقيين والإيرانيين، وقوات النظام التي تسرق وتحرق وتنهب وتختطف وتقتل وترتكب المجازر، "الشعار" أيضا شكل فقط.. ماذا فعل يوم ارتكبت عصابات الطائفين أبشع الجرائم في بلدة البيضا قرب بانياس؟ وهل تجرأ أن ينبس ببنت شفة حول المجازر المرتكبة على امتداد الوطن؟
* يبدو أن هناك تجربة تسمى "المصالحة الوطنية" يسعى النظام لتعميمها.. فكيف تراها أنت؟
أي مصالحة وطنية، هذه ومن سيصالح من؟ هل سيتم استثناء 8 ملايين مشرد ومهجر كما حصل في انتخابات الرئاسة؟ وأين حقول النفط ومصادر الثروة الوطنية التي سيديرها وزير النفط؟ النفط كان يسرقه بشار وآل مخلوف واليوم تنهبه داعش. النفط السوري لم تستخدم عائداته يوما لصالح الشعب السوري المقهور. بشار وزمرته وكهنته بالتعاون مع إيران دمروا سوري،ا وجعلوها أثراً بعد عين، أليسوا هم من قال :"بشار الأسد أو نحرق البلد".
اقتصاد مدمر ومسحوق وعجز هائل في ميزانية الدولة يغطيه بشار بعملة مزورة طبع آلاف الأطنان منها في روسيا، بعد أن رحلت الأموال المنهوبة لآل الاسد ومخلوف بالطائرات إلى أوكرانيا.
الحقيقة مرة ومؤلمة، وخلاصة القول أن هذه مجرد حكومة زور وبهتان، ومحاولة ليس لذر الرماد في العيون بل لقلع العيون من رؤوس البشر، وهذا ليس بغريب عن نظام بشار الإجرامي الذي لا يهتم لا بالبشر ولا بالحجر، ما يهمه فقط هو استمرار حكمه وسلطته ليتابع النهب والسلب مع مرتزقته وأزلامه، ولا يهمه أبدا أن تسقط المطارات والوحدات والقطعات بيد داعش التي صنعها بيده، ولا يهمه أن يقتل ويذبح الجنود والضباط فهؤلاء فقط وقود لحرب بقاء بشار على الكرسي.
بعد كل الذي جرى بات من الضروري اليوم على كل سوري، وخاصة الصامتين و مؤيدي النظام أن يدركوا أن:
-1 بشار دمر البلاد وخرب نسيج المجتمع السوري.
-2 بشار لا يهتم بأبناء المؤيدين، فهو يسوقهم إلى الموت كالأنعام ويتركهم لمصيرهم، وموتهم لا يعني له شيئاً على الإطلاق.
في خطابه الأخير قال أنه سيحرر الرقة فسقطت آخر معاقله فيها، وهو قبل غيره كان يعلم أن جنوده محاصرين ومنهكين ويائسين ولم يفعل لهم شيئا، بل تركهم للموت.
-3 كل يوم يساق الآلاف إلى ساحات المحارق كي ينجو بشار ويبقى على كرسيه، أبناؤكم هم من يقتلون ويذبحون وهم من يمارسون القتل والتنكيل والحرق والسلب والاغتصاب، ومن لا يقتل في ساحات المعارك ستطاله الحساب والمساءلة، أما بشار وحاشيته فسترون في قادم الأيام أنهم سيتركون البلاد ويهربون بعد أن نهبوها وجعلوها خراباً.
-4 أنتم ستبقون في الوطن، وستعانون مع غيركم من أبناء البلاد بسبب ما حصل.
-5 آن الأوان لكلمة صدق وحق.. آن الأوان لتخرجوا في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ودمشق وكل بقاع الوطن، وتطالبوا برحيل هذا الطاغية ووقف شلالات الدم وحملات الحرق والتدمير التي لم تحدث حتى في أيام المغول..آن الأوان كي تتيقنوا أن هذا المجرم يخدعكم ويقودكم إلى الهاوية.. فإلى متى ستبقى هذه الغشاوة على عيونكم، وهل ستصمتون أعواماً حتى يفنى كل شيء في البلاد؟
-6 بلدنا أصبح محتلاً من الإيرانيين وميليشيات حالش ومرتزقة الحاقدين العراقيين المتطرفين ومن داعش وتنظيم القاعدة الإرهابي، وبشار هو المسؤول عن كل هذا فلو أنه انصاع لإرادة الشعب، لما أريقت نقطة دم في سوريا ولما رأينا داعش وحالش. بشار المجرم بدل أن يقاتل داعش كان يقصف أحياء حلب وغيرها من المدن السورية والقرى بالبراميل وصواريخ سكود والقنابل الفراغية والكيماوي؟ هل سمعتم يوماً عن معركة ببين جيش النظام وداعش؟ قبل أن تسيطر داعش على الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة. هل تثقون بإيران وملاليها الحاقدين على العرب؟ حكام طهران يريدون إمبراطورية فارس ويوظفون لغرضهم هذا شرطيهم حزب الشيطان في سوريا ولبنان، وبشار وعصابته وكهنته، ونتمنى أن تتنصلوا منهم وتتركوهم قبل فوات الأوان، إن لم يكن الأوان قد فات فعلاً.
واخيرا أقول إن بشار وعصابته وحكومته، لا تمثلنا نحن السوريين، وهم بالنسبة لنا مغتصبون للسلطة ولن يرضخ السوريون للقهر والتنكيل، فكل الجلادين ذهبوا إلى مزابل التاريخ، وانتصرت إرادة الشعب في النهاية، وسوريا لن تكون إلا حرة عزيزة كريمة وستعود بأيدي أبنائها شامخة قوية، رغم ما تعانيه اليوم من بؤس وتشرد ودمار وشقاء.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية