كشفت والدة الطفلة "روان قداح" المعتقلة لدى النظام أن زوجها "ميلاد قداح" أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر اختطف أثناء سعيه لاستلام ابنته بعد إشاعة الإفراج عنها منذ أربعة أشهر دون أن تعلم عنه شيئاً كما قالت لـ"زمان الوصل".
وكانت "روان قداح" ابنة "نوى" في درعا قد اعتُقلت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012 من قبل عناصر الأمن العسكري على أحد الحواجز كرهينة لإجبار والدها على تسليم نفسه، وعندما يئس النظام من جدوى الاحتفاظ بها راح يبحث عن سبل أخرى لاستغلالها، فأخرج رواية دراماتيكية صادمة وسيئة الحبكة عبر قنواته من خلال تلقينها وإجبارها على سرد قصة خيالية لا أساس لها من الواقع عما سمي الاستغلال الجنسي لها من قبل والدها لينكشف زيف هذه اللعبة القذرة من قبل النظام وإعلامه الذي مارس بدوره "اغتصاباً" بحق طفلة لا ذنب لها بهدف تلويث سمعة عائلتها واستخدام قصتها المفبركة في حربه الإعلامية ضد خصومه.
حول تفاصيل اعتقال روان تقول أم طه: في العاشر من تشرين الثاني عام 2012 حوالي الساعة العاشرة والنصف تم قصف منزلنا في "نوى" بدرعا دون أن يتأذى أحد من أفراد أسرتي، وبعد قليل اتصل زوجي الذي كان أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر، وطلب مني أن أخرج مع أبنائي لأننا مراقبون ويمكن أن يتم قصف المنزل ثانية، فخرجت من المنزل وكانت معي ابنتي روان، ولأنني كنت مراقبة من الشبيحة والمخبرين اضطررت لتغيير ثلاث سيارات تكسي كي أهرب منهم، ولكنني كنت أشعر بمراقبتهم لي حتى وصلت إلى حاجز "تسيل" فأنزلوني مع أطفالي واعتقلوا "روان" بمفردها ومنذ ذلك الوقت لم أرها ولم أعلم عنها شيئاً حتى خرجت أم الشهداء أم جاسم "حسنة الحريري"، فذهبت إليها وعلمت أنها كانت مع روان في المعتقل نفسه وأنها كانت بحالة سيئة جداً، وروت لي أم جاسم أن المعتقلات هناك كن عرضة للضرب والاغتصاب بشكل يومي ومستمر.
وتضيف أم طه: بعد اعتقال روان قام زوجي بإيصالي مع أطفالي الآخرين إلى الأردن وعاد إلى سوريا، وبعد أيام اتصل بي وطلب مني أن أفتح على أخبار القناة الإخبارية السورية ففوجئت بابنتي وهم يعرضونها على أنها إرهابية وتتكلم عن عائلتها وأبيها كلاماً غير لائق -تحت التهديد–
خداع اللحظات الأخيرة !
حينما جرى الإفراج عن ثمانية معتقلات كانت روان قداح من بينهن، وكان من المفترض أن تتم المبادلة مقابل الضابط "راني مخلوف" أحد أقرباء رأس النظام الموجود لدى جبهة النصرة، وحول ذلك تروي أم طه أن عناصر من جبهة النصرة تكلموا معها ومع زوجها آنذاك حول وجود تبادل للمعتقلات وأن "روان" من ضمنهن، فطلبنا منهم أن يتم تبادل الضابط "راني مخلوف" بـ "روان قداح" منعاً لمراوغة النظام الذي كان يرتب صفقات تبادل وهمية لها أكثر من مرة، وفي اللحظات الأخيرة كان شبيحته يغيرون مكان اعتقالها من سجن إلى سجن دون أن يفرجوا عنها، وتكشف "أم طه" أن أحد الوسطاء مع النظام عرض عليهم الإفراج عن ابنتهم مقابل 30 ألف دولار ولكنه اشترط تسلم المبلغ قبل الإفراج عنها فرفضنا هذا العرض لأننا اقتنعنا أنها طريقة للاحتيال والنصب، وتردف أم روان "عندما علمنا ذات مرة أن النظام سيفرج عن ابنتي قام والدها بتكليف أشخاص في دمشق باستلامها لأنه لا يستطيع الذهاب نظراً لأنه مطلوب من قبل النظام، وكان من المفترض أن تخرج من المعتقل في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً ولكني فوجئت بأن والدها تم اختطافه في نفس اليوم".
ذهول وصدمة
ويتدخل الناشط الإعلامي "منير قداح" قريب العائلة ليروي تفاصيل خطف والد روان كما سمعها من شهود عيان قائلاً :
بتاريخ 8/ 4/ 2014 كان قريبي "ميلاد قداح" يصلي العشاء في أحد مساجد بلدة "حيط" القريبة من تسيل وبعد خروجه برفقة شخصين أحدهما ابن خالته "عمران الشولي" وابتعادهم عن المسجد بحوالي 300 متر داهمتهم سيارة جيب بيضاء فنزل منها مسلحون قاموا باختطافه مع رفيقيه بسهولة لأنهم لم يكونوا مسلحين، وما إن سارت السيارة لمسافة كيلو متر تقريباً حتى قام الشبيحة بقتل أحد رفيقيه وألقوه من السيارة، وبعد حوالي عشرين يوماً من عملية الاختطاف عُثر على جثة ابن خالة زوجي في أحد الأحراش، أما والد روان فلم نعد نعلم عنه شيئاً منذ ذلك التاريخ .
وتروي أم طه أن ظهور ابنتها على شاشات النظام والكلام الذي تم تلقينها به تحت التهديد والتعذيب أصاب عائلتها وأقربائهم بالذهول والصدمة حتى أن والدها أوشك أن يُصاب بالجلطة كما ذكر رفاقه في الجيش الحر، وعندما اتصل بي قال لي بلهجة الصابر المحتسب: لا تحزني يا أم طه سلمت أمرها لرب العالمين هو أدرى بها وبنا وهو كفيل بالانتقام من الظالمين.
أم طه التي باتت تعرف مصير ابنتها –كما تقول– ناشدت المسؤولين عن المنطقة الغربية في الجيش الحر للتوصل إلى أي خبر ولو كان بسيطاً عن زوجها لمعرفة مصيره هل هو معتقل أم شهيد.
ويعلق قريب المعتقل "ميلاد قداح" الشاعر "أبو عمر الحوراني" قائلاً: "لم نعثر على ما يدل إن كان شهيداً أو حياً ولا أين هو ولا الجهة التي اختطفته مضيفاً: هل عجزت الأمم المتحدة بمنظماتها التي هي أكثر من الهم على القلب عن الوصول إلى أسماء المعتقلين أو أين هم موجودون، لا نريد منهم الإفراج عنهم ولكن نريد أن نعرف مصيرهم، فهل هذا الطلب البسيط تعجيزي أو صعب التحقق !
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية