أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشفى الحارث مصنف على أنه للأدمان لكنه في الواقع للأمراض السارية وللعينية.. قسم للإدمان دون مدمنين!

حول مشفى الحارث بحمص وقلة عدد المدمنين به أو انعدام وجودهم خاصة لهذا العام كنا قد سجلنا مداخلة لأحد النقابيين وذلك في مؤتمر نقابة الخدمات الصحية الذي حدث في بداية هذا العام..

وأتى فيها، ان يجري البحث عن أسباب قلة نزلاء المشفى من المدمنين، وأرجع النقابي ذلك لعدم وجود وسائل ترفيه أو تسلية للمدمنين كالمطالعة وغيرها، ولعدم وجود أطباء اختصاصيين والأهم لوجود أمراض سارية وانتانية كالسحايا، السل، الحصبة، والايدز، في قسم الادمان نفسه. ‏

وطالبت أيضاً «المداخلة» بتوصيف هذا القسم هل هو لمرضى الادمان أو للأمراض المعدية؟ لا سيما انه ومنذ بداية العام الحالي قد استقبل مرضى السل المعند وما زالوا حتى تاريخه، علماً ان تصنيف مشفى الحارث ذي 42 سريراً بحسب وزارة الصحة هو لمعالجة مرضى الادمان.. ‏

وقد تحدثت المداخلة أيضاً عن ممرضي قسم الادمان الـ 18 وأسباب عدم منحهم طبيعة العمل بشكل شهري حسب المرسوم 43 أسوة بمن يعمل في مشافي الصحة النفسية. ‏





وسائل تسلية المدمن معدومة: ‏

وتزيد على ما سبق أمور سمعناها فيما بعد من هؤلاء الممرضين الذين أكدوا ما أتى في المؤتمر العمالي ذاك، بل وأضافوا تفاصيل.. «حسب رأيهم» هي من تبعد المدمنين فغرفة المطالعة كانت دائماً مقفلة، تلفزيون.. لا يوجد ألعاب شطرنج، طاولة.. لا توجد ملعب فارغ من كل أدوات أو تجهيزات للرياضة إلا من عارضتين حديديتين.. ‏

أما حمام المياه الساخنة فغير متوفر حتى ان أحدهم روى لنا قصة أحد المرضى وهو طبيب مدمن، فعندما أتى ولم يجد حماماً غادر على الفور. ‏

وبالنسبة للوجبة المعطاة على الفطور والعشاء فهي فقيرة، بيضة واحدة، بطاطا واحدة، قطعتان من الخضار وفي الغداء أرز فقط.. ‏



حُرِم الممرضون من نصف طبيعة العمل ‏

أما أوضاعهم كممرضين فهم لا يملكون من وسائل الوقاية سوى الكمامات مع أنهم يتعاملون حالياً مع حالات السل المعند، ولا توجد دورةمياه خاصة بهم ولا غرفة خاصة لتبديل ملابسهم، ففي غرفتهم يتم فحص المرضى وتصرف الأدوية ويسحب الدم.. ‏

ورغم ذلك فقد قسمت مجموعتهم الصغيرة الى اثنتين.. مجموعة تداوم شهرين في قسم الادمان وتأخذ عندها طبيعة العمل أما المجموعة الأخرى فتداوم في شعبة العينية ثم تتبادلان الأدوار ما يحرم كل مجموعة دورياً ولمدة شهرين من طبيعة العمل التي تشكل 100% من الراتب وهذا لم يحدث لا في المرصد الوطني لرعاية الشباب بدمشق ولا في المشافي التابعة للصحة النفسية والعقلية.. ‏





أين المدمنون؟ ‏

عندما ذهبنا الى قسم الادمان توقعنا ان نجد بعض النزلاء من المدمنين لكنا لم نجد سوى مرضى السل حوالي 11 مريضاً وعدد الأسرة 14 سريراً والمكان بمجمله شديد التواضع . ‏

فأين المدمنون؟ ‏

وهل لا يقدمون أنفسهم كما يقول مدير الصحة؟ ‏

ولماذا في الأعوام الماضية كانوا 52 ، وما قبله 64، وبمعدل وسطي سنوياً منذ عام 1993 وحتى الآن 50 تقريباً.. ‏



وللتوضيح التقينا د. محمد أبو الخير مدير الصحة بحمص وقال موضحاً: هذا المشفى هو بالأصل لمعالجة الادمان والأمراض السارية أو العزل لذلك رئيسه هو طبيب عام ولكن نتيجة الضغط على المشفى الوطني نقلت اليه شعبة العينية في سنة 1999 وأصبح يعالج أمراض العيون في قسم منفصل وخصص لهذه الأمراض كلها عدد من الممرضين. ‏



المدمن يأتي طوعاً ‏

وبالنسبة للمدمنين فحسب الأنظمة يأتي المريض طوعاً لمعالجة نفسه، ولكن لوحظ تراجع أعدادهم في السنوات الأخيرة السابقة ولأسباب غير معروفة ربما تعود للمدمن نفسه أو لأنه وجد طريقة أخرى لمتابعة حياته أو لأن بعض المرضى الذين كانوا يأتون من محافظات أخرى آثروا عدم المجيء لأنه قد تكون محافظاتهم طورت نفسها في اتجاه معالجتهم. ‏

وأضاف د. أبو الخير: لقد تبين ومن خلال قيام المديرية في مرات سابقة بالتقصي وراء المتعاطين الذين عولجوا ان 2/3 منهم عادوا من جديد للادمان بفعل عودتهم للوسط نفسه وللرفاق أنفسهم، إنما هذا لا يعني ان قسم الادمان غير جاهز لاستقبالهم. ‏



مرضى السل وضعهم مؤقت ‏

أما هؤلاء فلهم وضع مؤقت لثلاثة شهور فقط وقد تبقى لهم شهر واحد ووجودهم بمنزلة أمر اسعافي وتم احضارهم بأمر من وزارة الصحة حيث يصنفون ضمن مرضى السل المعند الذي تبلغ خطورته أن عدواه تصيب سبعة من أصل عشرة في حين ان السل غير المعند تصيب عدواه شخصاً واحداً من أصل عشرة ووجودهم ليس السبب لعدم مجيء المدمنين لأن حاجزاً يفصل بين هؤلاء الأخيرين وبين ذوي الأمراض السارية. ‏

­ ولكن الممرضين هم أنفسهم يتعاملون مع كل من هذه الأمراض العينية والسارية والادمان وقد سمعنا عن إصابة فني في مشفى الحارث بمرض السل منذ سنوات؟ ‏

­ قال مدير الصحة نحن نهتم أولاً بعدم نقل العدوى الى الممرض من خلال أساليب الوقاية لهذا لا خوف على مريض العينية أو على المدمن من انتقال العدوى إليهما أما هذا الفني فلم أسمع به وإذا كان قد حدث فقد يكون حمل الاصابة من خارج المشفى. ‏



لا أهمية كبرى لوسائل الترفيه ‏

أوضح مدير الصحة بأن خطة العلاج تتلخص بإعطاء سيروم سكري لتغذية الدماغ مع فيتامينات ومهدئات ثم تسحب تلك الأخيرة تدريجياً، وهذه الخطة هي الأهم أما وسائل الترفيه «التي نتحدث عنها» فهي من الناحية العلمية غير ضرورية ومع ذلك فإنها متوفرة.. الملعب الرياضي موجود.. الكتب موجودة وغير ذلك.. ‏



وجبة المدمن فقيرة أم عادية؟! ‏

يتابع مدير الصحة بأنه ليس للمدمن طعام خاص بل يأخذ القوام العادي للوجبة حسب المعايير والغرامات المحددة وبالتالي فهي ليست فقيرة. ‏

­ وفيما يخص قيام رئيس المشفى بعدة مهام في آن واحدة «إدارة، طبيب عام، معالج نفسي» وهل يكتب لمثل ذلك التعدد النجاح؟ ‏

­ قال: لقد أمكنه ذلك حيث قام بعدة دورات تدريبية ولكن مؤخراً أحضرنا طبيباً اختصاصياً بالأمراض النفسية وكلف بالاشراف على قسم الادمان وتطويره والبحث عن أي وسيلة اعلانية أو فنية لجذب المرضى. ‏

وحول طبيعة العمل أوضح لنا د. أبو الخير: بأنه عندما صدر المرسوم الخاص بذلك وجهت المديرية سؤالاً للوزارة حول صحة إعطائها للممرضين في مشافي الادمان وكان الجواب بالموافقة ولكن مع تحديد العدد اللازم. ‏

وبعدها ووفق مطالعة الدوائر المختصة في المديرية وجدت ان عدد الممرضين كبير لهذا قسموا الى مجموعتين وأصبحوا يأخذون طبيعة العمل مناصفة، لأنه «وما زال الكلام لمدير الصحة» فإن تكليف العناصر بأكثر من المستحق يشكل انفاقاً في غير محله. وأشار أيضاً الى أن المشفى سوف يهدم قريباً وقد أدرج في المبنى الجديد قسم خاص لمعالجة الادمان والأمراض العقلية والى أن يتم ذلك سيبقى تكليفهم وفق الحاجة اليهم فلو تطور العمل في القسم سيعطون طبيعة العمل بالكامل. ‏



لا تتأثر خبرة الممرض بتنقله ‏

نفى مدير الصحة إمكانية تأثر خبرة الممرضين بتنقلهم كل شهرين من مريض لآخر لأنها بسيطة ويمكن اكتسابها بأيام. ‏

­ إذاً مدير الصحة يتحدث بصراحة عن وجوب تطوير قسم الادمان فهل نتوقع في حالات خاصة كالمدمنين ان يقبلوا أو يمكثوا في مراكز للعلاج تفتقر للكثير؟ ‏



لدينا 14 سريراً فارغاً فملأناها ‏

ونشير أيضاً الى ان رئيس المشفى د. حسان الجندي كانت له إجابات مماثلة حول تساؤلاتنا فقال: لم نمنع يوماً استقبال الأمراض السارية في قسم الادمان فلو أتت إصابة بالكوليرا مثلاً هل نرفضها؟ أو لو أتى مريض حصبة فهل نرفضه؟ ‏

لدينا 14 سريراً فارغاً في القسم فهل نرفض استقبال من هم في حاجة؟ ‏

وحول توفر المياه الساخنة أكد بأنها كذلك ولكن المدمن لا يمتلك المزاج للحمام الساخن بل تناسبه المياه الباردة.. ‏



أين يذهب المدمن؟ ‏

وعن اشغال القسم بمرضى السل المعند والى أين سيذهب المدمن؟ ‏

أجابنا بأنهم قد خصصوا مؤخراً غرفة واحدة من ثلاثة أسرة لاستقبالهم وأكمل بقوله: ان وسائل الترفيه موجودة حيث يمكنهم ممارسة الرياضة في الملعب ولو كان فارغاً، السير في الحديقة، العمل بها وغير ذلك، وبالنسبة لرئيس المشفى، فهي مقبولة ضمن الامكانات الحالية وعدم قدومهم أو مكوثهم في المشفى يعود لعدم قناعة المدمن بالعلاج. ‏

إذاً.. النقابيون يقولون بأن اشغال القسم بالأمراض السارية طفش المدمنين ورئيس المشفى يقول بأن عدم مجيء المدمنين وخلو قسم الادمان منهم جعل المشفى يستقبل غيرهم.. ‏

فأيهما أولاً البيضة أم الدجاجة؟ ‏



فلاش ‏

لم يصدق د. الجندي قولنا بأن احدى السيدات اتصلت ولم تجد مكاناً لقريب لها مدمن في المشفى، ولعله اعتقد انه اتصال مفبرك أو سؤال مفبرك، فقال حتى لو كان صحيحاً فلتتصل به وسيوفر المكان لمريضها.. ‏



فلاش ‏

في نسبة أطلعنا عليها رئيس المشفى كان عدد النزلاء في عام 2006/64 وفي عام 2007/52. ‏

20% منهم فقط تجاوز مكوثهم ثلاثة أيام، والباقي يأتون ويغادرون بعد يوم واحد لماذا؟.. ‏

بقي السؤال معلقاً.. ‏



فلاش ‏

إحدى السيدات لديها قريب مدمن لم تشبع من تكرار قولها ان لسبب فيما وصل اليه قريبها هو الأدوية النفسية والمهدئة المباعة من الصيدليات دون وصفات طبية. ‏

مدير الصحة قال عن ذلك لابد من التشدد مع الصيدليات كي لا تعطى هذه الأدوية بشكل عشوائي كالبالتان، البروكسيمول، الكودائين فالأمر يبدأ بحبة وينتهي بإدمان. ‏



المدمنون لدينا ‏

حسب د. الجندي ‏

­ لم تسجل اي إصابة ايدز بين المتعالجين في مشفى الحارث. ‏

­ كلهم من الذكور، فالفتاة المدمنة لا تعلن عن نفسها لأسباب مجتمعية. ‏

­ دوافع من كانوا يأتون للعلاج هي انقطاعهم من مادة المخدر وافلاسهم من المال. ‏

­ 30% من المتعالجين كانوا يعودون مرة أخرى للعلاج. ‏

­ قسم كبير ممن عولج في مشفى الحارث بدأ بالتعاطي في لبنان. ‏

­ ليس صحيحاً ان تكال التهم للفقر وراء حالات الادمان لأن 50 الى 60% من المدمنين هم من الطبقة الميسورة أو الوسطى. ‏

­ 90% مستواهم الثقافي ضحل. ‏

­ الشريحة العمرية للمتعاطين بين 20 الى 40 عاماً، وكان بينهم أطفال وأحداث أدمنوا نتيجة أوضاع عائلية مضطربة. ‏

­ 70% ممن كانوا يأتون للعلاج قد سبق لهم دخول السجن بتهمة التعاطي. ‏

­ تصنف سورية كبلد عبور وليس كبلد منتج. ‏



المدمنون في العالم ‏

حسب د. الجندي ‏

­ 70 الى 80% من المتعاطين يعودون الى التعاطي بعد شفائهم. ‏

­المادة الأكثر تعاطياً هي الحشيش تليها الهيروئين ثم الكوكائين. ‏

­ أساليب التعاطي: الشم، الحرق، الحقن، وغالباً تكون البداية بالشم والحرق. ‏

­ المدمن يحاول دائماً ان يورط الآخرين معه ويعود ذلك على الأغلب الى إحساسه بالذنب..‏

هالة حلو - تشرين
(98)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي