كشف المعارض السياسي طاهر الأسعد (TAHIR ASSAAD) معلومات سرية حول ملابسات اختطاف المقدم "حسين هرموش" الذي يُعد أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن جيش النظام.
وتتنافى هذه المعلومات التي أدلت بها زوجة مخطط ومنفذ عملية الاختطاف مع ما أشيع في حينها من أن الاختطاف تم عبر دعوة المقدم هرموش إلى عشاء خارج المخيم الذي كان يقطن فيه في مدينة "هاتاي" التركية للقاء أحد الضباط الأتراك حول كيفية تقديم الدعم اللازم لاستمرار المقاومة، وتسليح الضباط المنشقين في جبل الزاوية.
وشرح المعارض الأسعد لـ"زمان الوصل" تفاصيل تنشر لأول مرة حول عملية الاختطاف وأسماء الخاطفين ومراحل العملية التي انتهت بترحيله في طائرة عسكرية من اللاذقية إلى دمشق ليظهر على شاشات تلفزيون النظام في وضع غير متوازن معترفاً بأنه ارتكب خطأ في انشقاقه.
حول بداية تتبعه لخيوط اختطاف المقدم حسين هرموش يقول المعارض المستقل "طاهر أسعد":
بدأت الخيوط الأولى لاكتشاف قصة الاختطاف الحقيقية من خلال صديق لي لا أستطيع ذكر اسمه الآن، وهو مقيم في الإمارات كان في زيارة سياحية لتركيا، وأثناء وجوده في أحد الفنادق السياحية في أنطاليا (منطقة آلانيا) تعرّف على إحدى موظفات الفندق فقالت له: من أي بلد عربي حضرتك ومن أي منطقة وعندما قال لها من إدلب، ارتاحت له وقالت له إن لدي قصة أريد أن أبوح لك بها، ولكن بمقابل، ولم يكن صديقي من هواة العمل السياسي ولاعلاقة له بالمعارضة ولا بالنظام، وشرحت له أن القضية تتعلق باختطاف المقدم "حسين الهرموش" وطلبتُ من صديقي أن يتوصل للمعلومات التي بحوزتها حتى لو اضطر الأمر لرشوتها بالمال، وتمكنت من التحدث معها من خلال مكالمة جماعية فقالت لي إن المعلومات التي بحوزتها موثوقة وفي غاية الأهمية ويمكن أن تزودني بها ولكن "كل شيء بثمنه" - كما قالت لي- موضحة أنها أرادت تسريب هذه المعلومات انتقاماً من زوجها "مهمد أصلان" وهو الشخص المدبّر والمنفذ لاختطاف هرموش لأنه خانها وتزوج عليها فتاة "عاهرة" من اللاذقية ولأنه وعدها بمبالغ ولم يفِ بوعده.
من "صمنداغ" إلى "رأس ابن هاني" !
ويضيف "طاهر الأسعد" إن زوجة الخاطف كشفت له مقابل الأموال والهدايا التي أغدقها عليها أنها من قرية تدعى "السويدية" وتسمى بالتركية (صمنداغ) المحاذية لمنطقة شمرا ورأس البسيط في اللاذقية، ويتم الوصول إليها من تركيا عبر البحر، وتستغرق الرحلة إليها أقل من ساعة، وعلمت منها أن زوجها وأخوته يعملون في تجارة سيارات "سكودا" بمدينة أنطاكيا وأن لزوجها محمد (مهمد) أصلان أقرباء في اللاذقية كانوا يذهبون إلى هناك ويعودون عبر طرق التهريب ولديهم علاقات مع عائلتي أصلان والأسد.
وأضافت زوجة الخاطف: في يوم من الأيام ومع بدايات الثورة قال لي زوجي إن المخابرات السورية عرضت علي التعاون معهم، وبعد فترة ذهب إلى اللاذقية وأثناء مجيئه إلى سوريا التقى مع اللواء "جميل الحسن" مسؤول المخابرات الجوية و"فواز الأسد" و"هلال الأسد" ولديه شبكة علاقات جيدة معهم رغم أن عمره لم يتجاوز الأربعين، وطلبوا منه أن يخطف المقدم "حسين هرموش" والخطوة التالية اختطاف العقيد رياض الأسعد، ووافق على المهمة لأنهم أغروه بالمال فأعطوه شيكاً مفتوحاً وزودوه بالخبرة الأمنية وخلال وجوده بأنطاكيا وكونه يعمل بتجارة السيارات تمكّن من استدراج "حسين هرموش" الذي كان إنساناً محترماً ورجلاً بكل معنى الكلمة، إلا أنه كان طيب القلب وبسيطا، فقام باستدراجه إلى منطقة في أنطاكيا، ووضع له مخدرا بكمامة على وجهه وأبقاه مخدراً ليومين قبل أن يحمله في صندوق "بيك آب" بمساعدة شقيقيه.
وحينما وصل به إلى "صمنداغ" وضعه في زورق وأوصله إلى رأس ابن هانىء حيث كانت تنتظر استلامه دورية من المخابرات الجوية، فسلّمهم إياه مخدراً، وفي اليوم ذاته تم نقله بواسطة طائرة إلى دمشق.
وتضيف زوجة الخاطف: بعد إتمام هذه العملية كافأته المخابرات الجوية بمبلغ كبير من المال ومنحه "بشار الأسد" الجنسية السورية وجوازا يتيح له السفر إلى أي مكان في العالم، ويُحتمل أن يكون هذا الجواز ديبلوماسياً، وتم منحه منزلين أحدهما في "مشروع الزراعة" بجانب منزل "فواز الأسد" في اللاذقية والآخر في شارع الجمهورية، وأهدوه سيارة "بي إم دبليو" نمرة دمشق كما زوّدوه بعدد من عناصر الشبيحة لتأمين الحماية له، وكان دائم التردد على مطعم "وادي جهنم" المعروف في منطقة صلنفة بريف اللاذقية وفي هذا المطعم تعرف على فتاة لاذقانية، فتزوجها وترك زوجته العلوية التركية التي زودت المعارض الأسعد بصور له في المطعم مع الفتاة المذكورة وصور مع بعض أصدقائه ومنهم ضباط في المخابرات السورية.
واعترفت الزوجة أنها كانت على علم باختطاف المقدم حسين هرموش لحظة بلحظة حتى أنها رأته وهو مخطوف، وبعد أن أجرى الأمن التركي تحقيقاته ألقى القبض على شقيقي زوجها اللذين اعترفا بمسؤوليتهما عن العملية وقاما بتبرئة شقيقهما خلال محاكمتهما بتاريخ 14/ 11/ 2013.
وادي جهنم !
ويردف المعارض "طاهر أسعد": بعد هذا التاريخ لم يعد لدي أية معلومات، وفي آخر اتصال لي مع زوجة الخاطف أرسلت لي قرار المحكمة وأسماء إخوة زوجها في رسالة هاتفية، وبعد حصولي على هذه المعلومات الخطيرة اتصلت بالعقيد "مالك الكردي" الذي كان يستلم جبهة الساحل وعرضت عليه أن يتم استدراج خاطف هرموش أو استدراجه بطريقة ما، مضيفاً: قلت له إن الخاطف زير نساء وهو يتردد بشكل فردي إلى مطعم "وادي جهنم" ومطعم "سوار" ومطعم "العصافيري" ومن السهولة جداً أن يتم إرسال فتاة جميلة تغريه وتستدرجه إلى منزل قريب من المناطق المحررة وبالقرب من منطقة رأس البسيط قرى تركمانية محررة ومن السهولة استدراجه إلى إحداها.
ويستطرد المعارض أسعد: أرسلت للعقيد مالك الكردي الصور والوثائق وزوّدته برقم هاتف الخاطف، وذكرت له أن هذا الموضوع حساس للغاية وحتى هو لا يعرف أننا نملك هذه المعلومات الدقيقة عنه ومن المستحيل أن يشك بأن زوجته تتعامل معنا وتزودنا بتحركاته فكان من السهولة بمكان خطفه، ولكن العقيد مالك لم يكن بمستوى المسؤولية للأسف وتعامل بالإهمال واللامبالاة مع الموضوع !
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية