أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مخابرات الأسد تسوم "سميرة" كافة أنواع العذاب في 9 معتقلات ومحكمة الإرهاب تبرّئها

تروي سميرة قصة اعتقالها التي مرت بعشر مراحل ذاقت خلالها أسوأ أنواع التعذيب في تسعة مراكز اعتقال أهمها معتقلات المخابرات لاسيما فرع فلسطين الذي يستقبل معتقليه بلافتة كتب عليها "الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود".

بدأت حكاية الوجع لدى سميرة التي استمرت أقل من 3 أشهر من نشاطها في الهلال الأحمر لتنتهي أمام قاضي محكمة الإرهاب باللباس الأزرق، كما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نقلا عن المعتقلة الناجية بقدرة قادر.

وبعد تعذيب وحشي صار ميزة مخابرات الأسد وباقي أجهزته العسكرية والأمنية، وبعد إهانات بلا حدود، نالت سميرة البراءة من اتهامات لا أساس لها ترافقت مع كافة أصناف الضرب والأذى الجسدي والنفسي في أقبية المخابرات والجيش.

ومن اللافت بحسب تقرير الشبكة حول قضية سميرة ما قالته الأخيرة عن الأوضاع في سجن حمص المركزي، الذي كان فيه قرابة 230 معتقلة، أغلبهن لم يعرضن على القضاء سوى مرة واحدة فقط ببداية توقيفهن، ثم تم إهمال قضاياهن بشكل تام، مشيرة إلى أن هناك بعض المعتقلات مضى على اعتقالهن أكثر من تسعة أشهر ولم تعرض على القضاء ولم تحصل على أي حكم.

كما كشفت عن وجود أطفال تتراوح أعمارهم مابين سنتين وأربع سنوات محتجزين مع أمهاتهم، وكان القمل والجرب منتشراً بينهم، وكانت جميع الأسرة مليئة ولم أجد مكاناً أجلس فيه إلى أن قامت إحدى المعتقلات (وهي من مدينة حماة –حي الأربعين وتدعى فاطمة طواشي عمرها 55 عاما معتقلة في هذا السجن منذ عام ونصف ولديها ابن شهيد، بالسماح لي بالجلوس على سريرها.

وذكرت سميرة أن التهم الموجهة للمعتقلات، إما العمل في مشافي ميدانية أو جهاد نكاح أو الطبخ للجيش الحر.

وفي مايلي النص الحرفي لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان حول إفادة المعتقلة سميرة:
"الشبكة السورية لحقوق الانسان"
مشاهد من قلب الجحيم
رواية ناشطة في الهلال الأحمر السوري ناجية من مراكز احتجاز النظام السوري

محتويات التقرير

أولاً: المقدمة:
من الاعتقال على الحاجز مروراً بالعديد من الأفرع الأمنية والسجون وحتى الإفراج، التقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفي إطار توثيق الانتهاكات الحاصلة داخل مراكز احتجاز النظام السوري، مع السيدة سميرة عضو الهلال الأحمر السوري، والناجية من الاعتقال والتعذيب، وقد قبلت مشكورة أن نقوم بنشر إفادتها.
المعلومات الشخصية للمعتقلة:
الاسم: سميرة 
اللقب: تم التحفظ عليه حفاظاً على خطر الانتقام من أهلها الذين مازالوا داخل المدينة
المحافظة: حماة 
مواليد: حماة_1970 
العمل: متطوعة في الهلال الأحمر و جمعية الرعاية الاجتماعية بحماة
الحالة الاجتماعية: متزوجة ولديها 5 أولاد 
تاريخ الاعتقال: 2/نيسان/2014
تاريخ الأفراج: 28/حزيران/2014 

ثانياً: تفاصيل الشهادة:
أولاً: على الحاجز الأمني:
في يوم الأربعاء الموافق 2/نيسان كنت أنوي السفر إلى لبنان مع زوجي، فتوجهت إلى منطقة الكراجات الواقعة في حي طرابلس في مدينة حماة، أوقفني حاجز تابع للأمن العسكري في تلك المنطقة، وطلب مني هويتي، وعندما أعطيته الهوية، أخبرني أني مطلوبة لأمر بسيط سينتهي خلال دقيقة من الاستجواب (سؤال وجواب)، فنزلت من السيارة ودخلت معهم إلى الحاجز، وعندما أصبحت داخل الحاجز انهالوا علي بالضرب والشتائم المخجلة، وقاموا بتفتيشي تفتيشاً دقيقاً من ملابسي إلى حقيبة يدي، مع توجيه الكلام البذيء لي، ثم قاموا بتكبيل يديّ إلى الخلف مباشرة، وبعد نصف ساعة من التهديد والوعيد والشتائم، وضعوني في باص للشبيحة وأخذوني إلى فرع الأمن العسكري بحماة.
ثانياً: في فرع الأمن العسكري:
عندما وصلت إلى فرع الأمن العسكري، انهالوا عليّ بالشتائم والكلام المشين نفسه، وأيضاً قاموا بتفتيشي مرة أخرى، وكانت يداي مكبلتين للخلف، وبعد الانتهاء من التفتيش، أنزلوني إلى المنفردة التي كانت موجودة في الطابق السفلي، وكانت عبارة عن حمام (تواليت) مساحته متر ونصف في متر، وبقيت فيها لليوم التالي.
في اليوم التالي 3/نيسان قام المحقق بطلبي للتحقيق، قاموا بتكبيلي وتعصيب عينيّ وعندما دخلت غرفة التحقيق، بدأ المحقق أسئلته المترافقة مع الضرب على وجهي والرفس بحذائه، وقام بسؤالي تحديداً عن نشاطي التطوعي في الهلال الأحمر والرعاية الاجتماعية، ولم يكن لدي شيء مخالف للقانون في عملي، ولكنه حاول أن ينتزع أجوبة مني حول مساعدتي للجيش الحر عن طريق الهلال الأحمر، ودعم أهالي الجيش الحر في حماة، ولكن لم تكن أجوبتي بالنفي تعجبه، فانهال علي بالضرب والشتائم مرة أخرى، ثم نزع العصبة عن عيني وأمر بجلب معتقلين آخرين وجعلني أراهم كيف يقومون بتعذيبهم بالجلد ووضعهم في الدولاب وضربهم وشبحهم. كان يريد مني فقط أن أذكر له أسماء أشخاص في الجيش الحر، وأني على صلة بهم، ولكني لم أذكر له شيئاً، ثم بدأ يسألني كيف أقيّم من يموت إن كان شهيدأ أم قتيلاً.
استمر التحقيق لمدة أربع ساعات، وبقيت على هذه الحال مدة 18 يوماً، في كل يوم تحقيق مع المحقق نفسه والأسئلة نفسها والاتهامات والإهانات والضرب نفسه.
كان التحقيق يستمر مدة 5 أو 4 ساعات، كان يتركني لبعض الوقت، ويذهب ويعذب معتقلين آخرين أمامي، وكان وقت التحقيق يبدأ في الصباح الساعة الثامنة تقريباً، أو في الليل الساعة 2 بعد منتصف الليل، وبقيت في الأمن العسكري مدة 18 يوماً. 
ثالثاً: في معقتل الشرطة العسكرية:
بعدها قاموا بتحويلي إلى معتقل داخل مبنى الشرطة العسكرية التي تقع في حي جنوب الملعب، وكان معي 16 معتقلاً من الشباب، أبقوا الشباب في الشرطة العسكرية، وأخذوني إلى فرع الأمن الجنائي.
رابعاً: في فرع الأمن الجنائي:
أخذوني إلى الجنائية (فرع الأمن الجنائي) من أجل تحويلي إلى حمص، وكان يوم خميس، ويوم الجمعة والسبت عطلة، فبقيت في فرع الأمن الجنائي حتى يوم الأحد.
في صباح يوم الأحد جاءت دورية أمن من الشرطة العسكرية وأخذتني إلى الشرطة العسكرية، وهناك كان يوجد باص جاهز وبداخله 16 معتقلاً، وكنت كلما سألت أحد العناصر إلى أين تأخذوننا، كانوا ينهالون علي بالشتائم، ثم ركبت في الباص واقتادونا إلى قيادة الشرطة العسكرية بحمص برفقة الشبيحة.
خامساً: في قيادة الشرطة العسكرية بحمص:
طوال الطريق نحو قيادة الشرطة العسكرية، كانوا يسمعوننا الشتائم والإهانات، وفي هذا اليوم لم نأكل ولم نشرب شيئاً لحين وصولنا إلى حمص إلى القيادة العسكرية، هناك أعطوني رغيف خبز وخيارة واحدة فقط، ووضعوني في زنزانة ونمت على سرير حديد لأن البطانيات كانت مليئة بالقمل ورائحة البول تفوح منها، وبقيت فيها حتى الساعة الثامنة صباحاً في اليوم التالي، حيث تم تحويلي مع نفس الشباب إلى سجن البالونة.
سادساً: في سجن البالونة:
في سجن البالونة، بقيت يوماً وليلة في زنزانة منفردة وبدون تحقيق (عهدة) حتى اليوم التالي، قاموا بأخذي إلى سجن حمص المركزي مكبلة اليدين ومعصوبة العينين.
سابعاً: في سجن حمص المركزي:
عندما دخلت إلى سجن حمص المركزي كان فيه قرابة ال 230 معتقلة، وبعد سؤالي عن أحوالهن تبين لي أن أغلبهن لم يعرضن على القضاء سوى مرة واحدة فقط ببداية توقيفهن، ثم تم إهمال قضاياهن بشكل تام، هناك بعض المعتقلات مضى على اعتقالهن أكثر من تسعة أشهر ولم تعرض على القضاء ولم تحصل على أي حكم كان.
والبارز أيضاً هو وجود أطفال تتراوح أعمارهم مابين سنتين وأربع سنوات محتجزون مع أمهاتهم، وكان القمل والجرب منتشراً بينهم، وكانت جميع الأسرة مليئة ولم أجد مكاناً أجلس فيه إلى أن قامت إحدى المعتقلات (وهي من مدينة حماة – حي الأربعين وتدعى فاطمة طواشي عمرها 55 عام معتقلة في هذا السجن منذ عام ونصف ولديها ابن شهيد) بالسماح لي بالجلوس على سريرها.
كان هناك الكثير من النساء والشابات لا أتذكر جميع أسمائهن، كان يوجد معتقلات من قلعة الحصن ومن بانياس والرستن ومن حمص وحماة، وكانت التهم إما العمل في مشافي ميدانية أو جهاد نكاح أو الطبخ للجيش الحر، لا أستطيع تذكر أسمائهن بسبب أعدادهن الكبيرة، وكانت كنياتهن غربية بالنسبة لي.
بقيت في سجن حمص لمدة 3 أيام، وبعدها تم تحويلي مع 61 معتقلاً إلى دمشق إلى فرع فلسطين بشاحنة كبيرة تابعة للسجن.
ثامناً: في فرع فلسطين:
في الشاحنة التي تنقلنا إلى دمشق، لم أكن معصوبة العينين، وعند وصولي إلى فرع فلسطين قرأت لافتة كبيرة لونها أسود، كُتب عليها بالخط العريض (الداخل مفقود والخارج مولود) كانت موجودة على باب الفرع.
استقبلوني في فرع فلسطين بالإهانات والمسبات، وقالوا لي إنني إرهابية، وقاموا بضربي على رأسي وظهري، وقادوني بطريقة وحشية، وقاموا بجنزرة يداي وقدمي.
أدخلوني على مكتب واستلموا أغراضي وأبصموني عليها، واتهموني بأنني أدعم العصابات، وأني أريد الهروب من البلد وأنني أتعامل مع بندر (المقصود الأمير بندر بن سلطان)، وأنني أريد السفر إلى بندر لأقوم بنشر ما يحدث بالبلد، لأنني حثالة وإرهابية.
بعدها أخذوني بين الطوابق العليا إلى ثاني طابق، وعندما كنت أمشي كنت أشتم رائحة كريهة أظنها رائحة المعتقلين الجرحى، كانت الرائحة تشبه رائحة الدم، وكانت الممرات مظلمة، وكنت أسمع صوت المعتقلين وهم يتألمون، وشاهدت شباباً يُضربون أثناء التحقيق بخرطوم المياه الأخضر، وكانت الدماء على الأرض والحيطان، وفي كل لحظة كان عنصر الأمن يطلب مني إنزال رأسي نحو الأسفل كي لا أتلفت وأشاهد ماذا يحدث، وكان يدعى أبو الجماجم، ثم أدخلني إلى الحمام وطلب مني الانتظار وقام بجلب إحدى المعتقلات لتقوم بتفتيشي، وطبعاً قمت بالتعرف عليها: كانت تدعى ميديا من دير الزور عمرها 40 عاما كانت معتقلة منذ ثمانية أشهر بتهمة التحريض على الانشقاق، خرجت معي لاحقاً في إخلاء السبيل.
ثم أخذوني إلى غرفة كانت مساحتها 3 × 4، وعندما فتح الباب صعقت بالمشهد، جمعيهن نساء، وكان العدد 34 امرأة في تلك الغرفة الصغيرة.
لقد كنا ننام على الأرض وعلى جوانبنا، كن جمعيهن منهارات نفسياً، وبعضهن مصاب بمرض السكر والقلب والكلى، وطبعاً كنّ جميعاً من دون علاج.
نظام الحمام:
كان مسموحاً أن ندخل الحمام الساعة 9 صباحاً فقط و 5 مساءً على قسمين، ولمدة 10 دقائق فقط، وكنا نستحم في التواليت، (كان يوجد ثلاثة تواليات، ومغسلتين)، ونغسل ملابسنا ونرتديها وهي مازالت ماء، وكنا نشرب من ماء طعمها كافور، وتبين لدى سؤالنا عن تغير طعم المياه أنهم يضعون فيها هذا المادة، وهي مادة تؤدي إلى تساقط الشعر وإلى الضعف الجنسي.
نظام الطعام:
في الصباح يقوم عناصر من الفرع بتوزيع الخبز، لكل معتقلة ثلاثة أرغفة، ومعهم 14 حبة زيتون لكل واحدة منا.
وعند الخامسة عصراً، يجلبون لكل 4 نساء حبة بطاطا واحدة مسلوقة، وكل أربعة أو خمسة أيام كانوا يعطوننا خيارة أو بندورة واحدة لكل منا.
وكان يوجد ندوة نستطيع أن نشتري منها حلاوة أو دخان أو مربى أو صابون وشامبو، في كل أسبوع يحق للمعتقلة الشراء مرة واحدة بالدور، أي كان يأتي دور الواحدة منا كل ثلاثة أشهر مرة، وكانوا يأخذون ثمن الشراء من أموالنا المحجوزة في الأمانات، لكن الحقيقة أن معظم المعتقلات لا يملكن المال بسبب حجزه أو سرقته من قبل عناصر الأمن أثناء وضعه في الأمانات.
بعد مرور تسع أيام على وجودي بالفرع، انتشر القمل بيننا وأصيبت بعض المعتقلات بالجرب.
المحققون:
كان المحققون يسكرون داخل الفرع، ورائحة الخمر تفوح منهم، وقد حقق معي ضابط التحقيق في فرع فلسطين مرتين لمدة ساعة في كل مرة (تحقيق حماة نفسه) ، في اليوم التاسع على وجودي في الفرع تم أخذ بصماتي على ملفي.
وفي الليل كنا نسمع أصوات التحقيق مع الشباب، وأصوات ضربهم وتعذيبهم، وكثيراً ما كانت رؤوسهم ترتطم بجدار غرفتنا.
أبرز الحوادث التي عايشتها في فرع فلسطين: 
في أحد الأيام أصيبت إحدى المعتقلات بالإسهال فتوسلنا للسجان من أجل السماح لنا بأخذها إلى الحمام، فسمح لنا بالخروج معها، كنا أربع معتقلات مع المعتقلة المريضة وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وعندما خرجت معها شاهدت عدة جثث لذكور مرميين في الممر، وعليها آثار التعذيب، وكانت الجثث ملفوفة ببطانيات، شاهدت شعر رأس ملصق على الجدران يبدو أنه من كثرة ضرب رؤوسهم بالجدار علق فيها الشعر.
كما كان يوجد غرفة فيها جثث متفسخة، كانوا يضعون فيها المعتقل ويخرجونه بعد أيام وقد أصيب بأمراض في رئته ويصبح لونه أصفر وأبيض، من أجل الضغط عليه للاعتراف بالتهم الموجهة إليه كانت هذه الغرفة موجودة تحتنا بطابقين. 
وأيضاً كانت معي إحدى المعتقلات رأيت الديدان تخرج من الحبوب المنتشرة في جسمها والمتقيحة. 
بعد الانتهاء من التحقيق كان يوجد مجموعة من الشباب تدعى سبعات 777، وهم عبارة عن سجناء قدامى يرتدون فقط الكيلوت، كانت مهمتهم إعادة الشباب المغمى عليها إلى زنازينهم، أو أخد الجثث إلى غرفة الجثث ثم شطف وغسل الممرات من آثار الدم، وكانوا أيضاً يوزعون الطعام على الزنزانات، كنا نسمع المحققين وهم يندهون لهم باسم سبعات.
أتذكر من المعتقلات في فرع فلسطين: 
- ثناء القاسم – حماة- 48 عاماً، معتقلة منذ 6 أشهر ولم يتم التحقيق معها.
- مها الشامي (أم رياض) – حماة - 42 عاماً، وهي مصابة بشلل أطفال، ويوجد جهاز في قدمها ليساعدها على المشي. 
- إنصاف قدور- حماة- قمحانة- 40 عاماً. 
- دلال الشامي - حماة – 46 عاماً، وأيضاً لم يُحقق معها.
- أم علاء – ادلب- 60 عاماً، كانت تهمتها أنها مراسلة الأورينت.
- وفاء السبع – دمشق- 50 عاماً. 
- باسمة قضياتي- دمشق - 55 عاماً، وكانت تهمتها العمل في مشفى ميداني ولكنها خرجت معي في إخلاء السبيل. 
- لينا أوضاباشي - دمشق - 22 سنة، قامت بإنزال علم حزب البعث في الميدان ولكن أيضاً خرجت معي في إخلاء السبيل. 
- لينا بياسي - دمشق- 18 سنة، تهمتها جهاد نكاح وخرجت معي أيضاً.
- ريم تفتنازي – حلب، معتقلة منذ عشرة أشهر وتم إخلاء سبيلها من سجن عدرا. 
- سمر تفتنازي- حلب، وهي أخت ريم، بقيت معتقلة وأخبرونا أنها تحولت إلى صيدنايا بسبب تهمها الكبيرة، وحقق معها محقق معروف بوحشيته يدعى دعاس دعاس.
هؤلاء من أتذكر، وباقي النساء لم يتحقق معهنّ لحين مغادرتي الفرع. 
تاسعاً: التحويل إلى سجن عدرا:
في يوم السبت وبعد مرور 11 يوماً على وجودي في فرع فلسطين، تم ترحيلي صباحاً أنا وريم تفتنازي وإنصاف قدور إلى القضاء العسكري في القابون، وبقيت في القابون خمس ساعات أنتظر رؤية القاضي، وبعدها تم تحويلي إلى مخفر في ركن الدين، وبقيت هناك ليلة، وفي اليوم التالي تم تحويلي إلى سجن عدرا المركزي.
في سجن عدرا وعند دخولنا تم تفتيشنا من قبل شرطيات، وأخذوا منا الأمانات، وتم توزيعنا على المهاجع في قسم الإرهاب الذي كان يحوي 6 مهاجع مساحة المهجع 5 × 4 في كل مهجع 39 معتقلة تقريباً. 
كنا ننام على الأرض وعلى جوانبنا حتى تتسع الغرفة، ولم يكن هناك بطانيات كافية لأعدادنا، وكان يوجد تفقد يومي لأسمائنا في التاسعة مساءً وكانت كاميرات المراقبة في كل مكان. 
نظام الطعام في عدرا:
الفطور في الساعة 10 صباحاً وهو ثلاثة أرغفة خبز لكل واحد مع قطعتين من جبن المثلثات، و الغداء عند الخامسة عصراً كانوا يجلبون لنا رزاً وبازلاء أو مجدرة وشوربة عدس كانت تحوي البحص، وكان الطعام سيئ الطعم والطبخ، كان يوجد ندوات نستطيع شراء الطعام منها ولكن كانت معظم المعتقلات لا يملكن المال لأنه غالباً ماتتم سرقته من قبل عناصر الأمن المشرفين على الأمانات.
مسرحية زيارة لجنة من الصحة العالمية إلى سجن عدرا:
قبل الانتخابات الرئاسية بأسبوع تماماً، كان يوم الاثنين ولا أذكر التاريخ تحديداً، طلبت منا إدارة السجن تنظيف المهاجع، وقالوا لنا إن هناك لجنة من الصحة العالمية ستزور السجن، فقمنا بشطف وغسل جميع المهاجع، ثم قام مدير السجن بجمعنا وأخبرنا أنه في الغد ستأتي لجنة من الصحة العالمية لزيارتنا، وقام بتهديدنا، إذا تفوهنا أمامهم بكلمة عن سوء المعاملة في الأفرع أو عن النظام، وهددنا بالقتل وبالإرجاع إلى الأفرع الأمنية للتعذيب في حال تكلمنا أمامهم، في اليوم التالي جاءت اللجنة وقام ضباط السجن بجمع بعض النساء وبدأن يهتفن لبشار، وقاموا بتصويرهم، ولم يتركوا أي أحد من اللجنة يقترب منا، نحن بقينا في مهاجعنا وصرنا نبكي.
عاشراً: الذهاب للقاضي:
في يوم الخميس تم طلبي للقضاء، فارتديت رداءً أزرق اللون كُتب عليه: "إرهاب"، وقاموا بجنزرة يدي وقدمي ووضعوني في الباص وأخذوني لمحكمة الإرهاب، وعرضت على القاضي السادس الذي قام بإخلاء سبيلي في 28/حزيران/2014م بعد أن تأكد أنه لاتوجد علي أي تهمة، لقد سجنت كل هذه المدة وتعذبت وأهنت ثم تأكدوا أنني لم أكن مذنبة!!
في النهاية هل ترغبين في إضافة أي شيء عدا الأسئلة التي تم توجيهها؟
أريد أن أذكر أن لباس المعتقلة من لحظة اعتقالها إلى إخلاء سبيلها هو لباس واحد، إلى أن قامت إحدى الناجيات المفرج عنهن بالتبرع بملابسها للمعتقلات.
كما أريد القول إن نظام بشار الأسد يقوم بزج الكثير من النساء المخبرات في السجن بين المعتقلات فأحب أن أحذر الجميع.

ثالثاً: الاستنتاجات والتوصيات:
سوريا طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يضمن حق المحتجزين بتهم جنائية بالتقدم إلى القضاء.
ينص القانون الدولي الإنساني على وجوب معاملة الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية معاملة إنسانية. وتشمل قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي حظراً على الحرمان التعسفي من الحرية.
الحكومة السورية تمارس جريمة الاخفاء القسري وجريمة الاعتقال التعسفي وجريمة التعذيب بحق معظم من تقوم باعتقالهم وعلى نحو منهجي وواسع النطاق يشمل كافة مراكز الاحتجاز المنتشرة في جميع المحافظات السورية.

التوصيات
إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن:
يتوجب على مجلس الأمن إصدار قرار مُلزم يُجبر السلطات السورية على إخلاء كافة المحتجزين السلميين ونشطاء حقوق الإنسان والإغاثة والإعلام، والسماح للجنة التحقيق الدولية المستقلة بالوصول إلى جميع مراكز الاحتجاز من أجل التحقيق في المزاعم الرهيبة حول انتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز.
كما يتوجب وعلى نحو فوري السماح لكافة المحتجزين الاتصال مع أقرابائهم ومع المحامين والأطباء، وإيجاد ضمانات ملزمة لمنع تكرار الانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز.
يجب على المجتمع الدولي إبقاء قضية المعتقلين السوريين والمختفين قسرياً حاضرة أمام أعينهم لأنها تمسُّ عائلات ما لايقل عن 85 ألف مختفي قسرياً وهم محرومون قطعياً من زيارة أقاربهم المحتجزين، والذين لايحصلون على أية رعاية قانوينة أو طبية أو حتى إنسانية".

زمان الوصل - الشبكة السورية لحقوق الإنسان
(111)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي