وقع أكثر من 100 معارض وناشط من أبناء الطائفة الدرزية في السويداء على بيان بعنوان "معاً لحماية الوحدة الوطنيّة"، يرفضون فيه الدعوة إلى مؤتمر يتعلق بوضع الطائفة في سوريا، دعا مؤخرا البعض إلى انعقاده في تركيا.
وأدان البيان عقد هذا المؤتمر "المجهولة خلفية داعميه" من الباب إلى المحراب، معتبرا أن أية مشاريع أو حلول تطرح على أساس طائفي ستكرّس الانقسام بين السوريين وتتعارض مع الوحدة الوطنية.
وكان ناشطون من محافظة السويداء دعوا إلى انعقاد المؤتمر الأول لمؤسسة "سنديان" الذي يهدف إلى إقامة عدة مشاريع تنموية تخص السويداء بمن فيها من أبناء المحافظة ولاجئيها من المحافظات الأخرى.
ونشرت "زمان الوصل" خبر المؤتمر موضوع الرفض أمس ناقلة عن عضو اللجنة التنظيمية نجيب أبو فخر "إن المؤتمر المزمع عقده خلال الفترة المقبلة في تركيا، وهو التأسيسي لمؤسسة "سنديان"، يقوم على تفعيل العمل الجماعي بشكل عملي ومؤسساتي".
وأوضح أن المؤتمر يطمح إلى تلبية حاجات المجتمع على كافة الأصعدة، سيما أن عدد الأسر تحت خط الفقر في السويداء قد تجاوز "18000 ألف أسرة مع بداية 2014، مستفيدين في سير عملهم من تجارب مؤسسات عالمية فاعلة.
وقال الموقعون الرافضون للمؤتمر المذكور، الذين يتحدرون "من أرومة الطائفة الدرزية"، إن انتماءهم الحاسم والنهائي يبقى للخيار الوطني السوري، "الذي نعتبره انتماءً حاكماً على جميع الانتماءات الأخرى، وإن كنا نشارك الكثيرين تخوّفهم من مخاطر هذا الاندفاع الغرائزي الذي يجتاح المنطقة".
وأضاف البيان "إن تراث الدروز اتسم بالنزعة الاندماجية مع أكثرية شعبنا بمختلف تكويناته، ما يؤكد بقاء الشخصيات الانعزالية في تاريخهم على هامش الحياة الاجتماعية والعامة، وإجماعهم على شخصيات تاريخية اندرجت في مشاريع التحرر الكبرى".
واستعرض الموقعون في بيانهم مراحل الثورة السورية والظروف التي أجبرتها على التحول من السلمية إلى العسكرة، عازين ذلك إلى عنف وبطش النظام، ومساندة أطراف إقليمية، ما أدى إلى التسليح وخروج الحامل المدني- السياسي للثورة إلى الهوامش، الأمر الذي مهد لـ"انبعاث الهويات القاتلة من جوف التاريخ".
وشرح البيان ظروف "الانقسام والتشظّي وتآكل الوطنية السورية، وسيطرة الإيديولوجيات الطائفية والمذهبية والإثنية، وظهور الشعارات ذات الشحنة العصبية مثل: شعار "حماية الأقليات". الشعار الذي دعمه واستغله -حسب البيان- "الحضور الإيراني في الإقليم، والذي ينتهج عملية تخريب منظمة للأنسجة الوطنية لدول المشرق العربي".
وأكد الموقعون على أمرين اثنين أولهما "إن بناء الوطنية السورية، ممثلة بالدولة المدنية الديمقراطية، هو الذي يحمي جميع السوريين، بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والطائفية والإثنية. ونرى أن واقع السوريين ثري بالعناصر التي تتأسس عليها المسألة الوطنية، يجب الاشتغال بجدية على إنضاجها وتثميرها، وأول ما يتطلب ذلك التصدي الحازم لظاهرة الغرق في "الهويات" ما قبل الوطنية، التي شكّلت ثقوبا سوداء، جلبت إلى مجتمعنا وبلدنا الخراب والدمار والدماء، والتدخلات الدولية والإقليمية، فحولت بلدنا إلى ساحة صراع بين تلك القوى، فانتفى الوطن وانتفت الوطنية".
وثانيهما إدانة جميع التحركات والتشكيلات والمؤتمرات ذات الصبغة ما دون الوطنية، حيث دعى البيان إلى "تشكيل كتل وطنية وازنة على امتداد الجغرافيا السورية، تستطيع قطع الطريق على أمراء الاستبداد والقتل والدمار".
وفي ما يلي نص البيان وأسماء الموقعين عليه:
"بيـــــــان إلـى الرأي العــــــام (دعـــــــوة للتوقيـــــع)
حول الدعوة إلى مؤتمر يتعلق بالطائفة الدرزية في سورية
لقد جسدت الثورة السورية في بداياتها السلمية نزوعاً حاسماً وتطلعاً أصيلاً إلى الحرية وإلى بناء وطنية سورية جامعة، وكان جسدها الشبابي حاملاً للفكرة الوطنية ومسائلها بجدارة واقتدار. لكن العنف الأمني والبطش الذي سلكه النظام في مواجهتها، وبمساندة ظروف دولية وإقليمية، استطاع جر الثورة السلمية إلى مرحلة التسلح، وتالياً، أخرج حاملها المدني –السياسي إلى الهوامش. مما شكل مقدمة لمسار انبعاث "الهويات القاتلة" من جوف التاريخ، لكي تتصدر المشهد السوري حالياً، وتعززت تلك "الهويات" بظهور التنظيمات الأصولية المتطرفة، التي لا تؤمن بالكيانية السورية، وباستقدام النظام للمليشيات الطائفية العابرة للحدود الوطنية، وكذلك، انتعشت في سياقات الحرب والقتل والدمار والتهجير. مما وسّع التباعدات بين السوريين وعمّقها، والتي لن يزيلها إلا فاعلية سياسية –مجتمعية ذات طابع تاريخي ومضامين وطنية وإنسانية جذرية.
في مناخ كهذا، من سماته العامة الانقسام والتشظّي وتآكل الوطنية السورية، وسيطرة الإيديولوجيات الطائفية والمذهبية والإثنية، وظهور الشعارات ذات الشحنة العصبية مثل: شعار "حماية الأقليات"، الذي دعّمه واستغله الحضور الإيراني في الإقليم، والذي ينتهج عملية تخريب منظمة للأنسجة الوطنية لدول المشرق العربي.
في هذا المناخ تداعى بعض السوريين الذين ينتمون إلى الطائفة الدرزية، لعقد مؤتمر على الأراضي التركية، بتوجيه دعوات ذات طبيعة طائفية مختلفة عما اُعلن لاحقاً للإعلام، ومتكتمة عن هويّة الداعمين والمنظّمين للمؤتمر الذي يهدف، بحسب نص الدعوة إلى تداول وضع الطائفة الدرزية في سوريا وطرح حلول "لمشاكلها الاقتصادية" في ضوء "التهديدات" التي تتعرض لها "الأقليات" في المنطقة.
نحن الذين نتبنى هذا البيان، نتحدّر من أرومة الطائفة الدرزية، يبقى انتماؤنا الحاسم والنهائي للخيار الوطني السوري، الذي نعتبره انتماءً حاكماً على جميع الانتماءات الأخرى، وإن كنا نشارك الكثيرين تخوّفهم من مخاطر هذا الاندفاع الغرائزي الذي يجتاح المنطقة، ندين عقد هذا المؤتمر -المجهولة خلفية داعميه -من الباب إلى المحراب، ونعتبر أية مشاريع أو حلول تطرح على أساس طائفي ستكرّس الانقسام بين السوريين وتتعارض مع الوحدة الوطنية.
إن تراث الدروز اتسم بالنزعة الاندماجية مع اكثرية شعبنا بمختلف تكويناته، ما يؤكد بقاء الشخصيات الانعزالية في تاريخهم على هامش الحياة الاجتماعية والعامة، وإجماعهم على شخصيات تاريخية اندرجت في مشاريع التحرر الكبرى. فأجمعوا على الأمير شكيب أرسلان بصفته وريثاً لمشروع الإمام الإصلاحي محمد عبده، "إمام الحداثة والدستور"، وأجمعوا على سلطان الأطرش لأنه كان زعيماً وطنياً وليس طائفياً، وكذلك، أجمعوا على كمال جنبلاط الذي تحالف مع عبد الناصر ومع منظمة التحرير الفلسطينية، وكان ممثلاً للتيار القومي في لبنان.
نحن كسوريين أولاً
1- نؤكد أن بناء الوطنية السورية، ممثلة بالدولة المدنية الديمقراطية، هو الذي يحمي جميع السوريين، بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والطائفية والإثنية. ونرى أن واقع السوريين ثري بالعناصر التي تتأسس عليها المسألة الوطنية، يجب الاشتغال بجدية على إنضاجها وتثميرها، وأول ما يتطلب ذلك التصدي الحازم لظاهرة الغرق في "الهويات" ما قبل الوطنية، التي شكّلت ثقوبا سوداء، جلبت إلى مجتمعنا وبلدنا الخراب والدمار والدماء، والتدخلات الدولية والإقليمية، فحولت بلدنا إلى ساحة صراع بين تلك القوى، فانتفى الوطن وانتفت الوطنية.
2- ندين جميع التحركات والتشكيلات والمؤتمرات ذات الصبغة ما دون الوطنية، وندعو إلى تشكيل كتل وطنية وازنة على امتداد الجغرافيا السورية، تستطيع قطع الطريق على أمراء الاستبداد والقتل والدمار.
عاش الشعب السوري واحداً موحداً في دولة وطنية ديمقراطية".
في 10/8/2014
الموقّعـون:
1- جبر الشوفي
2- منير الخطيب
3- أسامة جربوع
4- عفيف مزهر
5- اسماعيل الأشقر
6- عاطف رضوان
7- رضوان أبو فخر
8- سالم ناصيف
9- غالب الحسين
10- بيان الأطرش
11- يوسف زين الدين
12- أكرم الصفدي
13- فاضل المنعم
14- نظام محسن
15- ريما فليحان
16- تغريد الحجلي
17- سمير البكفاني
18- وليد النبواني
19- غالب سلوم
20- ريما البعيني
21-طارق عبدالحي
22- بسام بلّان
23- محمد بركة
24- مروان حمزة
25-حنان معروف
26-مي شقير
27- صافي علاء الدين
28- حسام السعدي
29- وليد الداهوك
30 - نجاة مرشد
31-صالح النبواني
32- غسان الجباعي
33- رغدة الخطيب
34- ريما جباعي
35- خالد الشومري
36- شاكر ابو رسلان
37- نجم العطواني
38- فادي الداهوك
39- فوزي مهنّا
40- ماهر الحمّود
41- برهان عزام
42- جمال الشوفي
43- فادي الشعّار
44- يحيى القضماني
45- حمزة الشريطي
46- دينا ابو الحسن
47- جهاد عبيد
48- ماجدة حسّان
49- محسن الشريطي
50- معن الصفدي
51- أسامة أبو ديكار
52- سمر أبو عمّار
53- صفوان النجم
54- رفعت عامر
55- نوال المعّاز
56- سعيد الغضبان
57- عماد الزغير
58- منير العنداري
59- وليد الحسنية
60- عمر العيسمي
61- لينا رشيد
62- إيمان كمال الدين
63- نزار قرقوط
64- نبيل مراد
65- عمر العرموني
66- رشيد أبو عساف
67- غالب المقت
68- حافظ قرقوط
69- صفاء مهنّا
70- تيسير زيدان
71- عرفان أبو بكر
72- وسيم حسّان
73- لالا مراد
74- إباء هنيدي
75- رفعت الحلبي
76- كمال فرج
77- وائل أبو حمزة
78- أنس رزق
79- وائل شجاع
80- معتصم العفلق
81- أشرف وائل
82- لينا رضا
83- أُسيمة مرشد
84- جميل جربوع
85- جلال مراد
86- ماجد مزهر
87- وليد أبو الحسن
88- عبدالكريم سلام
89- وليد الحسنية
90- مؤنس حامد
91- علاء منذر
92- منير الشعار
93- فؤاد الأشقر
94- أشرف سلي
95- غياث محمود
96- بسام عزي
97- شاهر الصفدي
98- نزار غالب فليحان
99- إيمان بوز
100- وسام اللهياني
101- رند فرج
102- بهيج مسعود

2014-08-10
دعا ناشطون من محافظة السويداء إلى انعقاد المؤتمر الأول لمؤسسة "سنديان" الذي يهدف إلى إقامة عدة مشاريع تنموية تخص السويداء بمن فيها من أبناء المحافظة ولاجئيها من المحافظات الأخرى. وصرح عضو اللجنة التنظيمية نجيب أبو... التفاصيل ..
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية