استشهد 10 أشخاص وجرح عشرات أولى ساعات صباح اليوم الاثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة استهدف حي "بستان القصر" بحلب.
وعلمت "زمان الوصل" أن الطيران الحي ألقى برميلاً متفجراً بالقرب من جامع "القصر" في ذات الحي، ليخلف انهياراً كاملاً لمبنيين سكنيين.
وأفاد مصدر ميداني أن أكثر من 15 شخصاً ما زالوا حتى لحظة تحرير الخبر تحت الأنقاض، ويرجح أنهم أحياء، وسط عجز واضح في إمكانيات الدفاع المدني في المدينة والتي لا تتجاوز الآلية واحدة أو اثنتين تعملان بشكل متقطع لتكون أيدي الأهالي هي الأدوات الوحيدة المتبقية لإخراج الجثث.
إلى ذلك تضرر خط المياه الرئيسي في الحي وشهد الحي حرائق عدة في الليل جراء استهدافه، وكانت امرأة استشهدت قبل يومين جراء سقوط برميل آخر.
يذكر أن حي بستان القصر من أقرب الأحياء ملاصقة لمناطق سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، مما يجعله الأقل تعرضاً للقصف، بسبب نسبة الخطأ العالية الموجودة لآلية إلقاء البراميل، ولم يشهد الحي استهدافاً مركزاً كما حدث مع بقية المناطق المحررة، الأمر الذي جعله من أكثر الأحياء احتضاناً للنازحين.
وفي سياق متصل ولليوم الخامس على التوالي، ما تزال الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وفصائل الثوار، دائرة في كل من مناطق "البريج، وحيلان" على الجبهة الشمالية الشرقية في مدينة حلب، عقل تقدم النظام مؤخراً وفكّه الحصار عن السجن المركزي.
وفي آخر التطورات المتسارعة هناك، أفاد مراسل "زمان الوصل" بحلب أن فصائل الثوار استطاعت استعادة كلاً من قريتي "البريج، وحيلان" واللتين سيطر عليهما النظام في وقت سابق.
وكانت قوات النظام أخلت السجن من معظم السجناء الجنائيين، وأبقت على المعتقلين السياسيين فقط، كما أخرجت شرطة السجن ليحل مكانها عناصر جيش النظام، وذلك عقب وصولها إلى السجن المركزي.
واستطاعت قوات النظام الوصول إلى سجن حلب المركزي قبل خمسة أيام بعد احتلالها تلة "حيلان" المطلة على السجن، فاتحةً جيباً في الخاصرة الشمالية الشرقية لمدينة حلب من طرف المدينة الصناعية، لتصبح على تخوم مخيم "حندرات" ممهدة الطريق للسيطرة على طريق "كاستيلو" الشريان الوحيد لمدينة حلب من الشمال، وهو الهدف الجوهر في الأساس للعملية التي سميت بـ"النمر".
ومن جهة أخرى يرى ناشطون قالوا لـ"زمان الوصل" إن العملية برمتها كانت عبارة عن فخّ وقع فيه النظام، للتقدم وإخراج السجناء من السجن، وبذلك تزول المخاوف من استهداف هذا السجن وتحريره أو تفجيره كما تم مع أبنية أخرى، كونه نقطة وحيدة تحت سيطرة نظام ما زال يستعمل السجناء كرهائن.
ويضيف الناشطون أن النظام ابتلع الفخّ وصور تحرير السجناء على أنه نصر عسكري، استغله إعلامياً كما كان متوقعاً، إلا أن سينكفئ بعد ذلك، وستشهد جبهة السجن تطورات هامة في الساعات أو الأيام القادمة.
ميدانياً، واصل الطيران الحربي قصفه الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل الثوار، حيث قام بعد منتصف ليل أول أمس بقصف بالبراميل المتفجرة على مناطق "الشعار، ومساكن هنانو، وباب النيرب، وبستان القصر، ومناطق في حلب القديمة" ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا ترافق ذلك مع اشتباكات بعد منتصف الليل بين قوات النظام والثوار على أطراف "بستان القصر".
فيما استهدف طيران النظام حي "بستان القصر" مخلفاً 10 شهداء ببرميل متفجر وانهيار كامل لمبنيين سكنيين.
وإلى الريف الحلبي حيث قصف الطيران الحربي بعد منتصف ليل أمس مناطق في بلدتي حيان وحريتان ترافق ذلك مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في ريف حلب الشمالي عسكرياً، لم تشهد الجبهات الأخرى في المدينة تطورات لافتة حيث شهد حي "جمعية الزهراء" اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط فرع المخابرات الجوية خلال الليلة الماضية، في حين استهدفت دبابات النظام مناطق سيطرة الثوار في الحي ظهر اليوم.
من ناحية أخرى أعلن جيش المجاهدين أمس الأول مقتل 30 عنصراً لقوات النظام في جبهة العامرية نتيجة اندلاع اشتباكات بين الطرفيين، فيما شنّ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هجوماً على حاجز "أثريا" التابع لقوات النظام على طريق خناصر، ما أسفر عن مقتل عشرة عناصر من قوات النظام كحد أدنى، وتدمير عدّة آليات عسكرية واغتنام دبابتين.
وتعيش المناطق المحررة في حلب المدينة أوضاعاً معيشية سيئة نتيجة التخوف من الحصار المرتقب بعد سريان الشائعات عن ذلك، فيما ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ، وتخلو المناطق التي تستهدف عادة من السكان كأحياء "الشعار، وطريق الباب، والميسر، والجزماتي"، فيما تتركز الكثافة السكانية في مناطق بستان القصر والزبدية وصلاح الدين، وذلك لقلة استهدافها من الطيران الحربي بسبب قربها الشديد خطوط التماس بين الطرفين.
عابد ملحم -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية