انتقادات لاذعة لــ"النصرة" في درعا وتخوف من تحولها إلى "داعش الجنوب"

أصمت جبهة النصرة سمعها وبصرها ولسان حالها غير عابئة بحوران ورجالها وشرارة ثورتها بحسب وصف نشطاء، فردّ بعض قادة الجيش السوري الحر في درعا بالقول "بلغ السيل الزبى" وهو ما جاء على لسان بعض القادة في شريط بثته قناة "سوريا1" في شهادات دحضت ما أُجبر قائد المجلس العسكري بدرعا العقيد الركن أحمد النعمة على الإدلاء به بحسب شرحهم، ما يؤكد استمرار الأزمة وتصاعدها رغم بعض التسريبات التي تشير لاستمرار المفاوضات، لكن صدمة الصور والفيدوهات التي ترسلها النصرة بدت قاسية ومهينة بحق رمزية الجيش السوري الحر وليس النعمة بشخصه، وهو ما صعّد بالحالة الاتهامية للنصرة باقترابها من خط "داعش" ونذر المواجهات تلوح بالأفق باستمرارها بسياسة "التطنيش" وتجاهل الرأي العام المحلي ومشاعره ودعواته لوقف الاستهتار الحاصل والإفراج فورا عن بقية الضباط وترك التحقيقات لجهة ذات موثوقية أكثر من النصرة غير الواضحة لجهة الانتماء والتمويل والتوجيه كما عبر نشطاء في رسائل وصلت لـــ"زمان الوصل"…
وقال المقدم الجوي وائل سويدان معاون قائد لواء الميزان بمقطع مصور، إن العقيد النعمة ونحن من دخلنا "خربة غزالة" بعد أن أشاع رفاقنا في كتائب أخرى للجيش الحر خبر سقوطها وهي التي انسحبت أصلا ومعها الذخيرة مسميا لوائي فلوجة حوران واليرموك.
وأضاف: دخلنا الخربة يوم 5/6/2013، ولم تكن قد سقطت بعد بل كانت محض إشاعات لغاية في نفس الكتائب بعد نجاحات حققتها كتائب وألوية الجيش الحر.
ومع الأخبار الواردة عن استعداد النظام لاقتحام الخربة تم التجهيز ورفض قادة تلك الكتائب المشاركة، عزا سويدان السبب في سقوط الخربة بعد خمسة أيام إلى الخاصرة الرخوة في جبهتها الشرقية، فيما كانت المواجهات مشتدة على جبهتها الغربية عند الاوتستراد، فدخلت دبابات النظام من الجهة الشرقية بتغطية مدفعية وجوية وكان الانسحاب أمرا لا بد منه.
واستنكر السويدان ما قامت به النصرة متسائلا "ألم تكونوا شركاء الأمس؟" مثيرا أسئلة الشارع الحوراني إن كان النعمة مسؤولا فالحساب ليس منكم بل من محاكم تتبع للجيش الحر ويوكل له دفاع، أما هذه الصورة من التعذيب الوحشي فهي إهانة لكل الجيش السوري الحر.
وأردف "هل النعمة هو المخطئ الوحيد ألم يخرج علينا من قال إنه ستكون حوران منطقة حظر جوي وصور الصواريخ المضادة للطيران، فلماذا لم تسقط طائرة أسدية موجها بعض رسائله للنصرة:"أين غنائم اللواء 38 والمعروف أنه لواء مضاد طيران، والذي شاركت النصرة في تحريره، فأين مضادات الطيران والغنائم؟"
وختم السويدان قوله بترك الباب مفتوحا "بلغ السيل الزبى" وعلى النصرة أن تعي ما تقوم به نحن وإياهم شركاء ضد عدو واحد، ولكن هذا لا يعني أن نقبل بتجاوزات تشبه ما رفضناه من مخابرات النظام الأسدي".
ويظهر خلال بث الشهادات فيدوهات توضح حضور النعمة في مدينة "خربة غزالة" قبل سقوطها يحي كتائب الحر وجهودها ويتوعد بالنصر القريب على قوات الأسد.
فيما سجلت الشهادة الثانية لخالد العتيلي قائد لواء "ميزان الثورة" والتي جاءت متشابهة مع شهادة السويدان ورفضها لأسلوب النصرة بنزع الاعترافات بالقوة، داحضا ما قاله النعمة في الشريط المصور الذي بثته النصرة، ومذكرا بتعذيب النصرة للعقيد الطيار أيسر الخطبا الذي رفض البقاء في صفوف بشار وقتْل شعبه متسائلا هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟، ومعتبرا أن إهانة النعمة هي إهانة لكل الجيش السوري الحر".
كما تداولت صفحات التواصل الاجتماعي شهادات لناشطين وقادة توثق مجريات الخربة وتدحض التهم الموجهة لقائد المجلس العسكري، وتدين سلوكيات النصرة.
وقال عبد الحليم العودات من بلدة الكرك الشرقي في وصفه لحادث الاعتقال وطريقة النصرة في الإساءة لقادة الحر: "قبضوا علينا وبدؤوا الشتم وكأننا نحن من بعنا الدنيا وكأننا لسنا إسلاما، وضربونا وأهانونا وبعدها ذهبوا بنا إلى السجن، وأخذو يضربون بنا وكان معي أحد قادة الكتائب وأحد قادة اللواء وشتموهم بعرضهم وبكل شيء وعلقوهم في السماء وبدء الضرب بالعصا وبالجنازير، ضربوهم الضرب لم أره في عمري، أنا دخلت اﻷمن العسكري في السويداء ولكن كان ضربهم أشد بكثير وأبقونا يومين بلا طعام و-أجلكم الله- بولو وافعلو ماتريدون هنا وكان المكان غرفة لاتتجاوز مساحتها 2م، وقلنا لهم نريد ماء قالوا مافي ماء قلنا نريد أن نتوضأ ونصلي، لم يردوا علينا، وكان كل ما يأتي أحد يشتمنا ويضربنا ويشتم قائد المجلس العسكري، ونحن لانستطيع أن نتكلم بأي كلمة وكانو يشتمون الجيش الحر بكامله ويقولون أنتم الجيش الحر دمرتم البلد وقالوا ﻷحد القادة الذين كانو معي أنت لماذا انشقيت عن النظام؟ ما أسخفكم وما أسخف أسئلتكم، وكأنهم يقولون لماذا خرجت عن الإسلام حسبنا الله ونعم الوكيل".
وختم العودات "أنا كنت أحبهم، ولكن الآن أستحقرهم كلهم أنذال ويحب أن يكون هناك ردة فعل من الجيش الحر البطل".
وحاولت "زمان الوصل" الاتصال بمتحدث باسم جبهة النصرة لكنها لم تتمكن من ذلك..
محمد عويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية