مات "جزار" تدمر ابن "ظربليط".. وهذه صورته

بينما كادت تدمر -المجزرة المغلفة بحكايا رعب لاتنقضي- أن تتلاشى خلف حجب المجازر اليومية التي حولت معظم سوريا إلى تدمر، جاء خبر موت رمز من رموز الإجرام، ليفتح ذاكرة السوريين من جديد على ماض رسم كثيرا من ملامح الحاضر، لدى الجلاد والضحية على حد سواء.
هنا تدمر الثمانينات.. حيث لاصوت يعلو فوق صوت القتل في المعتقل الرهيب، ولاصوت بين الناطقين بعبارات الموت يعلو فوق صوت حسن قعقاع وسليمان الخطيب.. زوج من عتاة المجرمين مهمتهما في دولة الأسد أن يتناوبا على إصدار أحكام الإعدام بحق آلاف من معتقلي "تدمر"، قدرهم البعض بين 15 و17 ألف معتقل تم شنقه أو إطلاق الرصاص عليه، بعد محاكمة إن طالت تستمر بضع دقائق.
هنا سوريا 2014.. خبر موت "اللواء سليمان الخطيب" يمر عابرا، بل و أقل من خبر عابر، عند جلاد اليوم وضحايا الأمس واليوم.. مات "الخطيب" ابن الطائفة العلوية، في جلطة قلبية داهتمه وهو في بلدته دريكيش، لتختم على 73 عاما، قضى "الخطيب" فيها جل عمره جنديا "مخلصا" في "سوريا الأسد"….
مات سليمان الخطيب، ولم يتعرف كثيرون إلى "هيئة" هذا الكائن الذي كان يطلق أحكام الإعدام بمنهتى الاستهتار والحقد، بل والغباء أحيانا.. يروي محمد سليم حماد في مذكراته تحت عنوان "شاهد ومشهود" واصفا "صورة" الخطيب : "رأيت رجلاً قصير القامة أصفر الوجه لئيم النظرات.. يتدلى حول شفتيه شاربان رفيعان يخضبهما الشيب فكأنهما شاربا فأر عجوز".
ويتابع حماد: "من المضحكات المبكيات التي لا تزال عالقة بذاكرتي عن أيام المحاكمات وحكاياتها أن أخاً ممن عرضوا على المحكمة كان طبيباً بيطرياً من منطقة الساحل السوري وكان يعمل في قرية دريكيش مسقط رأس سليمان الخطيب رئيس هذه المحكمة الهزلية . ولقد حدث أن أهل سليمان الخطيب كانوا يربون الأبقار كما يبدو . فلما مرضت إحداها أخذوها قدراً إلى ذلك الأخ ليعالجها . لكنها ماتت بقدر الله بعد ذلك . ودارت الأيام وإذ بالطبيب البيطري يقف أمام القاضي سليمان الخطيب نفسه . فلما عرفه اصفر واستفز وصاح فيه: (آبتذكر يوم جبنالك البقرة وقتلتها ولا؟ روح بدي أعدمك). ولقد تم إعدام الأخ المسكين بالفعل".
مات "سليمان الخطيب"، وشيع ودفن في قريته "ظربليط"!
شهادات نشرت عن سليمان الخطيب في "زمان الوصل" سابقاً…
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية