أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمة الخبز وطوابير الذل ....

معارك يجب ان يستعد لها السوري على أبواب الأفران

يبدو أن عدوى أزمة الخبز بدأت تنتشرفي المحافظات السورية ، حمص  إدلب ثم دمشق ، جميعها تشهد اليوم أزمة خبز حادة ، خاصة بعد قرار رفع الدعم عن مادة المازوت والغاز ، حيث اكتظ المواطنون في هذه المحافظات أمام طوابير الذل  للصراع على فتات خبز معجون بالخشب حينا وبالحشرات أحيانا أخرى !! . 
ممدوح أحد المعتمدين لتوزيع الخبز في مدينة حمص قال ( لزمان الوصل ) : لقد تم تشكيل لجنة مكونة من المختار ورئيس لجنة الحي ومندوب عن مديرية التموين ، حيث جمعوا دفاتر العائلة من عوائل الحي ليصار إلى توزيع الخبز بناء عليها ؟؟؟، حيث يحق لكل5 أشخاص ربطة خبز واحدة أي ( 1450-1550 غ ) ، و ربطتين فقط لكل 6 أشخاص حتى 8 أشخاص ، لكن حتى الآن لم يطبق شيئا من هذه الإجراءات الفريدة من نوعها ولا أستطيع بيع الخبز لأي شخص غير مسجل لدي في القائمة . ؟؟!
مشاجرات وحوادث بالجملة :
من جانبه قال أحد مواطني حي باب السباع :إن الأزمة تزداد يوما بعد يوم ، والناس بدأت تتشاجروتضرب بعضها البعض على أبواب المخابز ، من العار أن يضرب الإنسان جاره أو زميله من أجل رغيف خبز ، كما حصل أمس عندما حملوا السكاكين على بعضهم البعض في حي كرم الزيتون ، أي وطن هذا يقف فيه المواطن متحينا الفرصة ليقتنص رغيف الخبز من يد أخيه أو جاره ليسند به معدته الخاوية ..!
كما قال شاهد عيان لزمان الوصل أن احد المواطنين قتل طعنا بالسكين بعد مشاجرة عنيفة بينه وبين آخرين عندما كانوا ينتظرون دورهم ،حيث انتظر لمدة 3 ساعات وبعد أن جاء دوره قال له صاحب الفرن لقد نفذ الخبز  رغم انه يستطيع بيعه بعض الخبز مما تبقى لديه ، فتشاجر الاثنان ثم اشتبك عدة أشخاص مع بعضهم البعض مما أدى لطعنه بسكين فقد حياته على إثرها .
تجارة رابحة :
وحول بيع أصحاب المخابز الطحين المدعوم بالسوق الحرة بأضعاف ثمنه قال وليد صاحب أحد المخابز في دمشق :ربما يفعل البعض ذلك ،ولكن أليس من حقه أن يفعل هذا بعد أن ارتفع  سعر كل المواد ، صحيح أن سعر المازوت ظل مدعوما بالنسبة للمخابز ، لكن ألايوجد مواد أخرى تدخل في صناعة الخبز : ماء وكهرباء وأكياس نايلون ....الخ ، علما أن معدل الربح أٌقل من ليرة سورية للكيلو الواحد .
 وتابع وليد :خفضوا مخصصاتنا الى النصف تقريبا ، بحجة أن بعض المواطنين يشترون فوق حاجتهم من الخبز لبيعه كعلف لمربي المواشي والمزارعين ، قد يكون هذا صحيحا ، ولكن أين العلف ؟ لم ارتفع سعره ؟ ولماذا لا تؤمن الحكومة العلف للمزارعين بأسعار مناسبة ، هل ارتفاع سعرها عالميا هو السبب كالعادة !!.

وأضاف وليد :  تقول لنا مديرية التموين اشتروا المازوت بالسعر الحر وسنعطيكم الفرق لاحقا ، متى لاحقا ،هل هذا يعقل ؟؟ أين خطط  وزارة الزراعة والاقتصاد والحكومة ....(. الله ستر ماقالوا إن العراقيين هم السبب ) ، لكنهم توقفوا عن استعمال حجة العراقيين ، فهي موضة قديمة ولم يعد يصدقها أحد .

يشار أن سعر كيلو الخبز الميبس وصل إلى حوالي 20 ل..س في دمشق . و 18 ل.س في حمص  .
 في حين ارتفع الطلب على الخبز الحكومي  جراء ارتفاع سعر الخبز السياحي  إلى 45 ل.س للربطة الواحدة .
وقال وائل حمودة أحد مواطني حي الزاهرة  بدمشق : تحولت تجارة الخبز إلى تجارة رابحة جدا هذه الأيام ، مثلا أحدهم اشترى 400 ربطة خبز من الفرن ل (يبسط ) بها  ويبيع الربطة ب20 - 25 ل .س وبوزن أقل من وزنها المفترض ، ومن الطبيعي أن تشتري الناس الخبز فهي مضطرة ، وطبعا الأرباح تضاعفت في ظل هذه الأزمة ، حيث لارقابة ولا من يحزنون ..
واشتكى أهالي حي باب تدمر بحمص ل ( زمان الوصل ) قائلين : عليك أن تستيقظ  الساعة الخامسة فجرا ليتسنى لك تأمين بعض الخبز , هذا إن حالفك الحظ ، فالطوابير طويلة جدا ، والفوضى تستمر لساعات طويلة ،ويتشاجر الناس في منتصف الليل ، حتى النساء تتشاجر مع جاراتها ، وإن عادت بشئ فبالكاد يكفي سندويتشات يأخدها الأطفال معهم إلى المدرسة .
 أما نحن الرجال فلاحول لنا ولا قوة نعمل ليل نهار فقط لنؤمن هذا الرغيف ... من يرى ذلك يقول إن هناك مجاعة  حقيقية في سوريا ...نتمنى ألاتتفاقم الأزمة كما حصل في مصر .
وأضاف الأهالي : حلول عديدة طرحت ، منع بيع الخبز في الأفران مباشرة للناس وحصر بيعه في مراكز المعتمدين .
ولكن إلى الآن لا ندري ما هو سبب الأزمة الحقيقي ، يتهمون المواطن بأنه فوضوي!! ، هل تريد الحكومة أن تشغل المواطن برغيف الخبز ، لينسى سياساتها العشوائية وماترتب عليها من نتائج سلبية  لا تغتفر ؟
التموين :
عن الإجراءات التي ستتخذها محافظة حمص لمعالجة الأزمة قال محمد حسن رعد مدير التموين والتجارة الداخلية بحمص ل ( زمان الوصل ) : سيتم فصل الإنتاج عن التوزيع بعد موافقة محافظ حمص على اجتماع تم في فرع الحزب برئاسة مناف زرير ،  حيث سيتم توزيع كامل مخصصات الأفران على المعتمدين ،ولا تخفيض للمخصصات تحقيقا لتأمين المادة للمواطنين في جميع الأحياء ، ثم توسيع قنوات التصريف لتخفيف الازدحام ،وسنوزع آلاف  الجداول على  300 فرن خلال الأيام القادمة .
 وأضاف رعد المشكلة ليست في المادة بل في التوزيع ،لا أعتقد أن هناك مواطن  بات بلا خبز تموين كما شيع  ،  هل  ،مشيرا أن لجنة الحي ستوزع الخبز على الموطنين  حسب حاجة العوائل وهي التي تحدد مايحتاجه المواطن  بالاتفاق مع صاحب دفتر العائلة .
وأرجع رعد أسباب الأزمة إلى  تهريب دقيق التموين وبيع الخبز في لبنان حيث بيعت  الربطة ب 50 ل.س ، المخابز الخاصة تعرض الدقيق على المخابز السياحية ،وضبطنا أكثر من حالة تهريب  من مخابز تموينية وسياحية واستجرار مادة الخبز وتقديمها للحيوانات ، متابعا تدرس وزارة الاقتصاد حاليا  بالتنسيق مع الحكومة استيراد كميات من العلف لتأمين المادة للمزارعين ولكن هذا الكلام مازال شفهيا .
يشار أن الشعب السوري يستهلك حوالي 3.7طن  سنويا من القمح الذي يبلغ انتاج سورية منه حوالي 5 ملايين طن سنويا ، يصدر الفائض منه - 400 ألف طن ــ الى مصر واليمن والاردن ، وفي السابق كان يصدر إلى إيطاليا والجزائر وتونس وتركيا...،لكنه تراجع في السنوات الأخيرة بسبب مواسم الجفاف ، حيث بلغ إنتاجه حوالي 4.9 مليون طن عام 2006-2007 ، في حين كان  حوالي 5.5 مليون طن خلال الموسم السابق .
وكان محمد ناجي عطري قرر معالجة الأزمة  بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة من خلال تشديد الرقابة على منع الدقيق ودراسة إمكانية إضافة خطوط إنتاج جديدة فى الافران العامة اذا اقتضت الحاجة لذلك.
 ورفع سعر محصول القمح المسلم الى المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب من قبل الفلاحين  :
17 ليرة سورية ل كغ القمح القاسي بدلا من 5.ر16 ل.س كغ ، و 5.ر16 ل.س كغ للقمح الطري بدلا من 16 ل.س كغ .
ترى هل تكفي هذه الإجراءات السطحية لمعالجة أزمة اقصادية حادة  تعاني منها سوريا في جميع القطاعات : المياه - الخبز - الكهرباء ، إضافة إلى موجة غلاء لا سابق لها في البلاد ، فهذه حقيقة ظاهرة وإن حاول البعض التكتم عليها يسانده في ذلك بعض وسائل الإعلام التي تعودت على الاستهتار بالمواطن البسيط وعدم احترام عقله ..  !!

 

 

عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (99)

علاء

2008-05-08

يا عيب الشوم على هيك حكومة، مابتحسن تطعمي المواطن شوية خبز ، خلص شغلونا برغيف الخبز ورح نضل نفكر فيه لانموت ،الا اذاقررتالناس تفكربطرية تانية وتحاسب المسؤول عن هي الازمات .


شبيب

2008-05-09

وماذا عن مواد البناء لماذا لا تذكر وارتفاعها ولماذا الحكومة لا تعفي الحديد والاسمنت من الرسوم حتى لا يضطر المواطن ان يعيش بكوخ على غرار الماضي ليس البعيد بسوريا ارجو من السيد عمر كتابة تحقيق عن هذا الموضوع لانه يهم شريحه كبيره من الشعب السوري وهل علينا ندفع كل هذه الارباع للتجار وانا اعرف بان كيس الاسمنت واصل لسوريا 100 ليره سوري والحديد بدول اخرى ليس بهذا السعر لماذا نحن عكس الناس واذا كانت شركات سوريا كلها لمتنفذين هل علينا ان نعيش تحت خط الفقر ليرتاحو وتمتلاء جيوبهم من تعبنا وهل بحجة اننا دولة مواجهة يجب ان تنتهك حقوقنا في العيش وهل حقنا ان نعيش فقط على الخبز اليس من حقناان يكون لنا مسكن يليق با البشر لا ان يكون سقفه من شينكو لا يصلح حتى للدواجن وشكرا.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي