دون سابق إنذار وبشكلٍ مفاجئ، طرح عضو الهيئة التأسيسية في الائتلاف الوطني كمال اللبواني مشروعاً مفاده عقد صلحٍ مع إسرائيل ودخولها على خط المواجهات لإسقاط النظام، وخصص دوراً "للموحدين الدروز" في هذا المشروع.
اللبواني أكد على توافق عدد من القوى المعارضة وقادة الكتائب المقاتلة على مشروعه، الذي قوبل بصمت قوى المعارضة، ورفضٍ عام من قبل الناشطين عبرت عنه صفحات التواصل الاجتماعي، كما لاقى مشروع اللبواني استنكار ناشطي الثورة من الموحدين الدروز.
وبعد شرحه لأهمية التعاون مع إسرائيل ورد في مشروع اللبواني: "دور الموحدين الدروز في جنوب سوريا والجولان ولبنان يمكن أن يكون أكثر فعالية، فيمكن أن تشكل وحدتهم وتمايزهم دوراً وسيطاً بين المجتمعات في المنطقة، يمكن تسهيل تحرير السويداء والمناطق الدرزية وتسليمها لقوى محلية درزية بالتعاون مع محيطهم من أجل لعب دور في حمايتها، بتغيير موقف الدروز في السويداء ستتغير المعادلة جنوب دمشق وسيسهل تحريره، ومنع حزب الله من إقامة مربع أمني فيه، والأهم من هذا سيحدث تغير في لبنان حيث سيخسر حزب الله الأغلبية بتغير موقف الدروز بالتوازي مع أخوتهم في سوريا، يجب تشجيع بناء تحالف سني –درزي في المنطقة وترسيخ ذلك بإجراءات عملية".
سارعت قوى من الجولان المحتل بالرد على اللبواني حيث أصدرت بياناً استنكرت عبره مشروع اللبواني ووصفته "بالخطير"، مطالبةً "كافة الجهات والهيئات والأجسام والشخصيات السياسية السورية المعارضة بأخذ الموقف الواضح والصريح والعلني من كمال اللبواني ومن مشروع المساومة الخبيث الذي يروّج له مع العدو الإسرائيلي والهادف إلى التنازل عن حق سوريا بالأرض المحتلة وعن حق سكّان هذه الأرض السوريين بهويتهم السورية التي لم يتنازلوا ولم يساوموا عليها وقدّموا في سبيل تثبيتها الشهداء والأسرى وناضلوا للحفاظ عليها منذ اليوم الأول للاحتلال".
وفي حين أكد العديد من المعارضين في محافظة السويداء أن المشروع يأتي لتفريق السوريين، وتثبيت نظرية المؤامرة التي يروج لها النظام منذ انطلاقة الثورة، أكد البيان على أن الجولان "جزء لا يتجزأ من الشعب السوري ومن مطالبه المُحقة في الحرّية والكرامة، نؤمن أن الاحتلال والاستبداد وجهان لعدوٍ واحد وأن التحالف مع أيٍ منهما لا يخدم إلّا مصالح أعداء الشعب السوري".
ربما كانت مبادرة اللبواني فردية، لا يد لإسرائيل بها، وربما العكس لجسّ النبض بعد التجاذبات التي سببتها وجود بعض النازحين التي شاءت الأقدار أن تكون الدولة العبرية ارحم لهم من النظام السوري، هذا ما يشير إليه عضو المجلس الوطني عن محافظة السويداء وائل فياض، مؤكداً أن أي علاقة مع إسرائيل سواء اكانت حرباً أو سلاماً تخضع إلى استفتاء شعبي بعد سقوط الأسد وليس قبل ذلك.
وفي معرض رده على المشروع "المؤامرة" كما وصفه فياض يشير إلى الفقرة الخاصة بالدور الدرزي حيث يقول: "الدروز ليسوا بحاجة إلى تحالف مع أحد ولم يحتاجوا يوماً لأي تحالف فوجودهم الديني يخصهم بذاتهم ولم يتواجدوا يوماً من الأيام إلا كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري، والتحالف الوحيد الذي جرى في سوريا كان تحالفاً وطنياً بين جميع أطياف هذا الشعب عندما اختاروا المحرر السوري سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي ولم يأتِ هذا من فراغ، ولعل اللبواني لم يهتم كثيراً بالتاريخ السوري ولم يدرس حتى تاريخ، إذ إن طبيعة الصهاينة واغتصابهم الأرض الفلسطينية عبر عصابات "الهافانا" و"الآراجون" و"البالماخ" لم تقل إجراماً عن عصابات الأسد الإرهابية".
ويعتبر فياض أن اللبواني يحاول زج التاريخ الوطني السوري بوصمات عار دائماً وأبداً سيكون لها الشعب السوري بالمرصاد، وتمنى فياض على الوطنيين الأحرار داخل صفوف الثورة بالعودة للاعتماد على الذات والتفكير دون التسطح بكيفية إسقاط النظام ذاتيا فقد أصبح واضحاً للقاصي والداني بأن السوريين أصبحوا على دراية تامة بأنهم لن يقلعوا شوكهم إلا بأيديهم".
لعل أكثر ما يوحد السوريين اليوم هو عداؤهم للنظام ولإسرائيل على حدٍ سواء، هذا ما يؤكده ناشط من السويداء فضّل عدم ذكر اسمه حيث يقول: "مشروع اللبواني أتى تماماً على مقاس النظام، ويريد من الدروز أن يكونوا جزءا منه، كنت أرغب أن لا يعطى المشروع هذه الأهمية، وأن لا يلقى اهتماماً، لكن وبسبب ما تضمنه من تفصيلات تدك أسافين الفرقة بين السوريين، كان لا بد من توضيح أن الدروز جزء من ثورة الشعب ضد الطاغية، وضد أي نوعٍ من أنواع الاحتلال".
زينة الشوفي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية