تزايدت مؤخراً ظاهرة الأدوية المهربة حتى باتت وللأسف واقعاً ملموساً في أغلب الصيدليات. وهذا طبعاً يعرض المرضى للغبن المادي من جهة والى مخاطر صحية من جهة اخرى.. ومازاد الطين بلة ان معظم اطبائنا وصيادلتنا باتوا يفضلون التعامل مع الدواء المهرب لأنه اجنبي برأي الطبيب ولأنه مهرب للصيدلي حيث يترك له ولأصحاب الصيدليات المستثمرة هامشاً كبيراً من الربح لأن المالك للصيدلية أو الذي يستثمرها ذو عقلية تجارية للأسف وهمه الأول والأخير الربح ولا يهمه من أين يأتي هذا الدواء.. ولا أي بحر لفظه ولا كيف تم تحضيره ولا إذا كان الدواء داخل العبوة يتطابق مع الأمبلاج الخارجي ولا في أي عروق سيجري!! .. نعم ما نعانيه وتعاني منه ادويتنا ومواطنونا ليس في الدواء المستورد بالطرق النظامية الخاضع للرقابة الى حد ما، بل في الدواء المهرب الذي يؤثر اولاً على صحة مواطنينا وعلى معاملنا الوطنية.. لأنه دواء غير معروف المنشأ ولا المصدر او يحمل اسماء شركات عالمية رائدة في حين تم تحضيره على متن معامل عائمة في عمق البحار.. وغالباً ما يكون هذا الدواء الذي يسمى اجنبياً ومتميزاً واسعاره مضاعفة ويصر عليه بعض الاطباء خالياً من أية مادة طبية علاجية وقائية فعالة وهي عبارة عن بودرات لا تنفع بل قد تضر، ودست في امبلاجات ختمت بأسماء شركات طبية عالمية.. من المهم ان نذكر ان بلادنا تعرضت وتتعرض اليوم وسوف تتعرض مستقبلا لمؤامرات وضغوط استعمارية متلاحقة وصلت سابقاً الى عقوبات اقتصادية. وان من اهم وسائل التصدي لهذه المؤامرات هي وجود معامل وطنية عامة وخاصة.. وقد اثبت كل من معاملنا ودوائنا المصداقية ليس على مستوى الوطن وانما على مستوى العالم ايضاً...
الدواء المهرب.. ورأي الاطباء فيه والصيادلة والمواطنين محور التحقيق التالي:
مفارقة
كانت البداية مع محمد عبود الذي تحدث قائلاً: يتميز الدواء الوطني مقارنة بالأجنبي حسب رأيي بانخفاض سعره حيث يتناسب مع امكانات المرضى من ذوي الدخل المحدود عكس الدواء الأجنبي الذي يتميز بالسعر المرتفع، حيث يرهق جيوب المرضى وذويهم ولاأكثر من ذلك ان الدواء الوطني متوفر بأيسر السبل؟؟؟ عكس الدواء الأجنبي الذي يحتاج لمشقة للحصول عليه.
الأطباء يوجهون
رامي جوخدار قال: للأطباء دور كبير في اقناع المرضى أو ذويهم بفعالية الدواء الأجنبي واغلب الأطباء المشهورين يوصفون لنا وصفات أجنبية مع تأكيدهم بفعاليتها العالية .. ونحن كمواطنين نصدق الأطباء وأنا لي تحفظ على توجيه اطبائنا لشراء الدواء الاجنبي بل بعضهم يوجه للذهاب الى صيدلية معينة لشراء الدواء الأجنبي وعندما لانجد الدواء الموصوف يبدله الطبيب بدواء اجنبي آخر، فيما رأت رجاء معن وحلا اسماعيل ووعد نصر أن الدواء الاجنبي أفضل من الوطني لأنه أكثر فعالية خاصة اذا كان مستورداً بطرق نظامية.
ادويتنا في تطوير مستمرالصيدلي رامي اليوسف قال: الدواء السوري من حيث السعر والمضمون فعال بالنسبة للأدوية المراقبة والنظامية والدواء السوري مضمون الجودة فهو ايسر ماديا للمواطنين وهو متوفر، وصناعة ادويتنا في تطور علمي وصناعي مستمر وللأسف يظن بعض المواطنين ان الدواء الاجنبي افضل، غير عارفين ان الكثير من الادوية الاجنبية غير معروفة المصدر وغير مراقبة ولانعرف من أين تأتي.
قناعة شخصية
الصيدلانية امل دكاك قالت من المفروض من كل طبيب ان يصف الادوية السورية لأنها موثوقة وجيدة وامنة.. وعلى الجهات المعنية منع التهريب أو دخول بعض الادوية بطريقة غير شرعية لان ذلك يؤثر على صحة مواطنينا من جهة ويضر بصناعة الادوية الوطنية التي قفزت قفزات نوعية في السنوات الاخيرة وما اصرار الاطباء على وصف الدواء الاجنبي سوى قناعة شخصية لا أكثر وقد تكون هذه القناعة غير دقيقة.. كمواطنة وصيدلانية أفضل الدواء الوطني لانه مضمون أكثر وسعره يناسب دخل مواطنينا.. والأفضل والأجدر أن نطور وندعم صناعة الدواء الوطني وندخل السوق الخارجية وهذا هو الضمان.
الدواء المهرب
الصيدلانية عبير الجردي كانت الأدوية الاجنبية مفضلة أكثر من الأدوية المحلية لأنها برأي المواطنين واطبائهم افضل وهذا قد يكون فيه شيء من الحقيقة.. فالأدوية الأجنبية المستوردة بشكل نظامي يتم استيرادها تحت رقابة شديدة من قبل الدولة اما المشكلة بالدواء المهرب الذي يدخل البلاد مثل الدخان والألعاب النارية فهي أكثر خطراً وقد يكون الدواء سماً أو مدسوساً.
حاصلة على امتيازد. أنور الحسنية قال: وصف الأدوية الاجنبية من القضايا المثيرة للجدل ويبقى رأي الطبيب هو الرأي الأخير حول هذا الموضوع.. والاعتقاد السائد عند الجميع في بلدنا (مزمار الحي لا يطرب).. وأنا مع الدواء الاجنبي وخاصة في الامراض الخطيرة والمستعصية أو لشركات محلية معروفة أو حاصلة على امتياز التصنيع في شركات أجنبية معروفة بمصداقية ومراقبة منتجاتها.
د. غسان جبور قال.. ان استخدام الأدوية الوطنية المنشأ يشكل بالإضافة لرخص ثمنها ضماناً حتمياً، وذلك لسهولة معرفة مصدرها وسلامة صلاحيتها من خلال تاريخ الانتاج.. وبشكل عام الأدوية نوعان واحد لا يعرف إلا بوصفة طبية وآخر يباع بدونها والنوع الأول سهل المتابعة والمراقبة والثاني يكون أصعب.. وان حلقة الدواء والتي تشمل المصدر والطبيب والصيدلي والمريض يجب أن تتكامل مع بعضها للوصول للاستخدام الأمثل للدواء.. ولا شك في أن الوعي الصحي للمريض والتوعية الصحية من مختلف الجهات المعنية يلعب دوراً هاماً للوصول للهدف المنشود..
فمعظم الدول لديها قوائم معتمدة بالأدوية الأساسية وبذلك تحد من انتشار لعبة تجارة الدواء.
ہ تأثير نفسي
واضاف جبور: الغالبية العظمى من الأدوية الموصوفة في عيادات الأطباء هي أدوية محلية المنشأ والكثير منها بامتياز من شركات دوائية كبيرة ذات سمعة جيدة وتمتاز هذه الأدوية بأنها ذات أسعار في متناول اليد ورخيصة بالمقارنة بالبلدان المجاورة.
وللأسف قد يقع المريض أحياناً تحت تأثير نفسي بأن الدواء مرتفع الثمن كونه قادماً من بلد مشهور ذي فعالية عالية وكبيرة وهذا غير صحيح وغير دقيق.. وحسب قناعتي وتجربتي الطبية والعلاجية مع كل مرضاي لا بديل عن الدواء الوطني إذ انه ذو فعالية عالية وساهم ويساهم في علاج الكثير من الأمراض ولم أجد في لحظة من اللحظات اي حاجة أو داع لوصف الدواء الأجنبي المرتفع الثمن للمرضى وخصوصاً اذا علمنا بحدودية دخل الكثير منهم، فالدواء الوطني حسب رأيي فيه كل المواصفات الجيدة سواء من ناحية الفعالية الدوائية أو من ناحية رخص ثمنه..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية