أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مهنة النجارة في العراق .. هل تعيش حالة سبات جبرية ..؟!


احمد محمد غصوب

تعد مهنة النجارة من المهن التراثية التي يتوارثها العاملون فيها خصوصا في العراق, رغم التطور الصناعي والتكنولوجي، فما زالت هذه المهنة تعاني من تخلف في مجال توفير الأدوات الصناعية التي تساعد على تطور هذه المهنة، وقد عانى البعض من العاملين في هذه المهنة، لان المهارة اليدوية شيء مهم ومطلوب، فالنجارة مهنة إبداع وتجسيد لتراث شعب يملك حضارة عمقها آلاف السنين، فأنامل العامل في النجارة تشبه أنامل الرسام حينما يبدع لوحة فنية فكلاهما مبدع، والنجارة كمهنة قد ازدهرت خلال السنوات الأخيرة مع ازدياد حالات الزواج.. (الإنقاذ) ومن اجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة، كانت لها هذه الجولة في عالم النجارة في مناطق عدة من مدينة الموصل:
إذ يحدثنا أبو امجد (65 عاما) من سكنة إحدى المناطق الشعبية في العراق وهي منطقة ( باب لكش) عن مهنة النجارة قائلا: تعد مهنة النجارة من المهن الجميلة، والتي يبدع فيها العاملون بهذه المهنة، وقد ازدهرت خلال السنوات الأخيرة إعمال النجارة بسبب الطلب المتزايد على غرف النوم الخاصة بالعرسان على الرغم من ارتفاع أسعار الأخشاب آنذاك، إلا إن العمل مزدهر ويحقق أرباحا جيدة، إلا انه في الفترة الأخيرة ومع زيادة التدهور الأمني في مجتمعنا توقف العمل بشكل شبه تام في أعمال النجارة، فاليوم معظم المعامل الموجودة في هذه المدينة توقفت عن العمل والعاملون أصبحوا ضمن طابور البطالة بل إن الأمور ازدادت سوءا ، فالقسم الأكبر من أصحاب المعامل بدأوا يبحثون عن مشتري لمعملهم، والقسم الأخر فضل الهجرة خارج الوطن بحثا عن الأمان الضائع، لعله يحظى بفرصة عمل.. أما نحن المتبقين هنا، فنحاول أن نعمل في مجالات الأعمال البسيطة بالنجارة حتى لا تتوقف ورغم إن موردها ضعيف، إلا إننا صامدون ، رغم كل ذلك في انتظار الفرج.
مشاكل أسمها ..الكهرباء والوقود ؟
أما عدنان عامر فيقول: إن مهنة النجارة توارثناها عن آبائنا وأجدادنا، وان هذه الورشة ورثتها عن أجدادي حيث عمل بها أبي قبل أن يتوفى، وألان أنا اعمل بها ومن بعدي أولادي، لكن في وقتنا الحالي تواجهنا بعض المتاعب والمشاكل وبالرغم من كل شيء نحن مستمرون في العمل، لكن ليس كالسابق.. أكيد ألان ظروفنا تزداد سوءا وان من هذه المشاكل : انقطاع التيار الكهربائي واستخدام المولدات التي تعمل على الوقود الذي يصعب الحصول عليه في وقتنا الحالي والأجور العالية للمولدات الكهربائية والأسعار الباهظة للمستلزمات المستخدمة في النجارة كالخشب والمسامير وغيرها من المستلزمات المستخدمة في تلميع الأخشاب المجهزة وارتفاع أجور النقل وأجور الأيدي العاملة، وبنفس الوقت تواجهنا صعوبة في تعريف منتجاتنا وذلك لارتفاع الأسعار.
ويقول مهند علي وهو عامل نجارة في احد الورش:
إن الكثير من الشباب ألان يحاولون الحصول على عمل هنا أو هناك رغم صعوبة الظروف.. ويشير نحو عمله بأنه مرتاح في عمله ألان رغم طموحه بالعمل ضمن اختصاصه وهو خريج كلية ألقانون .
ويضيف زميله : أكرم جاسم الذي يعمل في نفس المعمل قائلا:
أنا عملت في هذه المهنة مدة طويلة من الزمن، لأنني أحب هذه المهنة، لكن في الوقت الحالي نواجه صعوبة في المعيشة خصوصا وأنا رب لأسرة مكونة من أربعة أفراد، وهم في سن الدراسة وكلهم يحتاجون إلى مصاريف ومتطلبات كثيرة، لا يكفي المال الذي أوفره لهم من خلال عملي الذي أقوم به في النجارة.. ولذا أطمح أن يكون السوق منتعش من خلال سحب الكثير من الغرف الزوجية للشباب الذين يرغبون بالزواج مما يساعد في تدعيم صاحب العمل في أعطائي مبلغ أكثر مما أستلمه ألان .
ويقول سمير يوسف : صاحب معرض لبيع الأثاث وغرف النوم:
بعد الانفتاح الذي طرأ على النشاط التجاري بصورة عامة في البلاد إلى جانب فسح المجال.. في التجارة الخارجية التي غالبا ما تقتصر مرحليا على الاستيراد، فأننا نجد الأسواق المحلية قد اكتظت بمختلف أنواع البضائع، ومنها الموديلات الحديثة التي تشهد رواجا واستقبالا كبيرا انعكس على واقع عمل النجارين وأصحاب معارض النجارة، الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة ارتفاع كلفة ما ينتجونه وسندان انخفاض مستوى الطلب والمفاضلة التي اتسعت مساحتها أمام المستهلك العراقي، لم تستثن منها الموبيليات المستوردة التي تشهد انتعاشا تجاريا نتيجة تنوع وتعدد البضائع التي تحتويها مما أدى إلى انحسار النشاط التجاري لدى أصحاب المعارض بصورة ملحوظة.. كما إن النجارين المحليين يسعون لكسب ثقة المستهلك من خلال تقديم بعض التسهيلات التي يتقدمها السعر فضلا عن تكثيف جهودهم لإنتاج ما يضاهي البضائع المستوردة من حيث دقة العمل واستخدام المواد الأولية الجيدة.
فيما يقول الحاج محمود :
أنا أعمل في النجارة منذ أكثر من أربعين عاما ,لم أشهد طوال تلك السنين حالة جمود في بيع الموبيليات مثل السنوات الأخيرة .. يمكن والحديث للحاج هل للوضع العام تأثير أو أن حالة ألاستيراد هي السبب أم هناك حالات عديدة تمر فيها البلاد مثل البطالة أو عدم وجود تعيينات للخريجين والله ما أعرف ماهو السبب ؟!
كلمتنا ..؟
أذا الحاج محمود حاله حال الكثير من أصحاب تلك المهنة يتساءل عن الأسباب التي جعلت هذه المهنة تعيش حالة سبات جبرية .. هل أن المستقبل هو الرهان على عودة انتعاش تلك المهنة حالها حال الكثير من المهن المنتشرة في أرجاء المعمورة ..هذا ما ستكتشفه الأيام أو الزمن القادم .

العراق \ الموصل \ جريدة نينوى
(134)    هل أعجبتك المقالة (81)

عمار صالح

2008-06-21

ممكن صور .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي