قد تكون (الثورة) التي حققها ما يسمى بـ (الطب البديل) وخصوصا عملية (الحجامة) والنتائج المذهلة في الانتصار على اعتى الامراض (المستعصية) هزت اركان الطب الحديث بكل نظرياته المتقدمة وجعلته يعيد حساباته وترتيب اوراقه.
اليوم عادت الحجامة الى الاضواء مجددا، بعد اعادة احيائها والاهتمام بها عالميا...في عصر (العولمة) والتقدم الطبي (العاجز) عن ايجاد علاج لكثير من الامراض التي عدت (متسعصية) والحجامة...هي لتي تحمل مفاتيح علاجها!!...
(الحجامةتاريخيا)
والحجامة هي عملية طبية (شعبية) قديمة مورست منذ مئات السنين حتى ان الفراعنة قد استخدموها كما تقول كتب التاريخ لكن الاهم فيها وهو (مكمن سرها) انها سنة نبوية شريفة مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم واوصى بها في احاديثه الصحيحة الشريفة ومنها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير ما تداويتم به الحجامة) وقوله عليه الصلاة والسلام (اخبرني جبريل ان الحجم انفع ما تداوى به الناس) وقوله ايضا (الا ان في الحجامة شفاء) واحاديث اخرى كثيرة صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اوصى بها واستعملها في مواضع عدة، وهي من سنن الانبياء صلوات الله عليه وسلم اوصى لهم الله بها من علمه الإلهي ولهذا تدرج الحجامة تحت عنوان (الطب النبوي) ما يسمى الان بالطب البديل عن الطب الحديث. وقد اثبتت الحجامة فاعليتها في شفاء اخطر الامراض، كامراض السرطان والقلب والشلل والثلاسيميا والهيموفيليا وأمراض المفاصل والسكري والضغط وألام الظهر والرقبة انزلاق الفقرات وعجز الكلى والقولون والمعدة...وكثير من الأمراض لا مجال لذكرها. كل هذه النتائج تتحقق بتطبيق الحجامة
(كيف نحتجم)
عملية الحجامةهي ببساطة سحب الدم الفاسد واخراجه من الجسم بواسطة كاسات الهواء التي يقوم بها الحجام بوضعها بطريقة معينة على مناطق الحجامة، يتدخل عندها (مشرط) الحجام لتشريط المنطقة، ويبدأ الدم الفاسد بالخروج و (يحجم) من الجسم. والدم الفاسد (الفضلات السمية للدم ) كما يسميها الحجامون مثل الكريات الحمراء التالفة وخثرات وشوائب وبروتينات ضارة ودهون وغاز الفحم والبولة واليوريا والبيلروبين الذي يعجز الكبد والطحال عن طرحه احيانا....
هذه العملية لديها قواننيها الخاصة واوقاتها المعينة وشروطها اللازمة كي تتم الاستفادة منها وللتعرف عليها عن كثب ، حملت الكاميرا وتوجهت الى اهل الحجامة بعد ان قرأت مؤخرا في المدينة لافتات تعلن عن عودة اجراء الحجامة بطرق حديثة، بعد ان كانت قد اندثرت ونسيها الناس.
هناك...
في عيادة صغيرة تمارس فيها الحجامة اسميت بـ (دار الطب النبوي للحجامة) في احد شوارع الموصل القديمة، استقبلني الحجام بسام ابو يحيى حيث يتوافد الناس اليه طلبا للحجامة، بعد سماعهم بفوائدها من جهة، ولانها سنة نبوية اعيد احيائها من جهة اخرى.
بدأ ابو يحيى الحجام الاجابة عن اسئلتي وهو يقوم باجراء الحجامة لمراجعيه.
يقول ابو يحيى: نحتجم لانه الحاجمة هي وقاية وعلاج، وهي سنة نبوية شريفة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويبين ايضا: ان هناك في الجسم كريات حمر وكريات بيض وصائح دموية (بلازما) فالكريات البيض مسؤوليتها الدفاع عن الجسم اذا دخلت المكروبات، والصفائح الدموية (بلازما) تعين الكريات البيض والحمر على تخثير منطقة لجرح. ولكن الكريات الحمراء يموت منها كل اربعة اشهر ما يقارب الـ (25) الف مليار كرية! وهذه الكريات التالفة تشكل طبقات داخلية للاوردة. ولنتصور جميعا ان الكريات التالفة عندما تنتهي دورة حياتها كل اربعة اشهر يموت 25 الف مليار كرية فما بالك بمن لم يحتجم طيلة عمره؟ فكم طبقة من (الفضلات السمية) قد تشكلت داخل الاوردة وبالتالي كم يؤثر هذا سلبا على (تروية) جميع اعضاء الجسم لان الدم النقي هو الذي يغذي اعضاء الجسم. فاذا ما منع او قل ذلك الدم النقي عن العضو ستصاب الاعضاء بالخلل الوظيفي لنقص (التروية الدموية).
ويضيف ابو يحيى الحجام: ان للحجامة فائدة اخرى غير تسليكها للشرايين والاوردة وهي رفع الامراض السرطانية المستعصية وبدون استخدام أي علاج معها لانها ترفع من فعالية مادة (الانتروفيون) الموجودة في الجهاز المناعي....
فسبحان الذي علم النبي الامي صلى الله عليه وسلم ان الحجامة تعالج الامراض المستعصية وغير المستعصية!.
مراجعون يخضعون للحجامة واخرون ينتظرون دورهم وهم يجولون ببصرهم في العيادة، يقرؤون ما الصق على جدرانها من نشرات تخص الحجامة وقصاصات لما كتبته بعض الصحف وفوائدها الى جانب تنبيهات وخطوات ما قبل الحجامة وما بعده. يقول سلطان خلف سلطان: كنت اعاني من انزلاق الفقرات في الرابعة والخامسة وبعد الحجامة شفيت.
ويذكر محمد حمودي العبيدي، وهو رجل مسن: اعاني من اوجاع وتكلسات في العنقية وقضيت سنتين و 6 اشهر في دوامة العلاج والمستشفيات والاطباء دون جدوى والان الحجامة هي التي خففت عني وجعلتني اتحسن.
(امراض تشفيها الحجامة)
وفي الحديث عن نتائج الحجامة في شفاء الامراض المختلفة، كشف الحجام ابو يحيى عددا من الحالات التي عالجتها الحجامة في عيادته ابرزها حالة سرطان الثدي خبيث وسرطان خراج دموي في الظهر بالاضافة الى حالات امراض القلب (قسطرة) وحالات سوفان الظهر والركبتين وامراض اخرى من اهمها: حالة ثلاسيميا شهدت تسحنا ملحوظا بعد الحجامة. وعن نسبة نجاح الحجامة في شفاء الامراض يقول ابو يحيى، استطيع التاكيد انها نسبة عالية تصل الى 95% لكافة الامراض باذن الله تعالى.
ويتمنى ابو يحيى وهو حجام ممارس منذ سبع سنوات ان يتنامى الاهتمام بالحجامة بانشاء مستشفى متخصص بالحجامة مشيرا الى ان بلدانا مثل المانيا والصين وامريكا وبريطانيا والصين وغيرها من المدن الكبرى في العالم قد انشئ فيها مستشفيات متخصصة في الحجامة والطب البديل. اما عن تطوير الحجامة ومحاولة معرفة اسرارها يقول ابو يحيى: انني شخصيا اعمل على الاطلاع على كتب طبية من اجل تطوير افاقي وفي محاولة لربط الطب البديل بالطب الحديث.
وقبل ان ترك عيادة ابو يحيى الحجام اوصاني ببعض الامور عند اجراء الحجامة اولها ان يكون المحتجم على الريق وان يتجنب الحمضيات واللبن والحليب وان يتجنب الرجل زوجته قبل الاحتجام باثنتي عشر ساعة وبعدها بنهار وان يتجنب استعمال الليف بالاستحمام قبل الحجامة ، اخيرا فان على المحتجم ان يرتاح ون لا يبذل مجهودا كبيرا بعد الحجامة.
(اول طبيب عراقي ...حجام)
ترتكت عيادة ابو يحيى وانتقلت الى شارع قديم اخر من مدينة الموصل ولافتة اخرى عن الحجامة واجرائها ولكن هذه المرة هي عيادة طبيب جراح استقبلني فيها اخصائي جراحة عامة وهو اول طبيب عراقي يجري الحجامة ويمتهنها.
يقول عن اهتمامه بالحجامة: بدأ اهتمامي بها منذ 6 سنوات بسبب قراءاتي الدينية ثم متابعاتي العلمية لها من خلال الاطلاع على نتائجها المذهلة وزيارتي لاحد المراكز المختصة علميا على الحجامة وباشراف طبي خارج العراق ولهذا صممت على احياء هذه السنة النبوية.
ويضيف حول كيفية تفسير الطب والعلم للحجامة كدواء فعال وشافي للكثير من الامراض المستعصية وغير المستعصية؟
اولا:يكمن في الحجامة سر الهي لا استطيع تفسيره بالمعطيات العلمية والطبية وهذا الكلام ينسحب على ما تحققه الحجامة من نتائج مذهلة في شفاء العديد من الامراض ويقف الطب عاجزا عن تفسيرها، فالطب لا يستطيع تفسير كل الظواهر الطبية بل حتى الكثير من تاثيرات الادوية على الجسم هي في طي الإبهام ولكن الطب يعترف بتأثير الحجامة اضافة الى تاثيرها النفسي الكبير لانها ممارسة وسنة نبوية.
ويسترسل: ولكن علميا ان فقدان الانسان لاي كمية من الدم ولاي شبب كان سواء نزف او جرح سؤدي ذلك الى تحفيز خلايا النخاع العظمي لانتاج كمية جديدة من الدم وهذا ما يفسر التبرع بالدم الذي يعتبر جزء من عملية الحجامة، وثبت طبيا ان كل كرية دم حمراء تعيش لمدة (120) يوم تتلف بعدها وعندما تتلف تؤخذ مكوناتها من قبل الجسم لتصنيع كريات اخرى سواء تلفت من تلقاء نفسها او اتلفت بخروجها من الجسم يعني باختصار ان فقدان أي كمية من الدم لاي سبب كان يحفز النخاع العظمي لانتاج كمية من الدم تساوي الكمية المفقودة ، بمعنى ان عملية الحجامة تريض النخاع العظمي كما ان الرياضية البدنية تنشط العضلات.
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى يمكن ان يكون في جسم الانسان مواد مضرة ومسببة للامراض حجمها كبير بحيث انه لا تستطيع الكلى او الكبد استخلاصه من الدم واخراجه خارجا، فعن طريق الحجامة يمكن لهذه المواد ان تستخرج من جسم الانسان، اضافة الى ذلك هناك عدة مناطق في جسم الانسان مشتركة مع بعضها من الناحية الجنينية عصبيا، فعند اصابة أي منطقة تتاثر المنطقة الاخرى وهذا ما يسمى علميا (Refered pain) أي الام الراجع.
فكذلك بالنسبة للحجامة عند تحسيس منطقه سوف يشعر الانسان ببعض الالم من الحجامة وينسى الالم الرئيسي.
*وهل تشترك الحجامة مع الطب الصيني ما يسمى علاج الوخز بالابر الصينية؟
-يجيب د.: نعم توجد شراكة ، وهي احدى النظريات الاخرى لتفسير تاثير الحجامة على الانسان، لانه اثناء عملية الحجامة سنقوم بتحسيس مناطق الطاقة الموجودة في جسم الانسان وتؤدي فعلها العجيب، عدا ان للحجامة الاثار والفوائد الاخرى التي تتفوق فيها على العلاج الصيني، وذلك لاخراج الدم، ولهذا عمد الصينيون الى اكتساب وتطوير الحجامة لديهم مع الابر الصينية.
*اذا لماذا لم يلتفت الاطباء عندنا الى الحجامة نظرا لاهميتها اضافة الى كونها ارثا دينيا وارثا شعبيا ولماذا لا يتم انشاء مسشتفى خاص بالحجامة او يخصص على الاقل قسم خاص بها في المستشفيات الطبية؟!
-يقول د.! مع الاسف ان الطب الحديث لم يلتفت الى الحجامة ذلك لانه يعتبرها من ادوات الطب القديم والعلاجات القديمة وبسبب ايضا انه لم يجد لها تفسيرا علميا بالرغم من اثارها الايجابية على الانسان ولكن عدم الاهتمام بالحجامة طبيا موجود في العراق فقط اذ يجري الاهتمام بها عالميا وفي اكثر البلدان تقدما واهتماما للطب والاكتشافات الطبية، اضافة الى كثير من البلدان العربية والاسلامية وخصوصا سوريا.
*هل قمت باجراء الحجامة لاطباء؟
-يضحك ويؤكد: نعم اجريت الحجامة لستة اطباء لحد الان وقد استشعروا اهميتها وفائدتها.
-ما هي ابرز الامراض التي عالجتها انت بالحجامة؟
-سرطان الثدي وانزلاق العنقية اضافة الى اكتشافي من خلال ما يخبرونني به المحتجمون بانهم يتخلصون من (الشخير) بعد الحجامة وهذا ما تؤكده (خصوصا) زوجاتهم.
*ماذا تقول للحجامين الشعبيين...؟
-ارجو ان يراعوا مبدأ التعقيم وبالاخص استعمال المشارط لمرة واحدة فقط خوفا من الامراض الانتقالية.
*وماذا تقول للناس؟
-عليهم ان يحييوا هذه السنة النبوية لما فيها من الفائدة العظيمة في الوقاية من الامراض وعلاجها.
وفي اثناء اللقاء قدم الى العيادة (طبيب) اخصائي تخدير (مخدر) يعاني من (عرق النسا) ويطلب اجراء الحجامة وحين سالته عن سبب لجوئه للحجامة وهم معشر الاطباء لا يؤمنون كثيرا بالطب البديل ويختارون سبيل الطب الحديث للعلاج اجابني باسما : لانها سنة نبوية.
وهكذا.........تبقى الاسرار الالهية غامضة وعميقة ومبهمة ولا حد لها ويبقى العقل الانساني...عاجزا، وقاصرا ومحدودا
حجامون يطالبون بانشاء مستشفى متخصص بالحجامة
جرير محمد – الموصل – جريدة نينوى -العراق
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية