تعتبر سورية من أشهر دول المنطقة والعالم في صناعة النسيج اليدوي ،التي تصنع على الأنوال اليدوية وتحولت هذه الأخيرة إلى تراث نسيجي يدوي فريد .
رغم أنخفاض عدد العاملين في هذه الصناعة بدرجة كبيرة
إلا أن منتجاتهم لا زالت تتصدر أجنحة المعارض التي تعنى بهذا الفن النسيجي .
يشار أن المنتجات النسيجية السورية لها قيمة تاريخية كبيرة وتهدى لكبار الأمراء والملوك في العالم :
ميلاد نداف أحد "النوالين" الباقين من الزمن الجميل ، يعمل هذا المكان الأثري الذي يعود تاريخه إلى عام 112 ،
عن الحياكة النسيجية على النول التي تتطلب حرفية كبيرة ودقة عالية ..تحدث ميلاد لزمان الوصل :
مراحل تحضير الخيط
دودة القز هي مصدر خيط الحرير
منتوجات النول هنا حريرية 100% ومصدر خيط الحرير الذي يحيك به ميلاد منتوجاته كما هو معروف دودة القز لكن الخيط يدخل إلى معمل خاص يجعله أملس ذو لون سكري موحد ثم يمر بعدة مراحل كي يصبح جاهزا للحياكة .
مرحلة (التُسدي) أو فتل الخيط
يخرج خيط الحرير من المعامل على شكل شلل أو( كونات ) تحتوي على 200 خيط .
و يقوم عامل النول بوضعه على "دوارة" كبيرة ويفتله على الرمل حتى يتماسك ويكسب متانة لأنه سيمر بمرحلة احتكاك مع أدوات النول وعملية التُسدي تعطيه القوة كي لا ينقطع نتيجة الاحتكاك ويخرج خيط الحرير من هذه المرحلة على شكل شلل بتعداد وشكل معينة حسب رغبة الحايك .
مرحلة الصباغ
لخيط الحرير لون واحد هو اللون السكري يقوم "النوال" بإعطائه اللون الذي يريد عن طريق أصبغة طبيعية ليست كيمائية حتى يأخذ اللون الطبيعي كما يُضاف له ماء قشر الرمان لبقاء اللون على ماهو دون أن يتغير أو يتآكل .
عملية التزييك
يتم غسل الخيطان الحريرية بالصمغ والنشاء ثم تعصر وتفرد تحت أشعة الشمس حتى تتباعد عن بعضها البعض وتكتسب متانة جديدة .
مرحلة "اللقي" إدخال الخيط على النول
تدخل الخيوط ضمن مشط من الفولاذ كل خيطين في (بِِشر) أي خانة أو مجرى ليمر فوقها مكوك الحياكة وهناك نوعين من المكوك إحداهما صغير والآخر اكبر بقليل لكل منهما استعماله الخاص .
حياكة المنسوجة وإخراجها
كل هذه المراحل التي يمر بها خيط الحرير هي لتجهيزه و صنع المنسوجة ثم يبدأ ميلاد بالعمل اليدوي لإخراج منتوجاته النسيجية
وعن الأنواع التي يصنعها قال ميلاد :
هناك الحطة ( الكبسة ) وتلبس على الرأس
تتضمن نقشات معينة والحطة" العريجة" أيضا للرأس تلبس في المنطقة الوسطى بشكل خاص
وينتج ميلاد عدد من الحطات التي تلبس على الأكتاف والرأس وأغلب زبائنه يستعملونها كتذكار أو رمز من سورية خاصة سكان المدن .
أما سكان الأرياف لا يزالوا يطلبونها للاستخدام الشخصي ويتعامل مع عدد من تجار حمص وحلب ودمشق
والأسعار حسب نوع الحطة ودقة عملها ، تبدأ سعر الواحدة من 2500 ليرة سورية
يستطيع النوال إدخال النقشة( الرسمة) التي يطلبها الزبون ويمزج بها ماء الذهب والفضة ما يعطي للمنسوجة قيمة مادية ومعنوية عالية بسبب الجهد الذهني وساعات التركيز الطويلة أثناء العمل وذلك يتطلب صبر شديد في التعامل مع أدق التفاصيل فلا يوجد في العمل اليدوي أي تهاون أو استرخاء هو بحاجة إلى تركيز دائم منذ أن تفتح باب المعمل و تبدأ بالحياكة .
هنا يسلي النوال نفسه بالراديو والشاي غير انه لاينقطع أبدا عن العالم الخارجي فهو يستخدم الكمبيوتر والانترنت لمتابعة أخر النقشات والأعمال اليدوية في العالم .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية