دكتوراه في الإعلام - فرنسا
لم أكن مخطئاً أبداً لما كتبت مدافعاً عن السفارة السورية في فرنسا، وأدب أعضائها وحسن تعاملهم مع الطلبة. وما ثناني عن موقفي وقتها تعليقات بعض الإخوة التي شطت عن هدفها وظلت طريقها.
بعد عدة سنوات من تلك المقالات، التي تكرمت بعض المواقع السورية بنشرها، أجدني مضطراً للحديث مرة ثالثة عن السفارة السورية وشكرها على سرعة تعاملها مع طلباتنا. وأحب هنا أن أذكر قصة صغيرة تتعلق بتصديق الشهادات العلمية التي أحملها.
في شهر آذار الماضي وبشكل مفاجئ قررت زوجتي السفر إلى سورية، فكان علي لزاماً أن أصدق شهاداتي العلمية بالسرعة القصوى علني أستطيع إرسالها إلى الجهات المختصة في سورية قبل يوم 12 /4/2008 موعد السفر .
وكي تصادق الجهات السورية على شهادات الطالب لا بد أن تمر تلك الشهادات بوزارة الخارجية الفرنسية ثم بالسفارة السورية في باريس.
شعرت بضيق الوقت، كان علي أن أصادق الشهادات أولاً من الجامعة ثم من البلدية، ثم أرسلها إلى الخارجية الفرنسية بالبريد، وبدأت بذلك مسرعاً، في يوم 17/3/2008 صادقت صور الشهادات من الجامعة ومن المحافظة، وفي اليوم التالي أرسلتها إلى الخارجية الفرنسية في باريس، عادت الشهادات بعد أسبوع كامل ولكن بلا تصديق، مع رسالة غير واضحة لم أفهم منها ماذا يريدون، فاتصلت بهم هاتفياً مستوضحاً وشرحوا لي أن على الجامعة أن تضع ختماً آخر على هذه الشهادات فالختم الموجود غير كاف للمصادقة عليها. وقلت للسيدة التي أجابتني فلماذا إذاً لم تصدقوا بقية الأوراق التي أرسلتها وهي عبارة عن وثائق تتعلق بعملي في فرنسا، قالت نحن نصادق كل الأوراق أو لا شيء!! أرسل طلبك مرة أخرى بعد تعديله من الجامعة!!.
ذهبت من جديد إلى الكلية التي درست بها ووضعوا الختم المناسب ثم أرسلت الأوراق إلى وزارة الخارجية التي قامت بتصديقها وإعادتها إلي بعد ستة أيام، بما يعنيه أنني خسرت أسبوعين تقريباً قبل تصديق تلك الشهادات من السفارة السورية في باريس.
لم يبق وقت طويل قبل أن تسافر الأوراق إلى سورية، عشرة أيام تقريباً، والسفارة السورية في باريس تتابع آلاف الطلاب وآلاف الطلبات، والتصديق سيتم بالبريد كوني أسكن في غرونوبل. ليس فحسب، بل فإن السفارة السورية وبموجب القانون، مضطرة للتأكد من أن الشهادات صحيحة وغير مزورة، وهي بالتالي مجبرة، على الاتصال بالجامعة لتتأكد من مطابقتها للسجلات المؤرشفة في الكلية التي أصدرت الشهادة.
باختصار المسألة طويلة ولا أعتقد أنني سأدرك تلك الأوراق قبل موعد السفر. أرسلت مع ذلك رسالتي للسفارة السورية، وذكرت لهم فيها أننا مسافرون إلى البلاد بعد أيام قليلة.
لم يكن لدي كثير أمل بأن أحصل على نسخة مصدقة من هذه الأوراق قبل موعد السفر، ليس لأن سفارتنا بطيئة التعامل ، ولكن المشكلة خاصة في مراسلة الجامعة من قبل السفارة وكل ما يتعلق بهذه النقطة.
وبعد أربعة أيام من إرسال الرسالة إلى السفارة، استقبلت ردهم، حيث صادقت السفارة على الأوراق بعد أن قامت بمراسلة الجامعة بسرعة قياسية وتأكدت من صدق الشهادات، وإذا عرفنا أن البريد في فرنسا يستغرق ستّاً وثلاثين ساعة للوصول إلى صاحبه، نعرف فوراً أن السفارة السورية في باريس عالجت طلبي بشكل كامل من لحظة وصوله بالضبط وفي يوم واحد فقط.
ولا شكّ أن ذلك أعجبني ولفت نظري وأكد لي من جديد صدق رأيي فيها والذي عبرت عنه في مقالين سابقين موجودين في نهاية هذا المقال.
وإنني إذ أعبر عن شكري لأعضاء السفارة السورية في باريس أحب أن أؤكد أني لا أتلمقهم، فليس بيني وبينهم أية علاقة ولا سابق معرفة، ولا تربطني بهم صلة إدارية البتة، إنما يجب على الإعلامي أن يقول للمحسن أحسنت كما يجب عليه أن يقول للمسيء أسأت.
إن افتخاري بالسفارة السورية وحسن تعاملها يعود إلى قناعتي أن هذه السفارة تمثل وجهاً حضارياً مشرقاً لسورية في هذه البلاد، وما عليك إلا أن تسأل أصدقائك العرب هنا عن سفارات بلادهم حتى تعرف الفرق بين الجهتين.
ولكل هذا وجب عليّ أن أقدم الشكر الجزيل والتحية الصادقة لأعضاء السفارة السورية في باريس كافة وأشد على أيديهم أن يكونوا وجهاً متألقاً لبلد متألق.
كلمة لإحقاق الحق في الرد على مقال "رواتب الموفدين في فرنسا"
وهذا حال سفارتنا في فرنسا... تجربة شخصية وشهادات بعض الأصدقاء ... د.عوض السليمان
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية