أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرئيس الشرع سبق بمرحلة..

الرئيس السوري أحمد الشرع - رويترز

مذ كان بإدلب، وقبل التحرير، كنت أردد، أن "أبو محمد الجولاني" سابق بخطوة، وكررت استشعاره لضرورات المرحلة ومتطلباتها، فإن اقتضى الواقع "الحسبة" فعل وإن اقتضى "ثقافة ومعارض" فعل، وكذا على صعيد الرياضة والاستثمار وكفاية الأسواق.

ومن اطلع على واقع ادلب، خلال السنوات السبع الماضية، يعرف أن هاتيك الخدمات لم تعطل "الجولاني" عن محاولات المأسسة وإعداد فريقه لقيادة، أكبر من إدلب أو مابعدها.. إن على صعيد المؤسسة المدنية أو حتى العسكرية والعلاقات الخارجية.

بيد أنه ومنذ التحرير ودخوله دمشق، وبالتوازي مع "الرئيس" صار السباق صعبا، بعد ملامح التيه بالجغرافيا الكبيرة والاتجاهات المتعددة وضبابية المشهد برمته، داخليا وخارجيا.

فمرة يسبق الرئيس الشارع بخطوة، وأخرى يتصافان لدرجة الخشية من سبق الشارع وتحويل "حكومة الانقاذ" رجال إطفاء، فكانت المحاولات أو  ما يمكن وصفه بالإجراءات، المنقوصة من نظر الحالمين والمحسوبة من نظر الرئيس، أحمد الشرع، كمؤتمر الحوار والإعلان الدستوري، وحتى الحكومة.. ما أعاد السباق وحتى احتقان بعض الشارع، الذي وصل لمحاولات التمرد والانفصال والتنسيق مع الخارج، إلى جانب شعور طاغ بعدم السيرورة باتجاه حلم السوريين، مشفوع بانتقاد  يتعالى حينا ويخبو بقية الأحايين.

بهذي الفترة، كان لزوما على القيادة السورية، إحداث تغيير، مفاجآت أو حتى صدمة، تعيد لها السبق وتحيل الشارع لمنفذ عن رضى، بعد شحنه بجرعة أمل كبيرة، حتى وإن نسفت لديه، بعض قناعات الماضي أو توازنات ونضالات شعاراتية، تربّى عليها الشارع السوري واستبد باسمها والتشدق بها، معظم ديكتاتوري المنطقة..

لتأتي الخطوات المتلاحقة والتي لم تترك للشارع، وأخص المتربص والمعترض وحتى المعادي، فرصة لالتقاط النفس..

دونما إطالة والتطرق لما هو معروف وشهده السوريون، من زيارات قطر وتركيا والسعودية وإيران، وبدء الخروج إلى مابعد الإقليم، عبر الحوارات الصحافية وخلال منتدى أنطاليا، تلتها المفاجأة الأقرب للاستحالة، وهي زيارة فرنسا، لتغيّر من قناعات وحتى مواقف..

أما ما يمكن وصفها بالضربة القاضية، فكانت لقاء الرئيس ترامب على هامش  منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. وما تمخّض عن اللقاء، من أقوال وأفعال ونتائج، ليترك الرئيس الشرع بينه وبين الآخر، على تعدده ومستوياته، مسافة  إن لم نقل مرحلة، ويتبدّل وجه سوريا وجميع التوقعات السابقة عنها وحولها وفيها.

نهاية القول أمران..
الأول نجح الرئيس الشرع وأكثر مما توقّع أكثر مؤيديه ومحبيه وفريقه، لأن الرياح، وبعد صنائع السعودية وتركيا وقطر، وحتى الاماراتية رغم التحفظ، اتت أسرع و أنسب مما يشتهي السفين.

ولهذا النجاح، ثمن ونتائج ترتبطان بمجريات الأرض، على تنوّع المجريات، سواء على صعيد توحيد الجغرافيا والقرار والشعب، أو ما يتعلق بتنفيذ مطالب واشنطن التي تلتقي مع مطالب أوروبا وحتى أماني دول الإقليم التي ساعدت بهندسة اللقاء وتمرير القناعات وخطة الرئيس الشرع.

الأمر الآخر الذي أسوقه بأمنية ورجاء، للحكومة السورية أولا،  أن سارعي بما يلزم، وعلى جميع الصعد، بما يتوازى مع " إنجازات الرئيس" وضعي نصب عينيك، أن قوّة سوريا وقدرتها على تخطي المرحلة، مرهونة بتماسكها ووحدة ارضها وشعبها واستثمار قدرات وخبرات ومعارف الجميع..

وثانيا لبعض المدن والسوريين الذين، لم يزلوا متخندقين متربصين ممتعضين متشرطين، أن لابد من إجادة القراءة وسرعة الانخراط والمساهمة، ببساطة لئلا يسبقكم الحدث والزمن.

إذ وكما الإقصاء مذموم ومرفوض، أيضا العزلة ووضع العصي بعجلات تطوّر وتسارع تركيا، وليس لشخص أو واهم أو حتى حاقد، أن يسرق غيره ويبعدهم عن أمّهم سوريا الحالمة.

ما جرى وسيجري، مابعد العقوبات، من انفتاح واستثمار وعلاقات وآمال، تفرض على الجميع المشاركة كأهل العريس وأصحاب العرس، وإلا، قد يشعرون أنهم مدعوون غير مرغوب بهم أو ضيوف ثقال.. هم هكذا سيشعرون إن لم يشمروا عن سواعدهم ويبدأون منذ استقبال الضيوف وتأهيل العرس، بكل ما يحتاج من بنى وحماية وانفاق، ليحصدوا كما الجميع، ثمرة الفرح بولادة جديدة.

عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(33)    هل أعجبتك المقالة (34)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي