فجّر أمير ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أبو بكر البغدادي مفاجأة "نوعية" برفضه حديث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي دعا إلى إلغاء "دولة العراق والشام الإسلامية" في سوريا، واستمرار العمل بـ"دولة العراق الإسلامية".. لتبقى الساحة السورية حصريا لجبهة النصرة.
وقال البغدادي في تسجيل صوتي نسب له، بُث على شبكة الإنترنت، إن "الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض.. ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله تعالى أو نهلك دونها".. ولم يكتف البغدادي برفض أمر الظواهري، وإنما شق عصا الطاعة بالهجوم الأيديولوجي على فكرة إلغاء داعش، مشيرا إلى أن لديه مؤاخذات شرعية ومنهجية عديدة على أمر الظواهري.. وقال: بعد مشاورة مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق والشام من مهاجرين وأنصارا، اخترت أمر ربي على الأمر المخالف له في الرسالة".. وهذا هو الخلاف الأول من نوعه في تنظيم القاعدة.
ويطرح هذا السجال الجهادي والاختلاف العميق في وجهات النظر بين زعيم التنظيم الأول أيمن الظواهري وأحد الولاة التابعين للتنظيم المركزي، أبو بكر البغدادي أسئلة كثير حول مستقبل العلاقة بين الإخوة الأعداء (داعش -النصرة). خصوصا بعد انشقاق داعش عن النصرة، إذ تبين في هذه الانشقاق التفاوت في حدة التطرف بين النصرة وداعش.. حيث بدت النصرة أكثر قبولا لدى السوريين، بينما زادت حدة التوحش لدى مقاتلي "الدولة" بسيطرتهم التعسفية وممارساتهم على المناطق الخاضعة لنفوذها من فرض قسري لقواعد الشريعة.
وإن صحت هذه الخلافات، فهذا يعني أن الثورة السورية ستأخذ منحىً جديداً، وتنتقل إلى مرحلة التطهير الذاتي، والبداية من الجماعات المتطرفة.. وبناء على هذه المعطيات، فالمنطقة الأولى المرجحة لصراع (جهادي -جهادي) هي الرقة ومن ثم حلب وريفها.
وربما يكون حديث الظواهري عن إقصاء "البغدادي" من المسرح السوري، تكتيك من الظواهري بعد أن تواترت الأنباء عن سوء معاملة "داعش" في المناطق المحررة، وبالتالي جاء حديثه للحفاظ على ما تبقى من الحاضنة الشعبية السورية، خصوصا وأن التنظيم له تجربة ليست بالبعيدة في العراق، حينما تمادى مقاتلو القاعدة في مسألة التكفير والتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العراقي، ما أدى إلى ظهور الصحوات العشائرية في الأنبار، والتي تولت فيما بعد مهمة الحرب ضد القاعدة.
من البلد | |
|
عبد الله رجا - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية