أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فشل في الإرسال! ... نذير جندلي

في وقت حاول فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي لتأييده في الضربة العسكرية (المفترضة) على النظام السوري لاستخدامه الكيماوي، دأب نظام الأسد على استخدام الإعلام الغربي لخدمة مصالحه وتبييض صورته الشخصية وصورة نظامه ليظهر البطل المغوار والمنقذ للشعب السوري من براثن القاعدة وحركات التطرف الإسلامي التي أوجدها نظامه في سوريا.

إذا أردنا الاعتراف بنجاحه الإعلامي في المناطق البعيدة كل البعد عن الاحتكاك الاجتماعي المباشر (وأقصد هنا الدول العربية والمحيطة بنا)، فهنا علينا أن نعي سر اللعبة وأن نتساءل عن إعلام الثورة السورية منذ سنتين ونصف وحتى اليوم، ماذا قدم للرأي العام الغربي بشكل خاص؟

المجلس الوطني، الائتلاف الوطني، لجان التنسيق المحلية، الهيئة العامة للثورة السورية، الجيش السوري الحر، وبقية الأحزاب السورية، ماذا عن مكاتبها الإعلامية التي من المفترض بداية أن تسوق للثورة السورية بإنسانيتها وبياضها، وتوضح الصورة لمعاناة الشعب السوري من ظلم النظام وتصرفاته وآلة قتله اليومية؟

وقد يكون من المفيد هنا التركيز على المجلس الوطني والائتلاف، وتوجيه السؤال مباشرة لمكاتبهم الإعلامية، والتي من المفترض أن تكون بمثابة وزارة إعلام متكاملة وجاهزة لاستلام مكانها فور سقوط النظام!

"شاهدوني على القناة الفلانية في الساعة الفلانية للتكلم عن أوضاع الثورة السورية".. تعليق دأب عليه جهابذة السياسة والإعلام قبل ظهورهم على القنوات الإعلامية، غير مدركين أن وجود أغلبهم وخاصة في القنوات الغربية الناطقة بغير العربية، ما هو سوى وجود للطرف الآخر من الأزمة السورية (كما يطلقون عليها)، وليس بصفته صاحب حق كما يجب أن يكون.

وعليه فإن أسرع الحلول تكمن في إيجاد إعلام ثوري محترف ناطق باللغة الإنكليزية (على أقل تقدير)، وإعادة بناء صورة الثورة السورية من جديد، والتسويق لها لدى الغرب، مع توجيه رسائل محددة عبر المقابلات والمداخلات الإعلامية.. وإلا فإن رسالتنا لم تصل بعد، والخطأ إما بالإرسال، أو بالمرسل نفسه!

مجلة سورية بدا حرية
(121)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي