أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا أنتم الأحرار يا أعداء الحياة !!

على منطقِك في الحرية؛ حسناً.. أنت حرّ
إخترْ لنفسِكَ، و بحُرِّيّة..
طريقةً تروقُ لك في الموت..
هذا أوانُ الإنقلاب!!
لم يَعُد أمامك حلولٌ وسطى . قتلنا الأهلَ و الصحبَ و الأحباب
و سَبَيـْنا بثوبِ زفافها عرَوسَ النيل وابنة الجيران ..
و نعلمُ الدماءَ غاليةٌ عليك، و الأرضَ، والماءَ، والتراب.
فكفاك ..
تزيد الطينَ بِلّة
وتغرس في بستان الفَرْحِ شَتـْلَةَ الأحزان
ألا .. فاستر عارَك واحمل عصاك وارحلْ
أو فاقبل فروضَ الطاعةِ..
و اعلِن طقوس الإستسلام !!
نعلم أنك حُرٌّ، حرّ ..
إن لم يكن واقِعَ أمر ..
فواقعُ طبْعٍ، و فطرةٍ، و جينات..
كان أبوك من قبلك حرّاً..
و رَكِبَ ـ من قبلك ـ رأسَه، و مات..
نعم ، قتلنا أباك..
وما أشبه اليوم بالبارحة ـ يا هذا ـ يابن الذوات؛
الآن، الآنَ جاءَ دَورُك..
فأين تذهب هذا المساء؟
كيف تَنفدُ بجلدِكَ، و تحفظُ أَنَفَتَك؟!
كيف بالله عليك؟
و كمْ تُساوى ـ بالدولارِ ـ عِزَّةُ نفسِك؟!
أنت يا بن أبيك المغبون من قبلك..
ماذا نفعل لأجلك ؟
ـ لماذا، ومن أجل ماذا تهونُ عليك نفسُك؟
ـ حرية، وأنفة؟! و قِيَمٍ رخيصةٍ، زائفة؛ كقيمة الجنيهات المحلية، الصدئة؛ التي في جيبك؟!
أسألكم بالله عليكم، يا أنتم ..
أسألكم.. و أعجب لكم..
يا لسرّ اندفاعكم هذا النَزِقِ المتهور للتضحية بدمكم و أنفسكم!!ـ و من أجل ماذا؟! ـ لا شيء!!
يا أنتم ـ الأحرار ـ يا أعداء الحياة،
ـ لماذا تبيعون الحياة؟!
ـ و بماذا تبيعون؟
ـ بالحرية؟! ـ و أيّ حرية لكم في الموت؟! أليس في حظائر العبيد التي سُقْـنا الناس إليها ـ مُلتَجأً لكم و حريّةً ـ أم هو التابوت، و خيار المقبرة؟
أين تذهبون يا شرذمة؟!!
ـ خَطفْنا الثورة، و مكاسبَها و رموزَها الأبطال، و شربنا دماء الشهداء.
واعتصمتم جوعاً، وعطشاً، و رَهقاً، و قتلنا في رابعةَ الرجال و الأطفالَ، وسَبَيْنا رُغمَكم أنوف النساء.
و في رمضان، منعناكم القيام في المساجد، و في العيد حرقناكم و المساجد؛
فأين أيها الجبابرةُ؟!
أين أيها المساكين؟
ـ أين تذهبون؟!
لن نُسَلِّمَكم حتى أشلاءَ قتلاكم الذين أكلت جلودَهم النارُ في الميادين؟
لن نُسلمكم حتى حفنة من رَمادِهم أو تصاريح دفنهم حتى تنصاعوا إلى التوقيع على التقرير..
ما لكم لا تسمعون يا أنتم يا آل الشهداء المنتحرين بتاريخ اليوم التالي للقتل..
أفلا تُصدِّقون؟!
ـ نعم، و بنفسِه..
قتل كل شهيدٍ نفسَه..
بثلاث رصاصاتٍ غَدرْ ..
واحدةٍ في الرأس، و الأخرى في الصدر، و الثالثة برسم الموت..
ـ عُودوا إلى رُشدكم أيها الحمقى.. واقبلوا بهامش الحرية التي قبلها شهداؤكم العقلاء..
و اختاروا لأنفسكم قتلة ..
نحن في دولة الحريات،
كلٌّ منكم بلا استثناء مواطن حرّ،
لا أحد سيفرض عليكم طريقةً للموت ـ إلاّ إذا تلكأتم أنتم في اختيار الطريقة
إذن؛ نحن نهديكم في الموت ألفَ طريقة.
لا ثمة لدينا وقت للتلكؤ أو المناورة .. لا ثمة وقت ..
البلدُ محاصَرٌ من كل جانب ، و ضاعت عليكم كلُّ فرصة للحلّ، و آن أوان الاستسلام !!
أنتم ـ حتماً ـ ميّتون ـ كما أهاليكم الذين سبقوكم إلى القبور ..
إن لم يكن ( برصاصة سلاحٍ ميري) فبسكينة بلطجي..
و إن تستغيثوا، لا أحدَ بالعالمِ سيسمعُ صراخَكم،
إعلامنا يعرف متى يَصحو و ينشَط ومتى يَبلعُ لسانَه، و يُغمِضُ عينيه، و يروح في سُبات..
سنكسر رؤوسَكم في الميادين، و أُنوفكم في المحاكمات،
أمّا الآن .. فليس أمامكم ثمة طريقٌ غير الطريق المُؤدية إلى حظائر النوم قبل أذان المغرب.
ماذا تنتظرون بعد.. و قد خَفَّضنا لكم فروضَ الطاعة إلى ثلاث صلوات؟!
فليَعُد كلٌّ إلى بيته قبل الليل بساعات،
وإن جاء أحدَكم الموت، و جاءت ملائكة السؤال؛
فليقل للربّ: قد عجِلتُ إليكَ ربي..
من قبل حظر التجوال.!!
لا تنطقْ حرفاً أكثرَ ـ يا أنت البعيد ـ يا لسان السَوءِ، يا بن اللئام..
هذا زمان القهرِ، و الجبن، و الخَرَسِ الزؤام..
واعلم أباد الدهرِ، و منذ الآن..
قد نضطر لقطع المياه، و ترشيد الكهرباء ..
و ستنفد حتماً مذاخر الدواء، ورصيد الهواء
و كما رصيد العَيشِ لديكم
ـ سيَنفَدُ فوراً رصيدُ الكلام !!
***

محمد عزت الشريف
(127)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي