معلولا .... وبعض أخواتها... فجر الحمصي

لمعلولا في قلب كل إنسان منزلة تستحقها فمن عبقها تحيا النفوس ولقدسيتها وأصالتها تنحني الرؤوس. ورغم ذلك أغبطها، فلسيدة المدن السيادة. 

لكن ماذا عن أخواتها؟ أليس لهن تاريخ ومجد وحرمة؟ ترتجف قرى ريف حمص الجنوبي من الغضب، ما نحن في خارطة البشر؟ مجرد أكوام من الحجارة والتراب؟ لا نقطة لنا من سفر الكتاب أو رعشة من ضمير المرهفين! فما السبب؟ 

آبل والبويضة والحميدية والقصير وجوسية وغيرها. مرت بها كما يزعمون العصابات وحررها الفاتحون بعصاباتهم الخضراء والصفراء. تحريراً بعد تحرير، لم يبق بالمحصلة حتى أعمدة الكهرباء والهاتف ومقاعد المدارس. وبعد أن كنسوا بيوتها أعملوا فيها النيران لتتطهر من رجس التمرد وربما طقس شكر وامتنان لواهبة القوة. أغلقت بالحواجز المدرعة. إلا على قاطفي الثمار وحاصدي المواسم من القادة المظفرين، وأعين أهلها ترمق من بعيد، من المنافي والخيام، تستقرئ النسمات عن أوطانها، ممنوع عليهم الاقتراب، وكيف تفعل وهي لا تجرؤ على تسجيل وإعلان من قتل من أبنائها، موت من بعد موت يليه موت. 

مئة ألف جميعهم تكفيريون من الأفغان والشيشان ! واسألوا من عنده التبيين والبيان. وسكت عنها دهاقنة الضمير، أسقطوها في درج الكلام.

لو قلنا أبناء الجارية، فنحن أبناء وهذا بعيد عنا، أبناء السفاح مقبول، فنكون من عداد البشر وقد نجد من يتبنانا ولو بعد حين.
حتى الحيوانات لهم من يرفق بهم ! فمن نحن، ولمَ نحن؟ 

يا لكثرة من سيتأفف من هذا السؤال ! لأن إجابته تحمل تعرية السرائر ورائحة الضمائر. 

ماذا لو كانت قطينة، لا سمح الله، من بين هذي القرى؟ أسيغفلها الغافلون ! للبعض أب وابن وروح وريحان ومرشدون، وللأخوات أخوات محتضرات ينسينها التوجع والأنين، وأعجب ممن يسأل: من أين يدلف السقف ولمَ تفيض الأنهار؟

(107)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي