أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جميلات في فخ ( العنوسة)

لدينا موروث ثقافي ما زلنا نكرره حتى الآن أن العنوسة هي الوكالة الحصرية لمن لاتملك قدراً كافياً من الجمال, فتظهر الدهشة في عيوننا عندما نقابل شابة جميلة لوحت لقطار الزواج الذي بدأ يتجاوزها وهي تبتسم.

 

ولشابة أكثر جمالاً قالت: أنا عانس مع مرتبة الشرف ولن أتزوج إلا بقدرة قادر.‏

ولأخرى قالت : عندما أقابل الرجل الذي أحلم به سأتزوج, دعوني, أنا سعيدة, وأخرى تقول: لم أصادف من يستحقني إني أبحث عن رجل يملك فكراً ما ولم أصادفه. ولشابة مشت إلى العنوسة بمحض إرادتها, أنا لا أريد الزواج وليست لدي أدنى مشكلة.‏

ظروفي منعتني‏

تقول مريم 36 عاماً: لم أتزوج حتى الآن لأن شؤون الحياة أخذتني, و جعلتني ألقي بقضية الزواج جانباً فرفضت كل من تقدم لخطبتي لأنني المعيلة الوحيدة لوالدي بسبب ظروفهما الصحية والمادية, وإخوتي الأصغر سناً كلهم في مرحلة التعليم وتكوين الذات.‏

الرفض المتكرر‏

تقول منى 40 عاماً: ليس لدي مشكلة, من عدم زواجي طالما أني لم ألتق بالرجل الذي أعجبني وأحببته, وكثيراً مارفضت أشخاصاً تقدموا لخطبتي لأني لم أجد بأحدهم الشخص المناسب لي, وأنا مسؤولة عن كل قراراتي ولم أندم على أحد, وما زلت أقول عندما أصادف الرجل الذي يعجبني سأرتبط به دون أدنى شك.‏

مشكلة اجتماعية‏

تقول فاطمة 33 عاماً: العنوسة ليست مشكلة شخصية بالنسبة لي, وإنما مشكلة اجتماعية وكثيراً ما أصادف من يتفحصني بعينيه عندما يعلم أني ما زلت عازبة, لعلهم يبحثون عن علة بي حتى يبرروا سبب عدم زواجي, وأقول المشكلة باختصار أني شابة طموحة ولست مستعدة للمغامرة, وارتباطي يتوقف على قناعاتي بالشخص بكل الجوانب.‏

فوتوكوبي‏

تقول عبير 45 سنة: بصراحة ليست لدي ثقة بالرجال, فهم على اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم يتحدثون بطريقة واحدة, ويتملقون بطريقة واحدة, وهذا من أكثر الأشياء التي جعلت مني إنسانة لاتثق بالرجل طالما أنهم جميعاً فوتوكوبي لنسخة واحدة.‏

غرور وطموح‏

تقول فايزة ( 50 سنة): تقدم لي الكثير في فترة الصبا, لكنني كنت أرفض والسبب ربما يعود لغروري وطموحي, أما الآن فأنا لا أعاني مشكلة حقيقية, لأني مستقلة مادياً ولست خاضعة لأحد لكن أشعر أحياناً بالفراغ الاجتماعي.‏

تقول منال 29 سنة: فرصتي بالزواج قليلة بسبب عدم خروجي من المنزل, فلا وظيفة, ولا علاقات اجتماعية, ولا احتكاك مع أحد, وكانت هذه نتيجة طبيعية لعدم الزواج, لكني سعيدة بالحياة مع أهلي.‏

كما حدثتنا الباحثة الاجتماعية نهلة الحراكي حول ظاهرة العنوسة عند الجميلات قائلة:‏

ظاهرة ( العنوسة) ليست لها علاقة بشكل الفتاة ومواصفاتها لأن الزواج لايقتصر على المقاييس والشكل, وإنما له أسبابه المرئية وغير المرئية فهي مسألة توافق فكري, انسجام, تكافؤ اجتماعي, وكم من سيدة ليست جميلة تزوجت من أكثر الرجال رجولة وعظمة.‏

والفتاة الجميلة بشكل خاص يصيبها الغرور, إما لأن الطلب الذكوري عليها متزايد فتجد أنها محط اعجاب الرجال فتتريث إلى أن يفوتها القطار, وإما أن يصيبها الإحساس بعدم الثقة بالطرف الآخر طالما أن حياتها كانت مليئة بالمجاملات والكلام الجميل.‏

وهذا كله جعل الجانب العاطفي لديها ممتلئاً دون أن تشعر, وبالتالي لم ترغب بالارتباط بأحد, أولأنها تعلم ضمناً أنها جميلة, فلم تطور الجوانب الأخرى في شخصيتها.‏

فهي لاتعرف كيف تتعامل مع الرجل, ولاكيف تجذبه لها فكثيراً مانسمع شباناً يقولون: جميلة لكنها ( جامدة).‏

تغريد الجباوي
(99)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي