نهر راويل يتحول لمجرور صرف صحي ومكبا للقمامة

طالب أهالي بلدة الحواش والقرى المجاورة محافظة مدينة حمص  بالتدخل المباشر لإنقاذ منطقتهم  ومزارعهم  وأرزاقهم ، جراء التلوث الخطير في نهر راويل والمنطقة المحيطة به ، وإزالة مكبات القمامة الموجودة على مجرى النهر .  

طوني أحد أهالي قرية الحواش أكد أن قرى قلعة الحصن حولت الصرف الصحي إلى نهر الراويل ما أدى إلى اختلاط المياه الجوفية الصالحة للشرب بمياه الصرف الصحي ، مؤكدا تسمم العديد من المواطنين ، وتضرر الأراضي الزراعية وتلف المحاصيل والمنتجات الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر أساسي للدخل .

من جانبه قال المهندس زياد عثمان رئيس بلدية الحواش ل ( زمان الوصل ) : بذلت كل جهدي ليتم إلحاق مصب الصرف الصحي لقرية الحواش مع المحور الإقليمي ( راويل - الحواش ) ، حيث إن وزارة الإسكان والتعمير المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع لم تقم بإدراج تنفيذ المحور المذكور ضمن خطتها لعام 2008 . رغم التلوث الكبير.  خاصة بعد أن وجهت محافظة حمص إلى الدوائر المعنية لحل المشكلة من خلال تنفيذ المحور الإقليمي، لكن رد مديرية الخدمات الفنية أن تنفيذ المحور بحاجة إلى استملاك، لذا تقدمنا لمحافظة حمص بكتاب يتضمن تقديم معونة مالية لتنفيذ جزء من المحور.

وأكد عثمان أن وزراة الإسكان والتعمير تريد كلمة واحدة من أي مسؤول أو كتاب من محافظ حمص لإدراج المشروع ضمن خطة عام 2008 .

وأضاف عثمان أثر التلوث الكبير على المنطقة سياحيا واستثماريا ، بسبب مرور وصلات الصرف الصحي التي تصب في مجرى النهر المار بجوار المنازل السكنية والأراضي الزراعية والأشجار المثمرة ، فأصبح النهر مستنقع للمياه الملوثة بعد تحويل المياه عنه إلى سد المزينة ، ومصدر للروائح الكريهة وتلوث الآبار الارتوازية ، ومرتع للجرذان والبعوض ، ما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة . وطالب عثمان وزارة الإسكان والتعمير بتنفيذ المحور ووضعه ضمن خطة عام 2008، لأن تنفيذ جزء منه لا يحل المشكلة بل ينقلها من أمام منازل سكنية إلى أمام أخرى. فالأمر لا يحتمل التأجيل باعتبار البلدة سياحية وتوجهاتنا تنشيط السياحة وجعل بلدتنا عنصر جذب سياحي . وتشجيع المستثمرين وجذب المغتربين من أهالي البلدة إليها لا إبعادهم عنها .

يشار أن بلدية الحواش حصلت على موافقة لتنفيذ جزء من خط المجمع الإقليمي ( راويل - الحواش )  والمقدر ب 3 كم ، بقيمة ( 4555068 ) ل.س لإبعاد المصب عن السكن ورفع التلوث عن سكان المنطقة . 

وحول مكب النفايات  أضاف عثمان : المفروض أن يكون هذا المكب فقط  للحواش  لأنه مجرد حفرة بسيطة  على مجرى  نهر الراويل ، لذا قدمنا كتاب ــ  نتيجة عدم تنفيذ المحور الإقليمي الذي نطالب به ــ لمنع عناز وعش الشوحة وبساس والتلة من الكب فيه ، فلديهم أراضي شاسعة وليتخلصوا منها بطريقتهم الخاصة ، ونحن نستطيع أن نجد بديل لهذا المكب ، لكن إلى الآن لم يأتي كتاب صريح بمنعهم ، متابعا أصبحت نفايات مكب القمامة المجاور للمنازل تصل إلى الطريق الزراعي  ، والبلدية تنفق كثيرا على تعزيل المكب دون جدوى ، ونحن بانتظار المحافظة التي وعدت بحل هذه المشكلة جذريا من خلال تأمين أرض خاصة لتجميع نفايات كل بلديات المنطقة .

وكانت بلدية الحواش منعت بلدية عناز من كب النفايات في المكب الخاص للبلدة باعتباره لا يستوعب نفايات البلدتين معا . بعد تراكم هذه النفايات على الطريق المجاور للمكب و مجرى النهر والبساتين والأراضي الزراعية .

من جهته قال داوود أحد أصحاب المزارع في الحواش : من العيب أن يتحول  نهر راويل إلى مجرور للصرف الصحي ، و زاد من معاناتنا تحويل مجرى النهر إلى مكب للقمامة  التي زادت عن الحد الطبيعي ، ما أدى إلى انتشار الأمراض بين المواشي وتسمم الأهالي نتيجة مياه النهر الملوثة ومكب القمامة ، وانتشار الروائح الكريهة .

يشار أن منطقة المكب قريبة جدا من مجمع روتانا السياحي  ومطاعم هامة أخرى تستقطب آلاف السياح كل عام . ويقول الأهالي: إن التلوث أثر بشكل كبير على المنطقة سياحيا واستثماريا، ما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الاستثمار في المنطقة.

يذكر أن منطقة الحواش والقرى التابعة لها مصنفة سياحيا  من الدرجة الأولى ، وكان محافظ حمص المهندس محمد إياد غزال أولاها اهتماما خاصا ، من حيث المشاريع والمهرجانات بقصد جذب المستثمرين ورفع إيرادات المنطقة . لكن مشكلة التلوث أدت إلى تخوف رجال الأعمال من الاستثمار في المنطقة وبالتالي خسارة رؤوس أموالهم .