نشرت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الناشطين مؤخراً صوراً متعددة التقطتها "عدسة شاب حمصي" لشابة صغيرة تُدعى"وئام" وهي تقوم بالرسم من خلال الفحم فوق الجدران المهدمة والأسقف المنهارة في أحياء حمص القديمة فتستنطق وجع الأمكنة، وتدوّن عبارات تحثُّ أبناءها المهجرين رغماً عنهم على العودة إليها، ومن هذه العبارات"على أرض حمص ما يستحق الوفاء" و"حمص اشتاقت لولادها" - وعبارة (سنرجع يوماً) و(راجع يتعمّر) وحول هذه العبارات ترسم بعفوية مدهشة وجوهاً طفولية باسمة.

"وئام" ناشطة في الثورة السورية من أصل كردي عملت في عدة مجالات ومنها الإعلام والعمل الميداني والتصوير ومساعدة الأطفال وتدريسهم -كما يقول مسؤول صفحة "عدسة شاب حمصي" لـ"زمان الوصل" ويضيف: شاهد فريق عملنا هذه الشابة وهي ترسم على جدران مدينة حمص المحاصرة كـ"الحميدية" و"بستان الديوان" و"باب تدمر"، وتضع تعليقات ورسومات على البيوت المدمّرة فالتقطوا صوراً لها تجمع بين فظاعة الدمار من جهة، ورغبة التشبث بالحياة من جهة أخرى.
وحول الرسالة التي تريد "وئام" إيصالها للعالم ولأبناء بلدها الذين تشردوا في أنحاء المعمورة يقول المصور الحمصي: كانت وئام منذ فترة شهرين تقريباَ تقف في ذات المكان الذي رسمت عليه إحدى رسوماتها الأخيرة، كانت تنظر إلى هول الدمار وتبكي كثيراً وهي تردد عبارة "الله يعين ه البشر .. كيف رح يرجعو ع بيوتن" .. بعد عدة أسابيع تقريباً ... كلمتني أنها تريد أن ترسم في الشارع وفوق كتل الاسمنت المدمرة، لم أتوقع أن يبلغ بها هذا الشغف في الرسم إلى درجة المخاطرة بنفسها وتسلق أماكن مرتفعة لترسم ابتسامات عفوية، قد لا تعني الكثير في منظور الفن ولكنها في ظروف الحرب والحصار تعني الكثير .. كانت مسرورةً وهي ترسم ... وفي عيونها كنا نلمس أملاً كبيراً في عودة أهالي حمص إلى منازلهم و إعادة إعمارها بسواعد أبنائها الأحرار.

وئام المحاصرة في حمص مع عشرات العائلات هناك انتصرت على الخوف والألم والدموع بعد أن وثقت آمال وآلام المحاصرين برسائل تحمل في ثناياها أمل العودة والصمود والبناء.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية