أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هارون.. قصة رجل الثورة السورية في ليبيا ومسلّحها الأول

سفينة الانتصار التي حملت أكبر شحنة أسلحة ليبية للثوار السوريين

في العشرينات من عمره هرب الشاب عبد الباسط هارون من قمع معمر القذافي، ليجد نفسه في مانشستر البريطانية حيث أسس شركة تطوير عقاري هناك. وبعد حوالي عقدين من الزمن، عاد هارون إلى ليبيا في عام 2011 للقتال ضد من هرب من قمعه، حيث أصبح من أبرز قادة الثورة.

هذا القائد الثوري يقول إنه يقف وراء أكبر شحنات الأسلحة التي نقلت من ليبيا إلى الثوار السوريين، والتي يتم شحنها عبر الجو إلى الدول المجاورة، ومن ثم تهرب عبر الحدود.

هارون يؤكد أنه يرسل المساعدات والأسلحة لمؤازرة السوريين في تحقيق الحرية التي ناضل من أجلها أثناء الثورة الليبية.

تم نقل أول شحنة من الأسلحة إلى سوريا على متن سفينة ليبية نهاية العام الفائت، أما الآن فيتم نقل حاويات الأسلحة جوا، حسب ما يكشف هارون، الذي تحدث إلى "رويترز" داخل بيته الواقع على مشارف بنغازي، المدينة التي أشعلت شرارة الثورة ضد حكم القذافي.

هارون لم يخف استياءه من إحجام الغرب عن التدخل في سوريا، خلافا لما فعل في ليبيا معتبرا أن فرصة لتجنب حرب أوسع قد ضاعت، مضيفا: حتى عندما تنتهي الحرب في سوريا، سيكون هناك حرب أخرى في المنطقة؛ السنة ضد الشيعة. في البداية، كان الأمر متعلقا فقط بإسقاط بشار الأسد، أما فقد تدخلت مليشيا حزب الله وإيران، وهم يشاركون بوضوح. 

مراسل "رويترز" وفي مكان ما من بنغازي، عاين حاوية من الأسلحة يجري إعدادها لتسليمها إلى سوريا، كانت مملوءة بصناديق من الذخيرة وقاذفات الصواريخ وأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

قال هارون إنه تمكن من جمع الأسلحة من مختلف أنحاء البلاد، ونسق مع المعنيين ليتم تسليمها للثوار السوريين، اعتمادا على ما لديه من علاقات في ليبيا والخارج.

إنهم يعرفون أننا نرسل أسلحة لسوريا، الجميع يعرفون، يضيف هارون الذي يتعاون مع أمن الدولة الليبي، وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية مجدي العرفي.

هارون لديه أوراق اعتماد كقائد من قادة الثورة، حسب ما يقول القائد الثوري اسماعيل الصلابي: كان عبد الباسط هارون معنا في لواء 17 فبراير، قبل أن يشكيل كتيبته الخاصة. 

وهكذا فإن نشاطات هارون في تزويد السلاح معروفة بشكل جيد، على الأقل في شرق ليبيا.

مسؤولون كبار في الجيش الليبي والحكومة أبلغوا "رويترز" أنهم يؤيدون توريد الأسلحة إلى الثوار السوريين، في حين وصف عضو بالمجلس الوطني عمل هارون لمساعدة ثوار سوريا بأنه عظيم.

عضو المجلس توفيق الشهابي، أوضح: بعد انتهاء حرب التحرير، أصبح هارون مشغولا بدعم الثورة السورية.. إرسال المساعدات والأسلحة للشعب السوري، إنه يقوم بعمل جيد.

مسؤول آخر، رفض الكشف عن هويته، أكد أنه سمح لشحنة أسلحة بمغادرة ميناء بنغازي نحو سوريا، مبينا: نحن لا نوقف دعمنا لهم، لأننا نعرف ما الذي يمر به الشعب السوري.

وقال الضابط في الجيش الليبي "حامد بالخير" إنه كان على علم بلقاء زملاء في الجيش بمقاتلين سوريين، وأن الضباط الليبيين وافقوا على مساعدة المقاتلين عبر توريد الأسلحة لهم.

وتابع بالخير: لم يتم توريد الأسلحة للمتطرفين، فقط للجيش السوري الحر.

هارون لا يدير عمله بمفرده بل بمساعدة زميل له، يساعده في تنسيق الاتصال مع قرابة 10 أشخاص متوزعين في المدن الليبية، ومهمتهم جمع الأسلحة لسوريا.

ويكشف هارون أنه قام باستئجار عدة رحلات جوية إلى الأردن أو تركيا، لإيصال الأسلحة، قبل نقلها عبر الحدود.

وقال معاون هارون، الذي يدير أيضا منظمة إغاثة، أن نحو 28 طنا من الأسلحة قد سلمت عن طريق الجو حتى الآن.

وقال هارون: نحن نفعل شيئين عظيمين، الأول هو أننا نجمع السلاح من الشارع، وهي مهمة تحظى بشعبية وقبول، حتى إننا نحصل على خصومات 50 في المئة على الأسلحة التي نجمعها، بل إن بعضها يتم التبرع به بلا مقابل، لاسيما الأسلحة الثقيلة التي لم يعد لأحد حاجة في استخدامها.

وذكر هارون بعض الأسعار، مثل بندقية " C5" التي يشتريها فقط بـ25 دولارا، بينما يقارب سعر القاذف الصاروخي 120 دولارا.

وأضاف إذا توفر لدينا المال يمكننا جمع كل البنادق من الشوارع، لكن الأمر يأخذ حاليا حوالي 4 إلى 5 أشهر لجمع كمية كافية، معترفا أن التمويل يأتي من رجال الأعمال ليبيين، ومن مغتربين سوريين.

وأبان هارون أنهم يسلمون الأسلحة إلى الجيش السوري الحر، لأنه الأقدر على معرفة أي جماعة في حاجة إلى إمدادات أكثر. 

في أغسطس آب الماضي، سافر هارون وشريكه برفقة أول شحنة تم إيصالها بنجاح إلى الحدود السورية، وقد أصيبا بالفزع من هول ما شهداه هناك.

وقال شريك هارون: أي شخص يرى الذي رأيت لابد أن يقوم بما أقوم به، لقد رأيت مياها ملوثة لا تستطيع أن تغسل يديك بها، رأيت أناسا ليس لديهم ملابس، رأيت 3 ولادات لم يكن هناك حضور لطبيب فيها، الناس يموتون دون دواء.

هارون وشريكه لم يكونا بمفردهما، فقد رافقهما أيضا صحافيون من ليبيا، منهم "عريش سعيد" الذي قال: كنت مع هارون على متن السفينة "الانتصار"، وكنت أعلم أنها تنقل أسلحة إلى سوريا.

شريك هارون، قال إن شحنة المساعدات الأولى لم تكن لتلبي سوى جزء بسيط من احتياجات الشعب السوري.. الشحنة القادمة من المقرر أن تبحر في حزيران وستكون أكبر، وتقدر بحوالي ألفي طن.

وتابع: الشحنة القادمة سوف تكون للمواد الإغاثية فقط، وإن كنا نخطط لشحن أسلحة، فلن أخبركم
ويبقى الشحن عبر الجو هو الأكثر أمنا، بسبب مخاطر اعتراض الشحنات في مياه البحر المتوسط، وهو ما حدث عندما ضبطت سفينة قبالة سواحل لبنان.

هارون وشريكه قالا إن الشحنة التالية لتلك الشحنة سلمت؛ لأنها سلكت طريقا أطول، حيث وصلت إلى تركيا في شهر أغسطس/آب 2012، وكانت الأسلحة مخبأة بين حوالي 460 طن من المساعدات الموجهة للاجئين السوريين.

زمان الوصل - ترجمة
(103)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي