أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بانياس... ساحل الرفض وشاطئ الثورة وبلدة شبابها مغيّبون

صاحب مقهى يسخر من إعلام النظام: منذ سهرة عقاب صقر والضباط الإسرائيليين عندي ما عاد حدا زارني!

لم يلغِ تراكم الصور والفيديوهات والأخبار المتسارعة لحظة بلحظة حضور محطات الثورة الأولى من درعا إلى تلبيسة وبانياس، ورغم الكم الهائل الذي يفيض فوق الذاكرة لا يمكن نسيان ما قدمته قرى صغيرة وما عانته، وقد يكون غياب بعض تلك القرى أو المدن في الفترة الأخيرة عن الصورة العامة للثورة وعن الفضائيات التي انشغلت بالمدن الكبرى "وهو انشغال منطقي"، إنما هو لدواعٍ كثيرة وأسباب خاصة بكل مدينة أو قرية ومنها بانياس... تلك الغافية على جرحها، وشاطئ المتوسط الشاهد الأكبر على ما ارتكبته قوات النظام فيها والأمواج التي ما زالت تردد صيحات شبابها وتجمعاتهم التي كانت السباقة في البث المباشر لمظاهرات الثورة السورية على مختلف الفضائيات.

*شباب مجهولو المصير
ما إن يذكر اسم بانياس حتى تعود تلك الصورة المؤلمة إلى الأذهان والتي لم تفارق الشاشات حتى هذا الوقت وهي صورة مجموعة الشبيحة التي تنكّل بأهالي قرية البيضا بطريقة غاية بالوحشية وانعدام الحس الأخلاقي والتي لحقتها موجة الاعتقالات الهائلة إذ وصلت إلى اعتقال أكثر من نصف شباب المنطقة والذين مازال مصير أغلبهم مجهولاً حتى الآن، وتشهد على ذلك الأسواق الميتة والكورنيش الحزين الذي بات يخلو من مظاهره المعتادة تماماً ومن مقاهيه التي تستضيف الناس من شتى بقاع الجغرافية السورية.
وماذا عن بانياس اليوم؟... يتردد هذا السؤال على لسان الكثيرين خاصة في المدن والمناطق البعيدة عن الساحل السوري، فتجيب تنسيقيتها وناشطوها "نحن هنا باقون على ما عاهدنا الثورة عليه نواجه ما قد لا يواجهه سوانا بسبب المحيط الجغرافي المحكوم بأكثرية مؤيدة وميليشيات مسلحة ومراكز سلطوية عسكرية وأمنية تملأ الطرق المؤدية إلى طرطوس واللاذقية".

*ارتباك أمني
لا يكاد يمر يوم دون ارتباك أمني وعسكري في بانياس سواء من محاولات الناشطين وسواهم للقيام بنشاطاتهم أو توزيع منشوراتهم أو القيام بعملية معينة بالتعاون مع الجيش الحر، أو بسبب الشائعات والمشكلات التي يخلقها النظام نفسه بهدف الترهيب والتخويف ونشر العداوة بين المكونات السكانية للمنطقة ... خاصة وأن بانياس بالتحديد شهدت تعاوناً وتآلفاً بين مختلف مكونات المدينة والريف وهو ما قهر النظام ودعاياته كثيراً وما جعله يلعب على الوتر الطائفي طوال الوقت خاصة في مدينة لها خصوصية تنوع استثنائية مثل بانياس.

تتمترس على حدود بانياس مجموعة من الحواجز أولها حاجز على أوتستراد طرطوس يعتبر من أعتى الحواجز في المنطقة وأكثرها لؤماً في التعامل مع السيارات المارة وخاصة تلك التي تقل النازحين، ويليه على الأوتستراد نفسه حاجز آخر، ومن الشمال على طريق اللاذقية هناك حاجز لا يختلف كثيراً عن سابقه بل ويزيده بعدد العناصر إضافة إلى حاجز على طريق القدموس فائق الأهمية لكونه يفصل المدينة عن الجبال والقرى التي تعتبر بانياس سوقها وقبلتها التجارية الأولى والتي لم تكن تخلو بشكل يومي من سيارات بيع الأسماك المتنقلة من قرية إلى أخرى.

*خطف مسؤول أمني
وفي داخل المدينة يقوم النظام بالتقسيم القسري منشئاً الحواجز والمفارز الأمنية بين رأس النبع وبانياس القديمة والسوق والكورنيش وحي القصور هذا الأخير الذي يشكل نقطة الاهتمام الأولى للنظام بحكم أن سكانه متنوعون ويقطنه الكثير من الضباط والعاملين بمصفاة بانياس أو المحطة الحرارية وهما من أكبر الشركات العامة في الساحل السوري بشكل عام.

ونتيجة لهذا الوضع الأمني المرعب والتواجد العسكري الواضح في كل زاوية من زوايا المدينة وعزلها من المداخل الثلاثة إضافة إلى البحر يبدو عمل الناشط أو أفراد الجيش الحر من أصعبات المهمات، إلا أن ذلك لا يلغي أبداً قيام شرائح الثورة بمدنييها وعسكرييها بالكثير من النشاطات التي تعتم عليها الأجهزة الأمنية كثيراً كان من أهمها منذ أشهر قليلة اختطاف أحد أكبر الضباط والرتب الأمنية في المنطقة الساحلية والذي كان قد تسلم رئاسة فرع الأمن العسكري في المدينة وكانت له يد سوداء في تطبيق سياسة النظام في المنطقة، وبعد عملية الاختطاف تلك حاولت الجهات الأمنية التحري أو التوصل إلى خاطفيه دون أية جدوى فلجأت كالعادة إلى الاعتقال العشوائي والتنكيل بالأسر واختطاف النساء.

*عقاب صقر وضباط إسرائيليون!
يقول الناشط "أبو مراد": بانياس من أكثر المدن السورية تعرضاً لحملات الاعتقالات حيث تقوم الدوريات الأمنية المكثفة باقتحامات يومية واعتقالات متكررة بأعذار مختلقة وآنية فالعبوات الناسفة التي يتم تفكيكها بشكل شبه يومي في محيط بانياس دون أن يراها أو يسمع بها أحد ما هي إلا مبررات بسيطة يقتحم فيها الأمن هذا الحي.

بينما يرى ابراهيم أحد سكان المدينة أن بانياس تكاد تخلو من الفئة العمرية المتراوحة ما بين 18 و45 ما يعني أن أغلبية الأسر الآن بحاجة إلى مصدر إعالة في ظل اعتقال الشباب وتوقف الأسواق والحرف عن العمل.
بينما يسخر أحد أصحاب المقاهي من النظام رداً على سؤال حول زوار المقهى هذه الأيام "من يوم اللي سهر عندي عقاب صقر والضباط الإسرائيليين ما عاد حدا زارني"...

بكر هلال - بانياس - زمان الوصل - خاص
(117)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي