"زمان الوصل" تكشف حالة "جهاد" جديدة... "مقاتلون رُحل" كل يومٍ في كتيبة

كما العادة تضج الطبيعة الغناء في جبال اللاذقية وريف إدلب بالحياة العسكرية الخشنة وتحكي قصص المقاتلين قصصاً فريدة تبدي ملامح غريبة أوطريفة.
وإنه لا يخفى على أحد وجود تنظيمات عسكرية لا تنتمي إلى مجلس عسكري أو تنظيم سياسي، وكان المثال الأوضح والأبرز هو التشكيلات الإسلامية بكل أنواعها وأشكالها وبالأخص تلك التي ليس لها ارتباط بجناح سياسي.
ولكن الخافي على الكثيرين هو تلك الحالة الفريدة من نوعها والتي عاينتها "زمان الوصل" بشكل مباشر من خلال لقاء فريد من نوعه مع أحد المقاتلين اعتقدت في البداية أنه يتبع لجناح إسلامي، ولكنه في حقيقة الأمر مجاهدٌ بلا عنوان أو هوية تنظيمية، حرٌّ لا يقيده شيء سوى انتهاء ذخيرة سلاحه الفردي.
*قتال دون تعقيد
يروي المقاتل أبو أكرم في جبل الأكراد قصته مع الجهاد المستقل، فهو شخص بسيط في معاركه لا يحب تضخيم الأمور وينفر من تعقيدات الخطط العسكرية، يعبئ سلاحه الفردي في كل صباح وينطلق على دراجته النارية خلال الطرق الضيقة يزور الكتائب المقاتلة من دون أي حدود أو قيود ليسأل في كل مرة عن معركة قريبة "يتشرف بالمشاركة فيها" حسب تعبيره.
يترك أبو أكرم كل شيء إلا الأوامر فهو ملتزم بها أكثر من المخططين أنفسهم، يأخذ الأوامر من الكتيبة التي ستتوجه للمعركة فيحمل سلاحه وينطلق آخذاً الوجهة التي طُلبَ منه التواجد فيها ليشارك كأي مقاتل من مقاتليها، هذا ولا ينتمي لأي تنظيم، لأنه متعدد الانتماءات طالما تعددت المعارك، وكل ما يأمله من غنائم المعركة هو ذخيرة تكفيه للمعركة القادمة.
*مقاتل كل يوم في كتيبة
يقبل أبو أكرم بالأوامر العسكرية والخطط الموضوعة للمعركة كما يؤدي دوره المطلوب منه على أكمل وجه من دون أي تلكؤ مع أنه لا ينتمي لتنظيم عسكري بعينه، فهو يعتبر تلك الأوامر ملزمة له طالما قبل بالخطة الموضوعة من قبل الكتيبة المهاجمة.
*ظاهرة جديدة
يعود أبو أكرم في كل مساء إلى بيته ليجمع شمل العائلة من جديد، وعندما ينام أطفاله يعود لتذخير سلاحه استعداداً ليوم جديد قد يكون حافلاً بالمعارك.
هذا ويؤكد قادة الكتائب المحليون في جبل الأكراد تعدد الحالات المشابهة لحالة أبو أكرم، لتكون ظاهرة جديدة تظهر بشكل جلي وواضح في ظل الانقسام الحاصل في صف العسكرة الثورية ضمن الساحل السوري وريف إدلب.
رعد اللاذقاني - جبل الأكراد (اللاذقية) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية