أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بريطانيا تنشط على خط ضحايا الاغتصاب في سوريا

أماط تقرير إعلامي اللثام عن اهتمام بريطاني مكثف بضحايا الاغتصاب من السوريات، حيث قامت لندن مؤخرا بإرسال محقّقين اثنين إلى حدود سوريا للمساعدة في تدريب هيئة خيرية محليّة على جمع أدلّة تخص ضحايا الانتهاكات الجنسية، في ظل تزايد أعداد الإناث اللواتي تعرضن لتلك الانتهاكات وحاجتهن لمساعدة طبية وقانونية عاجلة.

ويشكل المحققان المبتعثان جزءا من وحدة يبلغ تعداد أعضائها 70 اختصاصيا، باشرت عملها منذ مدة بإشراف وزارة الخارجية البريطانية، وهي وحدة تركز على العنف الجنسي في سوريا ومناطق نزاع أخرى.
وتشمل مهمة الوحدة معالجة الضحايا وجمع أي أدلة قد تكون لازمة لإجراء أي محاكمات مستقبلا، حسبما نُشر على موقع "ذي ستار" الناطق بالإنجليزية.

وتؤكد الوحدة أنها الأولى نوعها التي تدار من قبل جهاز حكومي، وهي تضم: أطباء، محامين، علماء نفسانيين وقضائيين، جميعهم يبدون مستعدين لمباشرة أعمالهم.

وتقول مجموعات حقوقية مختلفة إن أغلب مرتكبي جرائم الاغتصاب هم من العصابات المؤيّدة للنظام، وأن معظم الاعتداءات تتم في نقاط التفتيش (الحواجز) أو خلال مداهمة البيوت.

لكنّ "من العسير على الضحايا أن يمضوا قدما في شرح ما تعرضوا له، في بلاد تفتتقر إلى نظام عدالة يعتد به"، حسب ضابط الشرطة المتقاعد "نفيل بلاكوود", الذي عاد مؤخرا من منطقة ما على حدود سوريا، بعدما ساعد على تدريب موظّفين ينتمون لمنظمة إغاثة خيرية، رافضا الإفصاح عن موقع التدريب لأسباب الأمنية.
ويتابع الضابط موضحا: ليتوفر لديك شخص يتجاوب معك في مثل هذه الظروف، يجب أن يكون لدى هذا الشخص ثقة بعدالة وشفافية الإجراءات التي سيتم اتباعها.

تكلموا لتدينوا الجناة
تضم الوحدة -التي تقودها بريطانيا- مواطنين كنديين، أحدهما بروك تشيشولم، وهوعالم نفس سريري يستعد للسفر إلى الحدود السورية في غضون شهر تقريبا؛ ليساهم في تقييم حاجات الضحايا.

ويتوقع الطبيب الكندي أنه سيواجه قدرا هائلا من احتياجات الضحايا اللاجئين على الحدود، قياسا إلى تجربة سابقة له مع لاجئين سوريين فروا إلى لندن، حيث وصف وقائع العنف الجنسي التي رواها الضحايا بالمفزعة والرهيبة، معتبرا أن عمله الحالي لا يشكل سوى "قطرة من المحيط"، متمنيا أن تتاح له فرصة العمل على جمع الأدلة والشهادات من داخل سوريا، علّه يسهم في تخفيض مستويات العنف الجنسي، حسب قوله.

الاختصاصية في قضايا الاستغلال الجنسي والمتاجرة بالبشر "لارا كوارترمان" توافق زميلها الكندي، قائلة: "الناس المشاركون في هذا الفريق محترفون ماهرون ويتحلمون الأخطار، كما يؤمنون بما تحاول الوحدة إنجازه".

فيما يرى بعض أعضاء الوحدة أن تقديم خدمات صحية، أكثر سيشجع الضحايا على المضي قدما في البوح بمعاناتهم.

ويعتبر "مايك يونغ" المدير الإقليمي في لجنة الإغاثة الدولية أن "حاجات الضحايا تتجاوز بشكل كبير حجم المتوفر من إمكانات"، مذكرا أن الاغتصاب كان السبب الرئيس لهروب عوائل بأكملها من سوريا.
ويؤكد يونغ أنهم يعاينون من "المصدر الأصلي" النتائج المؤلمة والمأساوية للاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات السوريات، داعيا إلى تمويل أكثر سخاء من المجموعة الدولية، يعطي أولوية لهذه الفئة المسحوقة من السوريين.

ويرى البروفيسور رينو ماندان مدير البرنامج الدولي لحقوق الإنسان في جامعة تورنتو أنه "إذا لم يتكلم ضحايا الاعتداء الجنسي الناجون من الموت فإن فرص تقديم الجناة للعدالة تتضاءل، خصوصا وأن سوريا لم تنضم إلى ميثاق محكمة الجنايات الدولية".

ومن المرتقب أن تستضيف جامعة تورنتو بكندا مؤتمرا عن العنف الجنسي بسوريا في الثامن من فبراير/شباط الجاري.

زمان الوصل - خاص
(68)    هل أعجبتك المقالة (69)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي