"ألسن النظام" في الأردن تفتح النار على اللاجئين وتمجد "الشبيحات"

دأبت مواقع الكترونية أردنية بعضها محسوب على النظام السوري منذ أشهر على الإساءة للاجئين السوريين في الأردن من خلال تقارير ملفقة وأخبار لا أساس لها من الصحة بحسب نشطاء، فتضخم بعض الحالات الاستثنائية التي لا تخلو منها مدينة "أفلاطون الفاضلة" لتبدو وكأنها ظواهر، بأسلوب تعميمي يفتقر إلى الدقة والموضوعية وهي من أبسط معايير العمل الصحفي، وإتاحة المجال لجمهور القراء الأردنيين الذين يقرؤون هذه الإساءات ليضيفوا إليها أقذع العبارات العنصرية والتعليقات المزاجية الفجة، ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن سفيرالنظام السوري في عمان بهجت سليمان كان يحاول قبل فراره من الأردن استمالة بعض الصحفيين والمواقع الإلكترونية للوقوف إلى جانب نظامه عبر اختلاق الأخبار وفبركة التقارير التي تحاول إيهام الجميع بأن كفة المعركة تميل لصالح النظام السوري.
*بين حرائر اللجوء و فدائيات الأسد
موقع ( الوقائع الإخبارية)المعروف بتأييده للنظام السوري نشر قبل أيام تقريراً عن الغارديان البريطانية يدعي فيه كاتبه أنه دخل إلى مخيم الزعتري والتقى فتيات قلن له إنهن تحولن إلى سلعة تباع وتشترى والمشكلة ليس في نقل المادة من صحيفة غربية لها حساباتها المعروفة عادة، ولكن في اختيار ( الوقائع الاخبارية ) الذي اتخذ شعار"المصداقية والحيادية والدقة والموضوعية" لعنوان نافر المقصود منه الإساءة لشرف وضمير كل مواطن سوري وعربي ومسلم "لقاءات الزبائن بالفتيات السوريات بمخيم اللاجئين مقابل 50 دينار للساعة و100 في حال فقدان العذرية"وعلى طريقة تصدير الأزمة يسكت هذا الموقع مثل غيره من بعض مواقع (النشامى) عن مسألة المومسات والدعارة التي تعتبر في الأردن من الملفات المسكوت عنها، وخير دليل برنامج " تقصي الحقائق الذي صورته قناة الـ bbc وتناول مسألة الدعارة والمومسات في عمان، حيث أثار البرنامج صدمة في أوساط المجتمع الأردني واستمرت محاولات الضغط حتى قبل يومين من عرضه فعلاً.
وفي الوقت الذي جهدت مواقع إخبارية أردنية لإظهار زوجات الشبيحة قتلة الأطفال في حمص على أنهن" ماجدات باسلات فدائيات" يدافعن عن حمى الوطن " - كما جاء في تقرير وكالة الاأباء الفرنسية- تسعى هذه المواقع لإثارة هذا الموضوع الذي يجرح شعورالسوريين وإظهار الفتيات والأرامل السوريات اللواتي هربن من جحيم الموت و كأنهن بائعات هوى وسبايا لا حرائر، فأي توقيت ومقارنة هذه.
*تعليق أردني "نظيف جداً!"
"كثرة الترحاب بتجيب الضيف الوسخ "عبارة كتبها شخص أردني تعليقاً على تقريرنشرته ( الوقائع الاخبارية ) يدعو إلى ترحيل اللاجئين السوريين من وسط مدينة المفرق لأنهم تحولوا إلى مصدر إزعاج لأهل المدينة، وجاء في التقرير المذكور أن أغلب اللاجئين السوريين الذين دخلوا بعد الأحداث في سورية من أصحاب السوابق والبعض الآخر يمارس التسول، وحتى تراكم النفايات في كل مكان من المحافظة يعزوه الموقع "الحيادي الموضوعي" إلى تواجد أكثر من 25 ألف سوري، والأخطاء الكبرى التي لا "تغتفر" في بلد مثل الأردن يحمّلها الموقع المذكور للسوريين"معظم السوريين من ذوي السوابق فقبل أيام تم توقيف اثنين بتهمة إطالة اللسان على جلالة الملك إضافة الى سوء معاملتهم لأبناء الوطن".
وسوء النية لدى الموقع المذكور حاضر دائماً وبالذات اذا تعلق الأمر باللاجئين السوريين ولنقرأ هذه الصياغة الركيكة الشبيهة بترجمة " غوغل " مصدر أمني أكد أن هناك متابعة من خلال أفراد البحث الجنائي علماً أنه لغاية الآن لم يسجل أي قضية مخلة بالآداب".
مواقع إلكترونية أردنية أخرى تغاضت عما يعانيه اللاجئون السوريون من مشاكل السكن والعمل والاعتداءات عليهم من قبل الأردنيين وعمليات النصب وسرقة التبرعات والإعانات الخاصة بالسوريين في الجمعيات الخيرية وإهمال الجرحى وموت الأطفال من البرد في الزعتري واهتمت هذه المواقع بقصص وحكايات تافهة من مثل (لاجئة سورية تطالب بكريمات ضد أشعة الشمس) و( لاجئة سورية تشتكي من كثرة اللحوم والدجاج في مخيم الزعتري) في محاولة لتكريس صورة سلبية لأغلبية اللاجئين الذين لا همّ لهم إلا الكماليات، ربما لتمرير صورة تُظهرالاهتمام بالسوريين وتحويل الصيت السيء من المخيم (المعتقل) إلى لاجئين طُردوا من بلادهم بتهمة المطالبة بالحرية والكرامة،ليجدوا من يمتهن كرامتهم ويعتدي على حريتهم في البلد الشقيق!
*إرهاب في الزعتري!
صحيفة أخبار البلد الالكترونية التي "ترصد الخبر كما حدث" على طريقة " ميادين " غسان بن جدو- الواقعية جداً - هذه الصحيفة من جهتها " تؤاجر" بجنازة السوريين وتتهم اللاجئين منهم في مخيم الزعتري بالإرهاب، فتحت عنوان
( السعودية وقطر تستغلان مخيمات اللاجئين السوريين لإيواء الإرهابيين ) ترى أخبار البلد أن مخيمات اللاجئين في الأردن تحولت إلى مأوى للإرهاب بين الذين يقيمون فيها لفترات محدودة إلى حين تهريبهم داخل الأراضي السورية، وذكر الموقع الذي لا يمتلك أي دليل على ما يقول إن "مواد متفجرة وأجهزة اتصال يجري تهريبها عبر ما يسمى بالمساعدات الخيرية" وأن حاملي شنط ممن يتبعون السعودية وقطر يقيمون في المخيمات مهمتهم تسليم مصاريف ورواتب لـ " معارضين للشعب السوري " ( لاحظ هذا التعبير ) وغاب عن ذهن كاتب هذا التقرير المفبرك أن مخيم الزعتري عبارة عن نسخة معربة من معسكر غوانتانامو سيء الصيت وأن حواس الأمن العام الأردني كلها فيه.
*الشيخ الأردني وهيفاء وهبي !
يوسف المومني شيخ أردني استهزأ بالسوريين في مقالة له بعنوان (ضيعة ضايعة أردنية) نُشر في موقع "عجلون الإلكتروني" وقال فيهم ما لم يقله الإمام مالك في الخمرة "بدأ المومني الذي نشر الموقع صورته بالحجم الكبير خلف الكعبة المشرفة مقالته بالقول : " تسويق دعارة -مخدرات بأنواعها-اعتداء جسدي لصوصية ونصب" هذه هي العناوين الرئيسية للحياة اليومية الواقعية التي يمارسها اللاجئون السوريون في (ضيعة ضايعة) الأردنية هذه المرة وربما كل بقعة جغرافية وطئها هؤلاء الذين "ضبيناهم"-انتبه إلى هذه اللفظة من شيخ من كثرة معرفته بالصحابة صلى على عنترة- وإمعاناً في التدليس والخوض في أعراض السوريين يختم العلامة الفهامة داعية الخيروالتسامح الممنوع من الخطابة في مساجد الأردن لسلاطة لسانه قائلاً: " لا ينطبق هذا الكلام على جميع اللاجئين السوريين ولكنه ينطبق على 90 % منهم " والغريب في الأمر أن الموقع المذكور يقدم باسم "الكاتب الشيخ" ولكن عند البحث عن اسمه في غوغل عثرنا على مقالات لهذا الشيخ (المودرن جداً) يتحدث فيها عن لاعبي الفيفا " و" تفصيل مقاسات للسيدات " و " حكومة بالمايوه " و " هيفاء وهبي أوضح منكم " و نترك للقارئ الحكم على هذا النوع من رجال الدين.
فارس الرفاعي - عمان (الأردن) - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية