نازحو السويداء... فوق الثلج عصة قبر وخيمة "كفن"

"فوق الموتة عصة قبر"هذه هي حال بعض النازحيين داخل المناطق السورية الآمنة، فهؤلاء الذين هربوا بأولادهم من القصف ومدافع النظام بحثاً عن قليل من الأمان، لم ترحمهم هذه المرة العاصفة الثلجية التي تجتاح سورية منذ أيام، والتي تعتبر نادرة من نوعها حسب مراقبين حيث وصلت سماكة الثلوج في العاصمة دمشق إلى 15 سم.

ليلة القبض عى الخيمة

ولعل ما حدث مع النازحين في مدينة السويداء يمثل جزءاً من الوضع المأساوي الذي يعيشه النازح السوري بشكل عام سواء داخل سورية أو خارجها، فالسويداء وما يتبع لها من مناطق والتي تضم حوالي 10 آلاف نازح من مختلف المحافظات السورية، أمضوا بحسب أحد الناشطين ليلة صعبة ومضنية أمس الأول وخاصة أولئك الذين ينامون في الخيام بعد أن ضاقت فيه الأماكن.

وأوضح الناشط أن الخيام والتي يتراوح عددها بين 80 إلى 100 خيمة موزعة في الفناء، هبطت أمس الأول الخميس على رؤوس أصحابها من أطفال ونساء ورجال، مبيناً أنهم ناشدوا كناشطين الأهالي والمجتمع الأهلي في محافظة السويداء وجاراتها، لتقديم ما يمكن تقديمه لأولئك العائلات، حيث تم إيواء بعضهم في المدارس، بينما فتح بعض الأهالي منازلهم لآخرين، وقدمت الأقبية الفارغة لإيواء ما يمكن من العائلات النازحة ريثما يتم تسوية أمورهم وإيجاد أماكن أخرى لهم.

ليست المعاناة الوحيدة

وتابع الناشط أن الأوضاع السيئة التي عاشها النازحون لم تكن معاناتهم الوحيدة، إنما هم يعانون ومنذ بدء فصل الشتاء من البرد بسبب الأحوال الجوية القاسية التي تمر على البلاد مع الصعوبة في تأمين التدفئة لهم، لافتاً إلى أن وضع النازحين داخل سورية ليس بأفضل من أوضاع النازحين في المخيمات خارج سورية، وناشد الناشط المنظمات الدولية لتقديم ما يمكن تقديمه لتلك العائلات التي يجد الناشطون صعوبة في تأمين الأغذية ووسائل التدفئة لهم مع ازدياد أعدادهم خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير.

ويذكر أن السوريين بشكل عام يعانون هذا الشتاء من صعوبة في تأمين مادة المازوت للتدفئة، والتي ترافقت مع انقطاعات كبيرة للتيار الكهربائي حتى في قلب العاصمة دمشق.