أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"شحط" زوجة الشهيد من شعرها... الطفل الأصم مارسيل وحيداً بين الدمار في دوما

لأن ابنها البكر انشق واختبأ في حارات دوما، كانت أم مجد -والدة الطفل مارسيل- وزوجة الشهيد محمد، تتعاطف مع بعض جنود حواجز دوما، لأنهم، وفق ما كانت تقول لجارتها أم محمد "يريدون الانشقاق لكن ظروفهم صعبة"..وتحكي الجارة أم أحمد، تفاصيل قصة أرملة الشهيد أم مجد، مشيرةً إلى أنها كانت تشفق على بعض الجنود وتأتيهم بالطعام، متجاهلةً تحذير الجميع من التورط معم، غير أن أم مجد كانت تريد اللعب على الوتر الإنساني للجنود، حتى أنها أخذت أرقام بعضهم، كي يتصلوا بها إن أرادوا الطعام، وهي بدورها تتصل بهم إن علق ابنها الأوسط فراس على أحد حواجز دوما، وتبعد الشكوك عن ابنها المنشق مجد.. وتتابع أم أحمد: بعد فترة اتصل بها أحد العساكر، وأخبرها بأنه يريد الانشقاق، وطلب مساعدتها في تأمينه.

وقع في فخ هاتفه
من المؤكد أن الفخ الذي وقع به، الجندي الراغب بالانشقاق هو الإفصاح بسره على الهاتف، حيث تم تتبع اتصالاته وأم مجد، خاصة أن الضابط قائد الحاجز ترك له حرية التحرك والتكلم على الهاتف، ليحكم حياكة كمينه، وبحسب ما كانت أم مجد تحكي لجارتها، فإن زوجة الشهيد اتفقت مع الجندي على إرسال ابنها فراس، بصحبة جنود من الجيش الحر لتأمين هروبه، وإخفائه بعد ذلك مع ابنها المنشق "مجد".

الصمم نعمة أحياناً
اجتمع الجيران على النوافذ، عندما اقتحم الأمن الحارة، وهم يجرون فراس ويضربونه، ليدلهم على منزله، "كسروا الباب وصاروا يندهون عليها بكلمات وشتائم أبكت فراس" تقول أم أحمد.

وتبيّن أم أحمد أنَّ جارتها أُخرجت بالقوة من المنزل، بطريقة مهينة جداً وبحسب تعبير أم أحمد تم"شحط" زوجة الشهيد من شعرها في الحارة، لأنهم لم يسمحوا لها بارتداء حجابها.

وما إن تأكدت أم أحمد من خلوّ الحارة من الأمن، حتى دخلت إلى منزل أم مجد، لتجد الطفل مارسيل نائماً دون أن يعلم بما حدث، ورغم أنها بكت عندما شاهدته ينام بسكون، إلا أنها شكرت الله لأنه أصم ولم يسمع أصوات بكاء ونحيب أمه وأخيه.

تصف أم أحمد، لحظات التردد والوجع التي مرت بها، قبيل إيقاظ الطفل، تقول: لم أعرف ماذا أفعل.. أأتركه يكمل نومه؟ أم أوقظه وأخبره؟..

عائلته الجديدة
وأخيراً قررت أم أحمد ترك مارسيل يُكمل نومه، من يدري؟ فقد تكون آخر مرة ينام بطريقة هنيئة. وتحكي أنها بقيت بجواره، إلى أن استيقظ، وبدأ يبحث عن والدته، وتضيف: كان تواصلي مع مارسيل سهلاً، نظراً لمعرفتي به منذ ولادته واعتيادي على التعامل مع صممه، إلا أنني في تلك اللحظات فقدت قدرتي على التحدث معه بلغة الإشارة، وأخيراً قالت له بأن أمه وأخاه ذهبا للعيش مع أخيه مجد ريثما تهدأ الأمور، وتركاه للعيش معها.. "ألست تحب اللعب مع أولادي"؟ سألت أم أحمد مارسيل ففاضت عيناه بالدموع وهو يحرك رأسه موافقاً.
يعيش اليوم مارسيل مع عائلة أم أحمد، في أحد حارات دمشق القديمة، بعد أن هربوا من دوما،وهم لا يعلمون شيئاً عن عائلة الطفل.

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (61)

الحارث

2013-01-03

حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم .....العرب ويحكم والله لم نرى ونسمع ان هنالك اجرام اكثر من هذا ولكننا راينا حكاماً ....يعتلون عروش اعظم الامم حسبنا الله ونعم الوكيل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي