أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شهادات مباشرة.... سوريون يقيدون إلى أسرّتهم في الأردن والذنب "المرض واللجوء"

استطاعت "زمان الوصل" الدخول إلى عدة مشافي في الأردن، ولقاء جرحى يتم علاجهم وهم مقيدون إلى أسرّتهم...

تحولت قيود الجرحى السوريين في مشافي الأردن إلى ما يشبه سهام الشقيق في ظهر أخيه وباتت سيرة لكل جريج وذويه وسط غياب المنظمات الحقوقية والقانونية وحتى الإعلامية عن مداواة الجرح النازف يومياً.روايات لم تجد صدى يذكر، واستمرت القيود في معاصم الثوار الجرحى بعد وصولهم من الأراضي السورية وخروجهم من مخيم الزعتري ذائع الصيت لاستكمال رحلة العلاج وإذ بالقيود الحديدية تكبل أيديهم بالأسرّة التي يعالجون عليها صورة بدت أشبه بمعاناة كل سوري في يومياته مع الثورة فلا الصديق وقف إلى جانب الثورة ولا الشقيق استفاق من سباته.

ظلم ذوي القربى
ففي مستشفى عمان الإسلامي أو الرمثا أو الملك عبدالله وغيرها الصورة واحدة، قلّة من الجرحى استطعنا أن نأخذ منه حديثاً خوفاً من "ظلم ذوي القربى" وغياب أية حقوق لجريح سوري وصل لإكمال علاجه من شظايا النيران الأسدية.

يقول أمجد عبيس لـ"زمان الوصل" وهو الاسم المستعار لجريح ما زالت يداه مكبلتين بالقيود في أحد المشافي :" الصورة أصدق أنباء من الروايات فليأتِ الإعلام ويصور ويسمع آهات الجرحى من ألم الجراح وألم القيود".

على أن للجهات الرسمية الأردنية رأياً فيما يحدث، إذ سبق أن صرّحت بعض مصادر المستشفى الإسلامي أن لا علاقة لهم بذلك وتقتصر مهمتهم على تقديم العلاج وهذه القيود هي إجراءات احترازية يضعها الأمن العام الأردني تحسباً من احتمالات هروب الجرحى إلى خارج المشافي وهم بوضع غير مكفولين - الكفالة مطلوبة لكل سوري يدخل مخيم الزعتري للخروج منه -.

وللتدليل على صدق إجراءاتها تعمد الأجهزة الأمنية الأردنية للإشارة بين الفينة والأخرى إلى بعض حالات هروب الجرحى من المشافي، لكنها سرعان ما تستطيع الوصول إلى أماكن إقامتهم وإعادتهم إلى مخيم الزعتري.

ويروي عبيس إنه قام بمثل هذا الفعل جرّاء قلة الإهتمام من الكوادر الطبية في المشفى، فغادرها بشكل غير قانوني وصولاً لبيت أحد أقاربه حيث استمر بمعالجة نفسه من خلال إحدى اللجان الطبية السورية المنتشرة في محافظتي إربد شمالاً والعاصمة عمان، وتعمل على خدمة الجريح السوري دون النظر إلى تفاصيل حاله وشرعية خروجه من المشفى.

ويضيف الشاب الثلاثيني أن الأمن العام الأردني توصل لمكان إقامته، وسرعان ما أعاده للزعتري وتلقى العلاج في خيم المشفى المغربي لكنه أيضا تم تحويله إلى مشفى الملك عبدالله لتعود القيود إلى يديه التي حملت بندقية الدفاع عن أهله ووطنه تكبّله وتزيد من معاناته.

إغاثة أهلية محلية
على أن معاناة الجرحى السوريين لا تقتصر على قيود وضعت في المعاصم، إذ شهدت العاصمة عمان وفي المشفى الإسلامي خلال الشهر المنصرم الحدث الأكثر صدمة للجرحى وللرأي العام تمثلت بإخراج جميع الجرحى من أروقة المشفى وأقسامها وإعادتهم إلى مخيم الزعتري بعد أن تأخرت إحدى الجمعيات الخليجية عن تسديد الفواتير المالية المتوجبة الدفع، لكن مصادر بالمشفى قالت لـ"زمان الوصل" إن الأمور اليوم أفضل، إذ تمت التسوية وأعيد الجرحى بعد أيام إلى المشفى ويقدم لهم العلاج وبررت المصادر ان لا طاقة للمشفى بتقديم العلاج المكلف دون جهة تقوم بتحمل التكاليف.

وفي محاولة للتخفيف من معاناة الجرحى السوريين وظروف علاجهم أنشأ مجموعة من الداعمين والمتبرعين من أبناء سورية بعد حملة سميت "أغيثوا جرحانا في الأردن" أنشأوا حديثاً مشفى إربد التخصصي (رعاية)".

ويشير رئيس اللجنة الطبية في المركز الدكتور هشام الديري إلى أنه تم التعاقد مع مشفى إربد التخصصي لاستقبال الحالات الحرجة للجرحى السوريين واستثمار المركز الطبي التخصصي واستئجار دار للاستشفاء، مضيفاً أن "رعاية" عملت على أن تكون هذه المشاريع الثلاث مكملة لبعضها البعض.

مركز لعلاج أبطال سوريا
و أوضح رئيس اللجنة أن مشفى إربد التخصصي يقوم باستقبال الجرحى السوريين من الحالات الصعبة، والتي تحتاج لعمليات خاصة ومتابعة دقيقة لافتاً إلى أنه في حال عدم توفر بعض العمليات للحالات الأصعب فإن اللجنة سوف تقوم بنقل الجرحى إلى مشافٍ أخرى تتوفر فيها مثل هذه الخدمات وعلى نفقتها الخاصة.

وفي ما يخص مشروع المركز الطبي التخصصي أضاف رئيس اللجنة أن المركز القريب من مشفى إربد التخصصي جاء لتخفيف الضغط ولاستيعاب الجرحى والمرضى الذين لا تتطلب حالاتهم دخول المشفى أوالمبيت بها مشيراً إلى أن المركز يضم أجهزة طبية متطورة وعدة أقسام، وهي قسم لتركيب الأطراف الصناعية وقسم للمعينات السمعية وقسم للمعالجة الفيزيائية وعدة عيادات وهي العيادة الباطنية والنسائية والجراحية والأطفال والسنية بالإضافة لوجود صيدلية. 

ونأى رئيس المركز الطبي بنفسه عن الحديث عن تقييد الجرحى السوريين مكتفياً بالإشارة إلى أنه يرفض ذلك وكل القيم الإنسانية ترفض أيضاً، وليس هناك سابقه من هذا القبيل مؤكداً أن مركزهم "يقدم العلاج والترحاب لأبطال سوريا".

قصص الجرحى
لكل جريح حكاية تقترب أو تفترق في الزمان أو المكان فارض سورية بكل من فيها باتت اهدافاً للقوات الأسدية تصيب وتقتل وتعدم غالباً من تشتبه بهم.

هنا يتحدث الطبيب محمد العبدالله أن الجريح السوري لا يصل إلى الأراضي السورية إلا بعد رحلة معاناة طويلة تبدأ من لحظات إصابته بالقذائف أو الشظايا، ليتم نقله وتقديم إسعافات أولية في المشافي الميدانية التي جُهزت على وجه السرعة دون أطباء أخصائيين وتجهيزات فنية غالباً ما يتم إخفاؤها عن أعين القوات الأمنية لتجنب مداهمتها واعتقال من بها من مرضى وكوادر طبية، مضيفاً أن عجز الكوادر الموجودة عن معالجة الجريح تقتضي نقلهم إلى الأردن، وبالتالي مرورهم عبر طرق ترابية وجبلية بوسائل النقل المتاحة كالجرارات الزراعية أو السيارات وصولاً إلى حمل الجريح لمسافات طويلة على الأكتاف من قبل عناصر الجيش الحر وتسليمه للسلطات الأردنية التي تتابع علاجه.

العبدالله يقول إنه سمع روايات صعبه لحال الجريح السوري في الأردن بدءاً من رحلة العلاج في الزعتري وصولاً إلى خروجه من المشافي وغياب من يتكفل برحلة علاجه التي قد تستغرق شهوراً وربما سنوات، لكنه يسارع بالجزم لعدم جواز تكبيل الجريح بغض النظر عن المبررات الأمنية أيا تكن، إذ يمكن استبدال القيود بإجراءات أخرى تتمثل بزيادة عدد العناصر الشرطية المسؤولة عن حراستهم.

وتتنوع إصابات الجرحى السوريين منهم مصاب بجروح، وآخر بينهم يتكئ على عكازات بعد أن تركت الرصاصة كسراً مفتوحاً في ساقه اليسرى. وآخر أصيب بطلق ناري في وجهه، ففقد عينه اليمنى وأصبح يعاني من كسور متعددة في الفك العلوي، وبالتالي لم يعد قادراً على فتح فمه بطريقة عادية وصور أخرى لأطراف علويّة أو سفلية قد بترت وراح صاحبها يعاني من ألم غيابها ويتعكّز على عصا طبية تساعده أو كرسي متحرك يعينه في الوصول إلى هنا أو هناك.


محمد المقداد - عمان (الأردن) - زمان الوصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (80)

ابو عبدو السوري

2012-12-23

ليش كل .....العرب صارو زلام علينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.


سورى

2012-12-23

.....الله على الاردنين والعرب يلي ما سالو على سورى الايام الجاية والله كريم. ......عليك يا ملك الاردن يا ....الدول.


خالد الخطيب

2012-12-24

ادعو الى نشاط ثوري في الخارج امام السفارات لتوضيح الظلم على شعبنا وهذا دورنا من خرج الى خارج سوريا.


ادم نصر

2012-12-24

اذا افترضنا ان جريح سوري دخل اسرائيل للعلاج هل سيكبل الى السرير كما يفعل الاردنيين ؟؟؟ طبعا لن يفعلوا .. لاحضاره للبدو اعذروهم ..


هو بذاته

2012-12-24

اذا يلي عم يطلع القرارات و يحكم بالاردن وصخ، ما يعني انو كل الاردنين عاطلين. من ايمتى الحكومات و خاصة العريية بتمثل شعوبها؟؟ تذكر كيف اللبنانيين صارو يكرهو كل السوريين من وصاخة يلي شافوهم هنيك مع انو كنا نحنا عايفين حياتنا منون هون!.


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي