أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رشى برائحة المازوت...."المالكي" ينعم بالدفء وبقية العاصمة ترتجف من البرد والقصف

لعل مشكلة تأمين مادة المازوت في سورية باتت من أكثر الأزمات قسوة بالنسبة للسوريين، إلا أن مايزيد من قساوة هذه الأزمة هو إصرار النظام على التعامل معها بطريقة (الخيار والفقوس) كما يقال في اللغة الدارجة، فما ينطبق على منطقة لا ينطبق على أخرى، وكميات المازوت التي يحصل عليها سوري يقطن في منطقة المالكي لايحلم سوري آخر يقطن في ريف دمشق أو حتى في منطقة أخرى بالعاصمة من الحصول على نصفها.

حي اطلب تجد
ولمن لايعلم فإن منطقة المالكي هي المنقطة المحيطة بسكن بشار الأسد حيث أصر النظام دائماً على جعلها مدللة بالنسبة لباقي المناطق في دمشق العاصمة، واستمر في إصراره على بقائها مدللة حتى بعد جملة الأزمات التي تلاحقه وتغرقه يوماً بعد يوم كي يحافظ على محيط هادئ على الأقل، لدرجة أثارت استغراب شريحة من سكان تلك المنطقة، فهم لم يشعروا بأي من الأزمات الحياتية التي تحيط بالسوريين اليوم، وهنا روى أحمد وهو من سكان المالكي و معارض للنظام السوري أن مادة المازوت وعلى الرغم من صعوبة تأمينها بالنسبة للحكومة السورية، - كما تشير حتى الأرقام الرسمية- اكتشف وبعد التجربة أن حصولهم عليها أكثر من بسيط، وتابع أنه ومنذ حوالي الشهر اتصل بمحطة المحروقات ليملاً خزان منزله مسجلاً اسمه وعنوانه، وتوقع أن دوره لن يحين إلا بعد أشهر حسب حجم الأزمة في تأمين المادة، وكم الناس الذين ينتظرون دورهم، إلا أن ما أثار استغرابه بل وذهوله - حسب تعبيره - أن تلقى اتصالاً من موظف الشركة في اليوم التالي، وطلب منه عنوانه التفصيلي حتى يأتي لملء الخزان ، وفعلاً حدث ذلك، وبيّن أحمد أن تعبئة خزانه لم يتطلب منه أكثر من 48 ساعة في وقت تقف الناس في أرياف دمشق أو حتى في وسط العاصمة أسابيع وشهوراً للحصول على كمية أقل بكثير من خزان منزله والذي يتسع إلى 1000 ليتر.

جزيرة الدفء و النور
ولم يخفِ أحمد أن هذه السرعة في تلبية طلبه ربما سيترتب عليه دفع مبلغ كبير لقاء ليتر المازوت، إلا أنه تفاجأ أيضاً عندما طلب منه موظف الشركة أن يدفع حسب تسعيرة الدولة فقط، أي 27 ل.س لليتر المازوت، في وقت يصل سعره إلى أربعة أضعاف في السوق السوداء، مشيراً إلى أن هذه الخدمة السريعة لاتنطبق فقط على المازوت إنما على الكهرباء أيضاً حيث لاقطع لهذا التيار في منطقتهم. 

وخلص أحمد أن تلك السرعة في تأمين حاجته وحاجة سكان منطقته ما هو إلا رشوة من النظام لكسب تأييدهم على اعتبار أنهم من الشريحة الغنية في المجتمع السوري، إلا أن هناك نسبة لابأس بها من هذه الشريحة سواء من سكان المالكي أو غيرها لا تنطلي عليهم ما يقوم به النظام، فهم يرون أن تأمين المواد الأساسية للمواطنين حتى في الأزمات هي أقل من واجبه، فلا منّة له على أبناء الشعب السوري الذي يعيش معاناة كبيرة منذ بداية الثورة.

يذكر أن النظام يعاني ومنذ بداية فصل الشتاء الحالي من أزمة تأمين مادة مازوت ترخي بظلالها على الشعب السوري الذي يقف بطوابير أمام محطات الوقود أو في الشوارع بانتظار صهاريج للحصول على بعض الليترات علّها تدخل دفئاً ولو بسيطاً إلى حياته.

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(66)    هل أعجبتك المقالة (60)

ساميه

2012-12-23

لاموني لما أبكي فقلت ...... على شعبنا الجبار لا ليس خوفاً بكائي فأنا ...... أبكي وكلي إستكبار أخوتي أنتم لستم رجالاً ...... أنتم أسياد الرجال أقسمتم بحب سوريا ...... ستكونوا لها فخار أنتم من سينتصر وسيأتي ..... برأس .... بشار.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي