![]() |
حالة من الشلل التام أصابت شبكة الإنترنت في مصر وبعض دول الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية ، حيث تأثر قطاع الأعمال والشركات بما فيها خدمات الاتصال في مناطق مختلفة من الشرق الاوسط وجنوب آسيا بانقطاع خدمة الانترنت بسبب خلل أصاب كابلين بحريين في البحر المتوسط، مما دفع الى توجيه دعوات للحد من استخدام الانترنت ، الأمر الذي يجعلنا نقول أن مصير الإنترنت في هذه المناطق "أصبح علي كف عفريت" .
تأثر نحو 70 بالمئة من مستخدمي الانترنت في مصر بسبب تعطل خطي كابل بحريين في البحر المتوسط الاربعاء مما ادى كذلك الى انقطاع الاتصالات على بعد الاف الكيلومترات.
ولم يعرف بعد سبب العطل، الا ان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طارق كامل صرح للصحفيين ان خدمة الانترنت ستعود خلال 48 ساعة.
وقال انه مع انقضاء الخميس ستعود الخدمة بنسبة 45 الى 50 بالمئة، ثم سترتفع الى 70 و75 بالمئة خلال 48 ساعة، وان الشركة المصرية للاتِّصالات تعاقدت مع جهات اخرى للتعامل مع هذه الازمة.
ومع انقطاع الخدمة . . بدأت المشاكل
فقد أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية للاتصالات حدوث شلل جزئي بسبب قطع في كابلات الاتصالات البحرية للألياف الضوئية في البحر المتوسط، ووصلت نسبة التعطل في مصر إلى 70 في المائة، كما تأثرت حركة التداول داخل البورصة المصرية.
وقالت الوزارة إن القطع حدث في كابل شركة "فلاج" العالمية وكابل "سيميوي4" اللذين يداران بمعرفة الشركات العالمية بالتنسيق مع الشركة المصرية للاتصالات، ولم يتم بعد تحديد سبب القطع بطريقة نهائية.
وقال الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية إن الفرق الفنية تعمل على إيجاد بدائل في الاتصالات، بما فيها الربط مع أقمار اصطناعية لإنهاء الشلل ، مشيرا إلي أن الوزارة ستقدم تعويضا رمزيا للمشتركين عن الضرر الذي لحق بهم جراء هذا العطل المفاجيء بتقديم شهر مجاني للمشتركين في خدمات الإنترنت سواء المنزلي أو من خلال الشركات التي تقدم خدمة ADSL ، فيما حذّر رفعت هندي خبير الاتصالات من أن إصلاح العطل قد يستغرقوعود مصرية بتعويض المشتركين عن الضرر |
عدة أيام.
وشمل التأثير دولا عربية عدة وإن كانت بدرجات متفاوتة، ومنها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين.
أما دولة الإمارات، ومنذ ساعات الصباح الأولى ليوم الأربعاء الماضي، "غرقت" في ظلام "إلكتروني" تعذر معه دخول مواقع الإنترنت، أو إجراء الاتصالات عبر الشبكة "العنكبوتية."
ومع تقدم ساعات النهار، ظهر الاستغراب واضحاً على وجوه الكثير من العاملين في الشركات المحلية والأجنبية، الذين تابعوا، للمرة الأولى خلال السنوات الماضية، الانهيار السريع لمجموعة كبيرة من الخدمات في بلد عربي يروج لتقدمه التقني ولـ"حكومته الإلكترونية" التي ينظم عبرها تقديماته.
أما شركة "طيران الإمارات" فإن رحلاتها لم تتأثر بهذا العطل ، وتحول الاستغراب إلى قلق، خاصة لدى الذين كانوا على أهبة الاستعداد للسفر، إذ سادت شائعات حول احتمال أن تشهد الرحلات إعادة جدولة لأسباب تقنية، ولدى المتعاملين في أسواق المال وأصحاب التحويلات المالية الإلكترونية الذين يخشون أن تتبخر ثرواتهم بفعل تعطل "كبسة الزر."
وبالعودة إلى الوضع في المطار، نفى أحد المسئولين بالشركة أن يكون هناك أي تأثير للوضع الحالي لشبكة الانترنت على مواعيد الرحلات المقررة ، حيث لم تتأثر رحلاتها بالوضع الحالي، والمواعيد ستظل قائمة كما هي.
أما بالنسبة لقطاع الأعمال، الذي يشهد يومياً تبادل المليارات عبر وسائط إلكترونية، فقد عانى بدوره جراء الوضع الحالي، وأكد أحد المسئولين بشركة "إعمار" للوساطة المالية أن "الصدفة" ساعدت في حصر آثار الأزمة بسبب تراجع التداولات خلال جلسة الأربعاء الماضي.
اما شركة الاتصالات السعودية فقد اعلنت خسارة اكثر من 50 بالمئة من خطوطها الدولية، وقالت انها لا تعلم متى ستعود الخدمة الى طبيعتها .
وقالت قطر إن 40 بالمئة من خدمات الانترنت فيها تاثرت، الا ان خطوط الهواتف الدولية لا تزال تعمل بشكل طبيعي.
وفي مسقط ، اصدرت شركة عمانتل بيانا قالت فيه انها اعادت 76 بالمئة من خدمات الانترنت الخميس، فيما قالت الحكومة الكويتية ان الظروف الجوية وحركة المرور البحرية ادت الى عطل الكابلين مما اثر على معظم المنطقة.
وعانت سريلانكا كذلك من انخفاض في جودة الاتصالات، حسب شركة سريلانكا تلكوم، اكبر مزود لخدمات الانترنت في البلاد.
وفي الهند تعطل قطاع التعاقد الخارجي الذي يعتمد على الانترنت حيث قالت الشركات العاملة في هذا القطاع ان عودة العمل الى طبيعته سيستغرق 15 يوماً.
وتبلغ قيمة قطاع التعاقد الخارجي في الهند 11 مليار دولار، ويعمل فيه 700 ألف موظف لحساب شركات تقدم خدمات من بينها الاجابة على اسئلة العملاء، وتحليل اسواق الاسهم لحساب شركات عالمية.
وعود كثيرة وتصريحات متضاربة
ذكرت شركة "فلاج تيليكوم" أن إحدى سفن الصيانة توجهت إلى موقع الكابل الأول، مقابل مدينة الإسكندرية المصرية، على أن تبلغ موقع العطل بحلول الثلاثاء المقبل، فيما ستستغرق أعمال التصليح قرابة أسبوع.
وأضافت أن سفينة أخرى توجهت نحو الكابل الثاني الموجود في نقطة تقع شمال شرقي إمارة دبي، وذلك في أول إشارة إلى وجود عطل في ذلك الكابل، إذ كان يعتقد أن الأعطال جميعها تتركز في منطقة البحر المتوسط.
ولم تكشف الشركة عن الموعد المحتمل لبلوغ السفينة الكابل المجاور لدبي، واكتفت بالإشارة إلى أن ذلك سيتم خلال "الأيام المقبلة" كما لم تحدد الفترة التي ستستغرقها عمليات الإصلاح، أو طبيعة الأعطال، واكتفت بالقول إن عطل البحر المتوسط رصد في 30 يناير الماضي، فيما رصد عطل دبي في الأول من فبراير الجاري.
وكان بوب فليتشر، مدير المبيعات في القسم العالمي لشركة رينيسيس المتخصصة في خدمات مراقبة وحلول الإنترنت حول العالم قال إن إصلاح أي عطل من النوع الذي يتم الحديث عنه في الكابل البحري قد تستغرق أسابيع عديدة، وذلك بسبب التعقيدات التقنية التي تنشأ نتيجة هذه الظروف.
وعدد فليتشر الأسباب التي قد تكون خلف الحادث الحالي، وقال إن زلزالاً قد يسبب مشكلة مماثلة، لكن المنطقة لم تسجل نشاطات مماثلة، مما يرفع احتمال أن يكون الأمر ناجماً عن قيام سفينة بإلقاء مرساتها في قعر البحر أو عن عمليات الصيد.
وقال الخبير التقني إن الهند شهدت في السابق حادثاً مماثلاً، تسببت به عمليات الصيد بالديناميت، فيما تعرضت تايوان لأزمة كبرى جراء الزلزال الذي ضربها قبل عام.، مضيفا: "لا يمكن تحديد موقع العطل سواء بإجراء مسح كامل على طول خط الكابل .
![]() |
الذهول سمة مستخدمي الإنترنت بعد العطل المفاجيء |
وحث فليتشر الدول على تنويع مصادر الاتصال لديها وعدم حصرها بمزود واحد تلافياً لحالات مماثلة، كما استبعد أن يكون في القواعد القانونية الدولية ما قد يكفل تحديد المسؤوليات والتعويض.
من جهته، قال إيرل جيميانسكي، وهو خبير تقني أشرف على إعداد دراسة حول الحالة إن رصد الأمر تم من خلال ملاحظة اختفاء دول بكاملها عن الخارطة التي توضح شكل تدفق الانترنت، وقال إن ما حدث كان من دون شك نتيجة أمر "ضخم" كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر.
واعتبر جيميانسكي أن البدائل الوحيدة المتاحة حالياً تتمثل في استخدام الكابلات المتجهة من شرق قارة آسيا إلى الولايات المتحدة، باعتبار أن استخدام الأقمار الاصطناعية دونه تكلفتها العالية وقدرتها المحدودة على الاستيعاب.
وفي نفس الصدد ، أكدت شركة "دو" التابعة لإمارة دبي للاتصالات أن كل من شركتي كابلي "فلاج" و"سيميوي4" تعملان على تطبيق عملية صيانة خاصة بالحالات الطارئة، إلا أن الشركتين لم توفرا أي جدول زمني لموعد إصلاح العطل، وإن كانت التقديرات الأولية تشير إلى أن إصلاح كابل "فلاج" قد يستغرق أسبوعين.
وإزاء هذا الواقع قالت "دو" إنها بدأت بتطبيق خطة لتحويل خدمة المكالمات الصوتية الدولية الصادرة عبر المسارات البديلة المتوفرة، كما رفعت السعة المخصصة للاتصال بشبكة الإنترنت، إلى مستوى الخدمة المتوفرة في الظروف الطبيعية.
وقالت "دو" أن العطل وقع في الكابلين على بعد 12 كيلومترا شمال الاسكندرية، ما أثر على خدمات الاتصالات الدولية بمنطقة الخليج ومصر والشرق الأوسط والهند.
وأوضحت أن التحريات الأولية أشارت إلى أن الكابلين يبعدان 400 متراً عن بعضهما، وهو ما قد يكون نتج عن جر مرساة إحدى السفن لهما.
وقالت وزارة المواصلات الكويتية بدورها إن بطء عملية الاتصال بخدمة الانترنت في الكويت جاء نتيجة التأثر بانقطاع الكابلين المذكورين.
وتوقع أحد المسئولين الانتهاء من أعمال الإصلاح خلال فترة تمتد من 12 إلى 15 يوما في المنطقة التي تعرضت لها عملية القطع الواقعة قبالة سواحل مدينة الأسكندرية.
وأوضح المسئول أن انقطاع وبطء الاتصال بالانترنت هو خارج عن إرادة الوزارة إلا أنها تبذل كل الجهود حتى تعود خدمات الانترنت إلى طبيعتها السابقة بأسرع وقت مضيفا أن الوزارة على اتصال مباشر مع الجهات الفنية المعنية إقليميا ودوليا.
من جهتها ، أقرت شركة "بتلكو" للاتصالات التي تتخذ من البحرين مقرا لها، أن شركتين من الشركات التي توفر كابلات النقل الدولية لخدماتها، واجهتا الأربعاء مشاكل في بعض كابلاتها التي توصل البحرين بشبكة الانترنت الدولية الأربعاء، لافتة بدورها أن الانقطاع خارج عن إرادتها.
وقالت إن القطع الذي طرأ على كابلات شركتي "فلاج" و"سيميوي4" أدى إلى انخفاض سرعة تصفح المواقع الدولية، مؤكدة أنها لجأت إلى شبكات اتصال أخرى احتياطية، غير أن خدمة الإنترنت المتوفرة ستبقى أقل سرعة من المعتاد.
وأشارت الشركة إلى أن عملية الإصلاح قد تم البدء فيها عن طريق الشركتين، بأمل إعادة الخدمات كاملة قريبا.
ظلام معلوماتي قادم
لعل المدقق للنظر فيما حدث منذ الأزمة الأخيرة المتمثلة في تعطل خدمات الإنترنت ، يعي تماما حجم الخسائر التي تكبدتها الشركات العالمية في بقاع كثيرة من العالم ، ولكن الخسارة المادية لم تكن وحدها ، بل تبعتها خسارة معلوماتية هائلة ، فحجم تدفق المعلومات الذي توقف يجعل الفرد يتأمل الأمر اكثر من مرة ، ليفيق علي حقيقة مفاداها أن الإنترنت أصبح الصديق الوفي الذي لا يمكن الحياة بدونه ، ولعل ما قاله بعض الشباب الذين التقينا بهم بعد تعطل خدمة الإنترنت ، ما يؤكد هذا الكلام
![]() |
مدمنو الإنترنت في العالم أكثر المتضررين |
في البداية يقول د.أحمد ماهر (طبيب أسنان ) " رغم انشغالي الدائم بعملي الا أن متعتي الوحيدة أجدها في تصفح الإنترنت وزيارة المنتديات والتحاور عبر برامج الشات المعروفة ، وعندما تعطل الإنترنت أصابني ذهول كاد يقضي علي ، خصوصا ان ارتباطي بالإنترنت يفوق ارتباطي بأصدقائي في بعض الأحيان ....... "
أما محمد عبد الواحد ( مدير مبيعات ) " انا اعمل كمدير لأحد المنتديات الي جانب عملي الاساسي كمدير للمبيعات ، وبالطبع توقف المنتدي تماما منذ انقطاع الإنترنت ، ولا اعلم ماذا ستخبيء لي الأيام القادمة ؟ "
وتقول انجي مندور ( موظفة ) " بعد هذا العطل ادركت تماما ان الانترنت اصبح جزءا من حياتي لا يمكن الاستغناء عنه ، ولن ابالغ إن قلت انني فقدت التواصل مع اصدقائي بسبب هذا الخلل الذي حدث مؤخرا "
لا يمكن من خلال هذه الآراء السابقة أن نصل لتعميم مطلق ، ولكن يمكن أن نصل لاستنتاج بسيط مفاداه أن الإنترنت أصبح يوصل ما يقارب العشرة ملايين كمبيوتر في أكثر من مائة دولة حول العالم ،و يستخدمه أكثر من (57) مليون شخص يعيشون في أكثر من (150)بلداً في مختلف بقاع العالم ، ومعدل مستخدميه حتى كتابة هذه السطور في ازدياد سريع!!
وبالتالي أي تغيير يطرأ علي جودة هذه الخدمة ، يجعل الأمور تخرج عن مسارها الطبيعي ، ويجعل العالم بأسره يقف عاجزا عن أداء عمله ، خصوصا إذا ارتبط ذلك بسلامة الشبكة .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية