وصلنا الردّ التالي من المكتب الإعلامي لفضيلة المفتي بدر الدين حسون على مقالات وردت في صحيفة زمان الوصل حول ما تناقله العديد من وكالات الأنباء عن قول سماحته - لعن الله من قتل طفلاً أو شخصاً فلسطينيا أو إسرائيلياً أو عراقياً -. وفيما يلي ننشر الردّ دون تغيير أو تصرف: المكتب الإعلامي مفتي سورية: لعن الله من يقتل فلسطينيا أو إسرائيليا أو عراقيا
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه لمن دواعي الأسف الشديد أن تتناقل بعض وكالات الأنباء وبعض الكتّاب الصحفيين ــ ونحن في القرن الحادي والعشرين ــ صورة مّا ، دون تحرّي الدقة فيما يُكتب أو يُنشر وخاصة في عصر الاتصالات الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة ، ولا سيّما إن كانت القضية تمس مشاعر أخواننا في فلسطين .
مقالة "ماذا أبقى المفتي للقضية" وغيرها من المقالات والأنباء ، استدعت منا الرد لتوضيح الحقيقة ، والتذكير بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } الحجرات6
سماحة مفتي سوريا الدكتور أحمد بدر الدين حسون وقف في البرلمان الأوربي مخاطباً أعضاءه للسعي في نشر السلام في العالم مؤكداً قدسية الإنسان ، داعياً إلى نبذ ما يسمى الحروب المقدسة فالحروب لا تكون مقدسة أبداً وإنما السلام هو المقدس الحقيقي.
وقد أكد سماحته أننا إذا أردنا أن يعمّ السلام فعلينا أن نبدأ من أرض السلام (لأن أي طفل فلسطيني أو إسرائيلي أو عراقي يقتل الآن سيحاسبنا الله جميعاً عليه لأن هؤلاء الأطفال هم تمثال صنعه الله في الأرض ونحن هدمنا هذا التمثال فهل نستطيع أن نعيد لهم الحياة ؟! ..)
وهذا الكلام موجود حرفياً على موقع سماحة المفتي في تقرير خاص ومصوّر عن هذه الزيارة كما أن التسجيل الصوتي موجود على الموقع نفسه وعلى الرابط التالي:
http://www.drhassoun.com/news/news_details.php?news_id=607
حيث أن سماحة المفتي لم يذكر ما تناقلته بعض وكالات الأنباء عن قوله "إن أي طفل أو شخص فلسطيني أو اسرائيلي" وهذا إن دل على شي فإنما يدل على الأخطاء التي يقع فيها بعض الإعلاميين ، بقصد أو بدون قصد ، وقد تسبّب عواقب غير محمودة ، فسماحة المفتي دائماً يؤكد على دور الإعلام في نقل الحقائق كما هي بشفافية وموضوعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : ما هو موقف الإعلامي أمام الله تعالى وأمام المجتمع عندما تُشوش بعض العقول بسبب عدم تحريه للحقائق بموضوعية ومصداقية ، والقاعدة السليمة تقول "إن كنت ناقلاً فالصحّة ، وإن كنت مدّعياً فالدليل" و" على مثل الشمس فاشهد"
إن من يقول ماذا أبقى المفتي للقضية عليه أن يعلم أن سماحة المفتي يتبنى منذ عشرات السنين القضية الفلسطينية على أنها القضية الأساسية والأولى في مسيرته ، ويتجسّد ذلك خلال استقباله للوفود الدينية والسياسية والبرلمانية الأوربية وفي المحافل الدولية معتبراً ذلك واجباً دينياً وإنسانياً ووطنياً .
تعقيب المحرر :
لم تقدم زمان الوصل على نشر المقالات المتعلقة بتصريحات المفتي، إلا بعد أن تناقل العشرات من المواقع الإلكترونية والصحف خبر تلك التعليقات، ويستطيع المكتب الإعلامي العودة إلى محركات البحث في الانترنت ليرى بنفسه أن خبر تلك التصريحات قد ملأ المئات من الصحف والمواقع فضلاً عن المنتديات.
تأكيد ..استغراب ودهشة
تريد إدارة زمان الوصل أن تؤكد اليوم، أن كلمات مثل "لعن الله من قتل ...أو شخصاً إسرائيلياً.." غير موجودة البتة في خطاب فضيلة الشيخ، لا في موقعه ولا في موقع البرلمان الأوروبي، لا صوتاً ولا كتابة.
أما استغرابنا فينبع من أن المقال المنشور في زمان الوصل والذي أشار إليه المكتب الإعلامي لسماحة المفتي لا ينسب التصريحات المذكورة أعلاه إلى سماحته، بل يشكك صاحب المادة بأن تكون العبارات قد صدرت عن المفتي بالفعل.
أما دهشتنا، فهي ردة فعل طبيعة على قول المفتي، لنبدأ من أرض السلام" فلسطين وإسرائيل"، إذ ترغب زمان الوصل ومن خلفها آلاف المشردين والمهجرين والثكالى والمثقبة بطونهم والمنطفئة عيونهم أن يعرفوا أين تقع"إسرائيل" هذه.
ونتمنى من المكتب الإعلامي لفضيلة المفتي أن يبعث لنا خارطة "لإسرائيل" علّنا نعرف حدودها فنصنع السلام معها!!.
علاوة على ذلك فقد أثار دهشتنا الفروق الواضحة بين نص الكلمة التي ألقاها سماحة المفتي، وبين التسجيل الصوتي للخطبة، فبينما يقول الشيخ صوتاً" لأن أي طفل فلسطيني أو إسرائيلي أو عراقي يقتل الآن سيحاسبنا الله جميعاً عليه.....". بينما تكون العبارة المكتوبة في موقعه كالأتي" إن أي طفل فلسطيني أو غير فلسطيني.....". وفي الوقت الذي لن ندخل فيه مع فضيلة الشيخ في جدل حول مقارنته أطفال فلسطين بغيرهم. فإننا سنكون وقراءنا في غاية السعادة إذا عرفنا أو فهمنا لماذا لم تكتب الكلمات التي تلفظ بها الشيخ حسون كما هي في موقعه، وما هو السر في تغيير عبارة "طفل إسرائيلي " بعبارة" أو غير فلسطيني".
إن زمان الوصل كمنبر حر قامت بنشر تعقيب المكتب الإعلامي لفضية الشيخ بدر الدين حسون وأبدت رأيها وتترك الحكم الفصل للقارئ الكريم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية