أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الآثار السورية تنهب بالجملة... "فرق" لصوص تسرق موقعين تاريخيين

آثار خربة الكسيجبة - ارشيف

و كأنه لا يكفي سوريا الحاضر ما تعيش من مآسي تدمير النفوس و خراب البيوت، في مشهد يضع المستقبل في خبر الفعل الماضي الناقص (كان)، ليأتي أصحاب الأفعال الناقصة من لصوص الآثار و يٌكملوا حلقة تدمير جغرافيا البلاد بتخريب التاريخ الذي لم تسلم بعض رموزه من القصف، و لنا في قلعتي الحصن و المضيق و السوق الأثري و الجامع الأموي بحلب أمثلة ربما تتكرر مع استمرار هطول القذائف و الصواريخ العمياء. 

يبدو أن الطرفين اقتسما المهمة فما هو ظاهر فوق الأرض تتولى أمره الطائرات والدبابات بالقصف والتدمير وما هو تحت الارض يٌترك للصوص الآثار حفراً و تهريباً . 

و ليس جديداً الحديث عن آثار البلد الموصوف بأنه متحف مفتوح على الهواء الطلق، وهي تتعرض للنهب والسرقة والتعديات العشوائية دون أية محاسبة أو رقيب حتى بمركز المدن مثل دمشق القديمة حيث تجري مخالفات البناء تحت أنظار مديرية الآثار التي لا تجيد سوى الكلام الفارغ، بحسب الباحث في الآثار  شيخموس علي، الذي يقوم بجهود كبيرة لتوثيق نهب الىثار في سوريا.

و في السياق نفسه و كمثال على ما يحدث من سرقات ونهب وحفر سري في مختلف مناطق سوريا أفاد مصدر من السكان أن قرية (خربة الكسيجبة) على الحدود مع تركيا التابعة لبلدة سرمدا، شهدت عمليات من هذا النوع، مشيراً إلى قيام مجموعة من اللصوص موزعة على ثلاث فرق بالحفر في الموقع الأثري بهدف العثور على اللقى ومن ثم تهريبها، وبيعها في السوق السوداء.

و أكد المصدر نفسه أن هؤلاء نقلوا قطعة حجر ضخمة الحجم عليه بعض الزخارف التزيينية، لافتاً إلى أنها حجر بناء موغل بالقدم.

نهب " تل جولمة فوقاني"
و في سياق متصل أشار الباحث شيخموس علي لـ"زمان الوصل" إلى تعرض موقع "تل جولمة فوقاني" الأثري في شمال الحسكة إلى عمليات حفر سري في عدة مناطق من هذا التل الذي يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، و يقع الموقع على بعد 40 كم الى الشمال من مدينة الحسكة و 15 كم إلى الغرب من موقع تل شاغر بازار.

و علمت"زمان الوصل" بأن لصوص الآثار قاموا بعمليات حفر على عمق يصل إلى 2 متر، و كشفوا عن عدد من الجدران و درج حجري، و لا زالت عمليات الحفر مستمرة حتى اللحظة، حيث يعملون خلال النهار على معاينة المناطق التي ينوون حفرها، ليعودوا ليلاً إلى مباشرة الحفر مستفيدين من خلو القرية من السكان.

زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (132)

2012-10-30

الله اكبر .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي