أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدّم السّوري ُّ ......وعالم غافل... صبري مرزا

قد يُبتلى الإنسان فيصبر ، ويرجو الله أن يسوق إليه الفرج ،وقد يكون الهمّ واحدًا فيُرجى الكشف ممّن يملك كشف الهمّ والغمّ ، وقد يطول الليل على العليل فيلهو بعدّ النّجوم آملاً أن تشرق شمس البرء والشّفاء،أمّا في بلدي ، بلد المحبّة والرّحمة فتقول : ولو كان همًّا واحدًّا لاتَقيتُه ، ولكنّه همّ وهمّ وهمُ .


همّ الضّحايا الباحثين عن القبور ، وقد كانوا لتأمين رغيف في طابور ،لإطعام زغب الحواصل تحت خيمة كتّان ، لا تحمي من برد ، ولا تغني من جوع . وهمّ الثّكلى الّتي تعيد ترتيب مواقع أصابع وليد في كفّ فرّقتها قذائف لا يمكن أن يكون قاذفوها من البشر . 

همّ لأهل من العربان غدت هوايتهم إحصاء أرقام ضحايا باحثين عن قبور ، وهمّ طفولة بريئة تنتحب على صدر أمّ تسألها شبيحة إعلامية عن الصّلة بين الأمّ والرّضيع .

هذه بعض عيّنات من هموم وطن مطعون نازف محروق مهدوم ، والطّاعن زاعم الانتماء لهذا الوطن ، والقاتل ظامئ لدم الجار والصّاحب والقريب بالأمس القريب . والحارق يحرق بما قُدّم إليه من سلاح دُفع ثمنه من لقمة منزوعة من أفواه أطفال الوطن .

أمّا الهمّ الأكبر فمختزل في عالم يستمتع بدفقات دماء الضحايا من السّوريين ، بين زاعم بصداقة هذا الشعب المذبوح ، وغيور على حقوق الحيوان حين تفترسه الأسود في غابة البشرية الوحشيّة .

غدا العالم أعمى لايبصر ،غدا العالم أصمّ لا يسمع ، غدا العالم وحشًا لا يشبع من لحم السوريين .

ألا لعنة الله صبّي على عالم يلهو بجراحات وطن لم يعد له في نظر العالم سوى بقعة سوداء في تاريخ البشريّة ،قديمها وحديثها ، حضاريّها ومتخلّفها ، عربها وعجمها ، شرقها وغربها .

اللهمّ نصرك لعبادك المقهورين ، اللهمّ رحمتك لشهدائنا المذبوحين ، اللهمّ فرجك لأسرانا المقهورين ، اللهمّ عليك بأعداء هذه الأمّة فإنّهم لا يعجزونك ، اللهمّ فرّق جمعهم ، اللهمّ شتّت شملهم ، اللهم اجعل كيدهم في تضليل ،اللهمّ أرسل عليهم حجارة من سجيل ، اللهمّ اجعلعم كعصف مأكول وآخر دعوانا ( ما لنا غيرك ياالله ) به بدأنا ، وبه سرنا ، وبه أوصلنا إلى الفتح المبين .

(114)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي