أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حنين شعراء المهجر إلى "العدية"... مــــا حمــــــص الا يـــــد لله

أرسلت "حمص" عاصمة الثورة السورية إلى المهجرين الشمالي والجنوبي نخبة من الشعراء المتميّزين الذين حملوا اسمها ومثّلوا الوطن خير تمثيل، ولم تكف مدينة ابن الوليد في أي زمن من الأزمان عن إنجاب الشعراء العظام، فهي بحقٍّ ولّادة شعرية، ونذكر هنا رأي الشاعر اللبناني جوزيف حرب، حين ألقى أمسية شعرية في العدية عام 2008: "ما من شاعرٍ يستحق أن يكون شاعراً ما لم تعترف به حمص".

الكثيرون سمعوا بنسيب عريضة ومن قبله ديك الجن الحمصي وأغلبنا استرجع أثر وصفي قرنفلي، هذه الأيام، لكن مدينة مثل حمص لم تتوقّف قط عن تخريج شعراء لهم من الشعر ما وصل إلى العالم أجمع في مشارق الأرض ومغاربها، نذكر منهم "ندره حداد" و"ميشال مغربي" و"نصر سمعان" و"نبيه سلامة" و"حسني غراب" و"مدحت غراب" و"موسى الحدّاد" و"دواود قسطنين الخوري" هؤلاء وغيرهم ممن عرَّفوا الناس بحمص وعاصيها وميماسها وحجارتها السوداء.

حسني غراب أصفى شعراء المهجر 
قال عنه الشاعر "عمر أبو ريشة" إنه أصفى شعراء المهجر ... هو حسني بن رشيد غراب، وُلِدَ في حمص سنة 1899 وتلقّى علومه في المدرســة الإنجيلية ثمّ في مدرسة طرابلس الأميركية وتخرَّج منها عام 1914 عاد بعدها إلى حمص وعمل فيها مُعَلِّماً حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1918)، ثم عمل موظّفاً في مصلحة أملاك الدولة، لكن ما لبث أن هاجر إلى البرازيل حين غادرها رفيقه نصر سمعان (الذي سنأتي على ذكره) سنــة 1920، حيث عمل في التجارة حتى وافاه الأجل سنة1950 ولم يترك أثراً مطبوعاً، بل كان متفرّقاً في الصحف والمجلات التي كانت تصدر وأغلبها في مجلة "العصبــة الأندلسية" في "البرازيل "التي هاجر إليها بعمر (20) سنة، ومن شعره لـ"حمص":
"أبعد حمص لنا دمع يراق علـى 

منازل أم بنا من حــادث هلع 

دار نحِنُّ إليهـا كلَّما ذكـــــــــرت 

كأنَّما هي من أكبـادنا قطــعُ 

وملعب للصبــا نأسى لفرقتـه 

كأنَّه من سوادِ العــين مُنتزعُ".

نصر سمعان شاعر العروبة 

"نصر سمعان" ابن قرية القصير وُلد عام 1905 وتوفي عام 1967 هو شاعر وطني مهاجر تغنّى بالعروبة وأمجادها ومفاخرها وهو بعيد عن الوطن وكرّس لها العديد من قصائده التي ألقاها على منابر "سان باولو" وغيرها في "البرازيل" في المناسبات الوطنية والقومية والاجتماعية التي كانت تقيمها الجاليات العربية هناك، لم يتح لسمعان دخول المدارس بعد أن غادر القصير، فعكف على المطالعة وقراءة دواوين الشعر، وتثقيف نفسه بنفسه، مثله مثل معظم شعراء المهجر، حتى استطاع أن يغدو شاعراً مرموقاً يشار إليه بالبنان، ويصبح شاعر النادي الحمصي في سان باولو وعضواً في "العصبة الاندلسية ".

ومن أشعاره عن حمص: 
"قالوا اتصبو إلى حمـــص فقلت لهم.... قلبي بغير هــــواها غير خفـــــاق
مــــا حمــــــص إلا يـــــد لله فاتنــة ... بوابل من عيون المجـــــد مغــداق
أغرقت في وصفها والحسن جادلها ...بــما يقـــصر عـنه كــلّ إغـــــــراق
تــــــلك الخمائـــل جـــنات منـــوّرة .....بكل زهــر زكي الطيــــب عبّـــاق
والطــــــــير ما بين تغريــد وزقزقــة..... والمــــاء ما بين فـــوّار ورقـــراق
وللغصـــــون حــفيف حـار سامعــه..... أخفق أوراقها أم همــس عشاق
وحمص تنفر في الدنيـــــا نوافــحها..... شـــذى تــؤديــه آفـــاق لآفـــاق
يا حمـــص لــولا ســـناك ما عــرفت.... روحي سنا أمل في العيش براق
إن يذكر الدهر فرسان الجهـــاد فقـــد.... انجبت يا حمص منهم كلّ بـــراق"

فلسفة ميشيل مغربي
الشاعر "ميشيل مغربي" ولد عام (1901) في مدينة الإسكندرية، من أبوين سوريين هما حافظ المغربي، الحمصي الأصل والمولد، وهيلانة عبدالله ستيتي اللاذقانية الأصل والاسكندرانية المولد، عاش طفولته في "حمص" قبل أن يهاجر إلى "البرازيل" وكان من مؤسّسي العصبة الأندلسية وله ديوانان مطبوعان وكانت له فلسفة خاصة في الموت والحياة، وقد كتب عن حمص عندما زارها بعد غربة أكثر من ثلاثين عاماً حيث قال:
"حمص" يا "حمص" الحبيبة مرحبا 

بنسيمك المتعطر الأذيال

برياضك الغناء، بالأزهار بالـ 

أثمار بالأشجار بالأظلال

أن تنجبي الشعراء لست بعاقر 

من خالدي الشهداء والأبطال".

توفي "المغربي" عام1977 وهو آخر حبة في عنقود شعراء المهجر الجنوبي البارزين".

زمان الوصل
(319)    هل أعجبتك المقالة (666)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي