أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدّم السّوري ..... وأطفال بلدي !... صبري مرزا

مازالت الشَمس تشرق في بلادي ، لكنّها ليست كشموس الأيام الخوالي ، باعثات الدفء والحياة في نبض العروق . إنّها تشرق دامعة العين ، حزينة القلب . فقد غابت بالأمس وقد غطّتها غلالة من دماء السّوريين مع تغييب أرواح آثرت أت تلقى الله من أن تعيش في ظلمات من الظّلم والقهر ، فعنده وحده الرّحمة والمغفرة ، والأمن والأمان ،والنّجاة من الطّغيان . وكلّ أحبّتي وأبناء وطني واحد من اثنين ( فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدّلوا تبديلاً ) أمَامن ينتظر ، فهم يغدون لمعايشة همومهم ، ولعق جراحات يومهم ، منهم من ينطلق طلبًا للقمة عيش تُسكت جوعة أطفال تناثروا في أرض الله الواسعة. فهذا أب شاء الله أن يكون من المخلّفين عن اللّحاق بمواكب الثورة، والله
أعلم بما عوّقه ، لكنّه يحترق مع كلّ حارقة ممّا تقذفه طائرات الصّمود والتّصدّي ، ويذرف الدّمع على كلّ طفل نام في حضن أمّه ليكون قبره أنقاض مبنى ما هبط من خشية الله ، لكنّ مدافع الممانعة والمقاومة جعلتها مرمى - بعد أن أدارت ظهرها لتلال الجولان الأسير- وقد أفلحت في مرماها .
أمّا أطفال وطني ، وطني الجريح ، وطني الّذي لا بواكي له ، أطفال وطني فهم أسرى مأساة ما يطيق حملها الكهول والشّباب ، فقد أنضجتهم ثورة الأحرار ، وقائلهم يقول وقد وقف على أنقاض مدرسته يوم أن توجّه إخوانه إلى مدارسهم - ممَاعجز الصّمود والممانعة عن نقضها من جذورها - يقول الطِفل الكهل الواقف على أنقاض مدرسته : الله لا يعطيهن العافية ، راحت علينا ... ولا أظنّ أنّ قائد الوطن رآه ، ولو رآه ما عرفه !!!. وذكّرني بالفتى الكهل أمّ فتيّة تحمل وليدها وقد اختلطت دموعها بدماء وليدها وهي تقول : أشكيك ل ألله .والله يسمع شكواها( وقد سمع شكوى امرأة تشكو زوجها من فوق سبع سماوات ). وماذا أقول عن أمّ تفتدي عرض عذاراها الثّلاث على حاجز أمنيّ يخيِّرها جنديّ من ( نشامى الوطن ) بين توزيع بناتها الثَلاث على كلاب الحاجز لافتراسهنّ ، أو أن تخلي بينه وبينها ، والله ثالثهما ( وما الله بغافل عمّا يعملون ) .
اللهمّ فارجَ الهمِّ ، كاشف الغمِ ، مجيبَ دعوة المضطرين ، رحمان الدّنيا ورحيمهما : فرّج همّنا ، واكشف غمّنا ،وأجب دعاءنا ، وارحمنا برحمة من عندك ، تغنينا بها عن رحمة مَن سواك . و( مالنا غير يا الله ) .

(105)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي