1899 ـ 1950
هو حسني بن رشيد غراب ، وُلِدَ في حمص سنة 1899 وتلقّى علومه في المدرســة الإنجيلية ثم في مدرسة طرابلس الأميركية وتخرَّج منها عام 1914 عاد بعدها إلى حمص وعمل فيها مُعَلِّماً حتى نهاية الحرب العالمية الأولى ( 1918) ثم عمل موظّفاً في مصلحة أملاك الدولة ، لكن مالبث أن هاجر إلى البرازيل حين غادرها رفيقه نصر سمعان سنــة 1920 حيث عمل في التجارة حتى وافاه الأجل سنة 1950 . ولم يترك أثراً مطبوعاً .
لم ينصرف الشاعر حسني إلى الأدب والتحرير إلاّ في ساعات الفراغ القليلة أو فــي المناسبات التي لايجد مناصاً من الكلام فيها .
كان متمكِّناً من علوم اللغة العربية ، حافظاً شعر الأقدمين ، ناسجاً على منوال المُجيدين منهم . امتاز برقّة عاطفته في النثر ، كما امتاز بروحه الإنسانية الكريمة . نزع للشــعر السياسي استجابة لعاطفته الوطنية المُتأجّجة . وقال عنه الشاعر الكبـــير عمر أبو ريشة :
( انه أصفى شعراء المهجر ديباجة ) وكثيراً ما نشر وكتب في مجلّة " العصبــة الأندلسية "
في البرازيل وكان أحد أعضائها البارزين .
أُقيمت لذكراه بعد وفاته حفلات تأبينية في دنيا المهجر ، وفي مدينته حمص التي أحيَت ذكراه جمعية أصدقاء المغتربين بلسان خطبائها .
ونورد أدناه مقاطع من بعض قصائده :
1 ـ من قصيدته فلسطين :
صبراً فلسطين صبراً وارقبي فرَجا لابد من عجب يأتي به رجـبُ
والحرب آتية والســـيف منتدب لحلّ ما عجزت عن حلِّه الكتب
فما فلسطيـن بالحوض المباح ولا سكّانــها غنم تُرعى وتُحتلب
قوم إذا سُئلوا أعراضهم بخــلوا بها وإن سُئلوا أرواحهم وهبوا
2 ـ من قصيدته التي تحمل الرِقَّة في شعره نحو مدينته حمص :
أبعد حمص لنا دمع يراق علـى منازل أم بنا من حــادث هلع
دار نحِنُّ إليهـا كلَّما ذكــرت كأنَّما هي من أكبـادنا قطــعُ
وملعب للصبــا نأسى لفرقتـه كأنَّه من سوادِ العــين مُنتزعُ
3 ـ من قصيدته عن الوطن :
وطن لو خُيِّرَ الحسن لمــــا اختـــار إلاَّه من الدنيـا مقرّ
يشتــهي كل غريب قربـــه وقضاء اللــه يأبى والقــدر
عــفوك اللّهمّ إن همّـــنا به وعبدنـاه تــراباُ وحجـــر
4 ـ ونرى عاطفته الإنسانية في مقطع من هذه القصيدة :
يقول ليَ البخـــيل وقد رآني أجودُ ببعض ما ملكتْ يـــدايا
ألم تحســـب ليوم غد حساباً ويوم غد محـــاطٌ بالــرزايا
فقلت صدقت واسترعيت سمعاً لو انـك ناصـح بشـراً سـوايا
أتنهاني عن المعــروف خوفاً عـلى مـال تبــدّده العطــايا
وحولي من ضحايا البؤس ناس تـذوب لفـرط شقـوتهم حشايا
أكنت تلجّ في عذلــي ولومي لو انك بعض هاتــيك الضحايا ؟
ــــــــ
1/10/2006 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر : ـ أدباء المهجر : جورج صيدح 1957 .
ـ الجذر السكاني الحمصي ج5 : نعيم الزهراوي 2003
ـ تاريخ حمص ج2 : منير الخوري عيسى أسعد 1984
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية