أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرق والقتل وتدمير المنازل.. "اختصاص" الشبيحة في قطنا

"لم نشعر بالهدوء أو الأمان منذ أن انضمت بلدتنا إلى الركب الثوري"، هكذا يصف الناشط الملقب بالخال أبو أحمد والعامل في مجلس قيادة الثورة الوضع في قطنا، إحدى بلدات ريف دمشق الواقعة على الخط الممتد من معضمية الشام إلى جديدة عرطوز وصولاً إلى قطنا، وقطنا كما يحب أن يصفها سكانها، كانت من أولى البلدات التي أعلنت انشقاقها عن النظام، فسقط العديد منهم ضحية المجازر الكثيرة التي ارتكبتها قواته فيها..

ويشير الناشط أبو أحمد أن الأوضاع الأمنية في قطنا اليوم لا تختلف كثيراً عن سابقتها من أيام الثورة باستثناء تصاعد وتيرة العنف الوحشي الذي يمارسه الشبيحة القادمون من مساكن الحرس المحيطة بقطنا.. يقول الناشط: نفذت قوات النظام بالتعاون مع الشبيحة حملة مداهمات طالت منازل في المنطقة الممتدة ما بين مدرستي أمين وأمل العروبة وفي نزلة المستوصف، بالإضافة إلى إقدامهم على حرق العديد من بساتين وسيارات المدنيين، هذا بالإضافة إلى تدمير ما يزيد عن عشرة منازل في يوم فقط!..
ويصف الناشط الوضع الإنساني بغاية الصعوبة، وأن كافة حواجز قطنا العسكرية وحواجز المساكن والمفرزة تشارك في هذه الحملة البربرية ما يعيق الناشطين عن الحركة، ولا يمكنهم من إحصاء الخسائر البشرية.

ويبدو أن قوات النظام لم تتشف من نازحين دمشق بعد أن هدمت منازلهم، فهي حسب الناشط، قامت بمصادرة "السيرفيس" الذي كان تقيم فيه عائلة نازحة.

وعندما استفسرنا عن وضع العوائل التي فقدت اليوم منازلها، أكد الناشط أنه يوجد في قطنا عدد من المكاتب الإغاثية الخاصة بالثورة، وأنها تقوم باستئجار بيوت للعوائل المنكوبة، التي لم تتمكن من تأمين مكان للإقامة، وأن المعونات المادية تصل إلى الناشطين من أهل البلد المغتربين، حيث يقوم الناشطون بتوزيع المال والسلال الغذائية شهرياً على المتضررين، سواء كانوا من قطنا أو من النازحين القادمين من حمص.
أما عمليات توصيل المساعدات الإنسانية، فإن خطورتها، وفقاً لأبو أحمد، تضاعفت في الفترة الأخيرة، لأنهم كانوا يهربون السلع الاستهلاكية من دمشق: فبعد أن كان الطريق من دمشق إلى قطنا مقّطع بعشرة حواجز صار اليوم مُحصن بـ 23 حاجزاً.. ناهيك عن الحواجز الطيارة.

ويقول أبو أحمد: إن أكثر ما يستفز أهل قطنا اليوم، أن النظام صار يستخف بالمدنيين لدرجة أنه صار يرسل إلى البلدة شبيحة بسيارات "بروتون" مدنية قادمين من مساكن الأفراد، يقومون برش المنازل وكل من في الشارع، ومن ثم يخرجون من البلدة وهم محمييّن بالجنود الموجدين على الحواجز، ويبيّن الناشط أن الجيش الحر الموجود في قطنا يكتفي بالدفاع عن المدنيين، دون أن ينفذ أي حملات هجومية على الحواجز، نظراً لأنه لا يمتلك سوى سلاح خفيف جداً، لا يؤهله لمقاتلة الجيش.

لمى شماس - زمان الوصل
(68)    هل أعجبتك المقالة (66)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي