
تزايدت أعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان، الجرحى منهم والفارين بعد أن اجتاحت قوات النظام «بابا عمرو»، وكانت الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية تقوم بدفع فواتير العلاج للجرحى الموجودين في مشافي محافظة طرابلس الحدودية، القريبة من حمص و القصير و تلكلخ.
كما قامت العديد من الجهات والهيئات الإنسانية بتحمل تكلفة إجراء علميات نوعية للحالات المستعصية في مشافي لبنان الخاصة، المعروفة بارتفاع أسعار العلاج فيها، ولكن مع تزايد وترة القصف و التهجير في الأراضي السورية، ولجوء أعداد كبيرة جداً من الأهالي نحو جارتهم لبنان، توقفت الهيئة العليا للإغاثة عن تقديم المساعدة للاجئين و الجرحى السوريين بشكل كامل، بحجة عدم توافر الدعم المادي الكافي، مما ضاعف من معاناة الهاربين من قصف النظام بحثاً عن الأمان والعلاج.
ويعلل المراقبون إيقاف المساعدات الإنسانية في لبنان للسوريين بالأسباب السياسية، وذلك بعد أن قامت مجموعات معروفة بدعمها للنظام السوري في لبنان بالضعط على القائمين بالعمل الإغاثي، وتم منعهم بأساليب متعددة عن مساعدة السوريين، واعتقال الناشط وائل الخالدي مدير شؤون اللاجئين السوريين في لبنان أكبر دليل على ذلك.
وتحاول بعض الجهات المعنية بالشأن السوري منها هيئات إغاثية سورية وعالمية بالإضافة لبعض المؤسسات القطرية كالهلال الأحمر القطري، و مؤسسة عيد القطرية، سد الفجوة الإنسانية التي خلفتها مواقف الحكومة اللبنانية، غير أن تلك المساعدات لم تسد رمق اللاجئين الذين تتزايد أعدادهم كل يوم، خاصة أنهم بحاجة كوادر مختصة بشأن الإغاثي بشقيه (المادي و الطبي) نظراً لغلاء آجارات المنازل و السلع الاستهلاكية والخدمية، ناهيك عن الغلاء الفاحش الذي تشتكي منه المعدات الطبية.
ويشير الناشطون الإنسانيون في لبنان إلى أن وضع اللاجئين في الشمال (البقاع و عرسال) أفضل نسبياً، إذا ما تمت مقارنته بالظروف المعيشية للجائيين في باقي المحافظات وبشكل خاص بيروت و بعبلك و صيدا، حيث يصفها الناشطون بالكارثة الإنسانية.
سوريا بدا حرية

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية