لم يتوانى سكان مدينة القصير الريفية التي تقع غرب حمص على بعد نحو 35 كم، والأقرب إلى الحدود اللبنانية التي لا يفصلها عنها إلا 15 كم، عن دعم الثورة السورية سواء على صعيد الحراك السلمي أو حتى بأبنائها المنشقين عن الجيش النظامي وانضمامهم للجيش السوري الحر.
ولعبت القصير التي استمدت اسمها من كونها في القديم مرتعاً للغزلان، دوراً هاماً لموقعها الاستراتيجي فكانت محطة عبور للثوار الذين ينقلون جرحاهم عبر الطرق الزراعية من القصير وصولاً إلى لبنان.
يتجاوز عدد سكان القصير 40 ألف نسمة، ويتبع لها إدارياً أكثر من /40/ قرية، وقد قدّمت خلال الثورة ما يقارب 500 شهيد حتى تاريخ صدور هذا العدد، وقد ارتقى أول شهدائها بتاريخ 22 / 4/ 2011م وكانوا اثنين من المدنيين (جدوع العمر ومحمد العيدة) وذلك بحسب ما أورد موقع شهداء الثورة السورية، وقد دخل جيش نظام الأسد إلى مدينة القصير للمرة الأولى في الحادي عشر من رمضان 1432هـ، الموافق لـ 6/7/2011م.
لمحة تاريخية
كانت القصير عبر التاريخ سيدة نفسها، فهي لم تكن يوماً من الأيام خاضعة للإقطاع كبقية القرى التي حولها، والتي كانت ملكية أغلبها تعود إلى عائلة واحدة أو عائلتين، فأهالي القصير كانوا تملكّوا أراضيهم وعملوا بأنفسهم فيها.
وتعدّ القصير منطقة اصطياف مميزة يقصدها «الحمامصة» للتنزه في «السيران» الشعبي الشهير، وهي غنية بمحاصيل تشتهر بجودتها كالمشمش الذي ينسب لها «المشمش القصيراوي» إلى جانب التفاح والزيتون ومحاصيل أخرى.
استضافت المدينة التي يمر عبرها نهر العاصي قبل تدفقه نحو حمص، العديد من قوافل الأمراء والملوك تاريخياً، لعل أقربها حملة «محمد علي باشا» إلى بلاد الشام بقيادة ابنه «إبراهيم باشا».
ويوجد في القصير العديد من المواقع الأثرية المعروفة والغامضة بالنسبة للكثيرين أيضاً، فعلى سبيل المثال هناك طاحونة «أم الرغيف» الرومانية، وبجوارها «القنطرة» الأثرية المشهورة والتي تعود إلى التاريخ الروماني، ومدينة «جوسيه» الأثرية، وتل النبي مندو أو ما يسمى «قادش» وهي مدينة أثرية ارتبط اسمها بمعارك شهيرة بين الحيثيين والفراعنة في الألف الثاني قبل الميلاد وهي الآن خالية من السكان.
www.sbhmagazine.com
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية