لم يتردد العديد من سكان المناطق المنكوبة في دمشق وغوطتها باللجوء إلى مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، حيث فُتحت المدارس والمنازل لاستقبال النازحين دون أن يهتم أحد بكونهم مؤيدين للنظام أو معارضين له، فهويتهم السورية حمتهم من أية مساءلة وهو ما لم يُعجب النظام، الذي لم ييأس بعد من إشعال نار الطائفية بين المناطق السورية، ولذلك أرسل شبيحته لحياكة جزء جديد من فتنه بحسب وصف بعض الأهالي.
البداية
يروي أحد النشطاء لـ"زمان الوصل": في صباح يوم الجمعة 27/7، استيقظ السكان على خبر مقتل الشاب حمزة أبو بكر المحسوب على النظام من قبل أشخاص مجهولين كانوا يستقلون سيارة ولاذوا بالفرار، لتبدأ بعدها آلات النظام الإعلامية بالترويج إلى أنَّ قتلة الشاب حمزة هم من نازحي الغوطة الشرقية للدلالة على كونهم من "السُنة"، وفي الساعة 10.30 من نفس اليوم قتل شبيحة جرمانا شاباً من النازحين في ساحة "السيوف"، قيل بأن الأمن اعتقله وسلمه لهم، لتتوالى بعدها عمليات الانتقام، والتي كان هدفها الإ|يقاع بين الدروز والسنة، وبإظهار الدروز على أنهم من زلم النظام واضحاً، خاصة بعد أن هدد الشبيحة بالهجوم على المدارس التي كانت تحوي مابين 3-4 آلاف لاجئ من المناطق المنكوبة بهدف إخراجهم من جرمانا، وعلى أثر ذلك عُقد اجتماع في البلدية، حضره عدد من المرجعيات والشخصيات الاجتماعية المعروفة بالمدينة، وتقرر بالنتيجة عدم المساس بأي لاجئ والاستمرار في تقديم كل الدعم والمساعدة لهم، ومساعدة من يرغب بالذهاب إلى مناطق أخرى بناء على طلبة وتوصيله إلى حيث يرغب، مما هدد مخطط النظام الطائفي، فأرسل شبيحة قاموا بإطلاق النار على عائلة من سكان جرمانا، لتبدو الجريمة وكأنها من فعل المعارضة، ثم قام عدد من الشبيحة (عددهم نحو 20 مسلحاً) بالهجوم على إحدى مدارس اللاجئين في جرمانا وأطلقوا النار على السور والنوافذ دون أن يصاب أي لاجئ بأذى.
ويتابع الناشط: خشية من أن يقع الدروز في فخ النظام ذهب شيخ جرمانا "أبو محمود كاتبة" برفقة عدد من رجال الدين والشخصيات الاعتبارية إلى إحدى مدارس اللاجئين وحاولوا احتواء المشكلة ومنعوا الشبيحة من الوصول إليها، وكذلك قام العديد من شباب جرمانا وخاصة من "آل عفوف" بحماية المدارس من الاعتداءات التي قد تُنسب إليهم..
ولذلك صعّد الشبيحة نشاطهم ونظموا حواجز وقف عليها مراهقون مسلحون، صاروا يفتشون السيارات الداخلة إلى المدينة، ويعتقلون على الهوية!.
مسلسل الفتنة
ويردف الناشط: آخر حلقات مسلسل الفتنة الذي أخرجه النظام كان يوم الثلاثاء الموافق بـ 31/7 حيث شهدت جرمانا مجزرة راح ضحيتها 6 من شباب اللجان الشعبية -التي نظمها النظام - وجُرح آخرون، لتلصق العملية بشباب الغوطة الشرقية على الرغم من أن الجيش الحر نفى أن تكون له أي صلة بأحداث جرمانا وكذلك فعل سكان الغوطة، كما كان شيوخ وأعيان جرمانا أصدروا بياناً نفوا فيه مسؤولية شبابهم عن التعرض للنازحين، وما يؤكد أن كل مايحدث في جرمانا هو من فعل النظام، ويلفت الناشط أنه حتى اللحظة لم ترسل الجهات المختصة الشرطة الجنائية للتحقيق بجرائم القتل التي حدثت..
ويؤكد الناشط انه يوجد اليوم في جرمانا 50 لاجئاً فقط بعد أن هرب البقية إلى مناطق أخرى، كما تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء اللاجئون يقيمون في بيوت سكان المدينة "الدروز" وأن شباب جرمانا المعارضون يهربون لهم المساعدات الغذائية...
خوف غير مبرر من الدروز
ويتابع الناشط شرحه لعموم المشهد في جرمانا: ما يثبت خوف النظام من انضمام الدروز إلى صفوف الثورة بشكل واسع، أن حواجز محافظة السويداء تمنع دخول الدمشقيين إلى المحافظة بحجة حماية الدروز من السنة، وذلك نتيجة لأعدا د اللاجئين الأعداد كبيرة التي توجهت إلى السويداء، وذلك بعد أن دعت السيدة منتهى الأطرش حفيدة سلطان باشا الأطرش النازحين في دمشق وريفها للجوء إلى السويداء مؤكدة أن بيوت الطائفة الدرزية مشرعة لهم ليقيموا فيها كضيوف آمنين..
مازلت أحداث منطقة جرمانا تكبر ككرة الثلج، بالوقت الذي سلم فيه النظام أمن المدينة لمجموعة من المراهقين المسلحين، الذين لم يتمكن أعيان وشيوخ المدينة من إرشادهم إلى أن النظام يوظفهم في خدمة خططه الطائفية، وهو مايبقي المدينة التي عُرفت بتعايشها الديني تغلي على موقد الطائفية..
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية