يبدو من خلال التعليقات على المقال الذي كتبته بعنوان ماذا بعد برهان العسل أن أغلب أصحاب التعليقات قد بلغوا من قلة الإدراك حداً أصبح من الضروري أن أبيّن لهم بعض ما جهلوه.
ألم يرد على مسامعكم ما أوردته صاحبة العسل في بداية كتابها صفحة 15 حيث قالت:
(أملك حسّاً أخلاقياً لا علاقة له بقيم العالم الذي يحيط بي رفضتها منذ زمنٍ لا أتذكره. هذا الحسّ الأخلاقي الشخصي هو الذي يزن أفعالي ويمليها عليّ ).
ألم تفهموا هذا الكلام!!! يبدو أنكم لاتعرفون القراءة وإذا قرأتم لا تفهمون.
الكلام واضح أي من كانت لديه قيماً مشابهةً لقيم صاحبة العسل مثل حضراتكم يمكن له أن يناقش ما ورد في الكتاب، أما أنا فلا أملك هذه القيم ولا هذا الحسّ الأخلاقي.
هذا يعني أنّه لايوجد منطق مشترك يمكن الاحتكام إليه ، والمناقشة بدون محكّم مهاترة ومضيعة للوقت.
لم أجد في الكتاب إلا مادّةً رائعة للسخرية وخصوصاً أنّ صاحبة الكتاب أوضحت أنّها تستند إلى رؤية شخصية وتنطلق من ذاتها وتحاول في كتابها إسقاط الخاص على العام ، وهذا مخالف لأبسط قواعد المنطق.
هي محقة في تصوّرها بأنّ معظم النساء متعددات الأزواج لأنّ الدائرة التي تحيط بصاحبة العسل لها نفس التوجهات ، والطيور على أشكالها تقع.
هذه ليست رواية أوعملاً فنيّاً، إنّها سيرة ذاتية جنسية لصاحبة العسل ، سطرتها في كتاب، في كلّ صفحةٍ من صفحاته ترى الأنانية والإعجاب بالذات، واستنتاجات تستند إلى تطرّف مسعور.
لا تدّ خر صاحبة العسل جهداً في صدم القارئ الحديث العهد بالقراءة والثقافة، فهي بين الفينة والفينة تذكر آراءاً لبعض الأسماء المعروفة أجانب وعرباً قدماء ومحدثين تؤيد بها رؤيتها،وبذلك فهي تملي على المتلقي ما اكتشفته من حقائق وفق معاييرها الخاصة.
إنها دكتاتورية الكتابة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، من يحمل فكراً وعلماً كان قابلاً للنقاش، أما من يملي ويسوّق رؤية ذاتية لا تستند إلى منطق، سيجعل نفسه أضحوكةً وأيّما أضحوكة.
رُبَّ قائلٍ يقول: إذا لم يعجبك الكتاب فلا داعي لأن تتهكم على صاحبته بهذا الشكل
أقول: أنّ صاحبة العسل بكتابها هذا مَثَلها كمثل صاحب صوتٍ قبيح يظنّ نفسه موهوباً قلّ أن يجود الزمان بمثله، وخلفه لفيفٌ من عازفي النّشاز، ومرددين لايقلون عنه قبح صوت يطوفون في الشوارع يُسمعون الناس رغم أنوفهم ما يرونه فنّاً راقياً يعجز عن تذوقه كثيرٌ من الناس ما عدا النخبة.
كان صوت صاحبة العسل غايةً في القبح خاصةً في آخر الكتاب حين لبست ثوب الواعظ الجنسي الخالي الغرضية، فقد رفعت عقيرتها بالغناء البشع أعلى ما تستطيع .
لم يعجبني هذا الغناء الدكتاتوري، لست من النخبة، ولن أغلق أذنيّ، سأُسكتها بكلّ ما أوتيت من قوّة.
ألم تسمعوا ماقيل عن الشعراء !
شاعرٌ يجري ولا يُجرى معه وشاعرٌ يمشي بوسط المعمعة
و شاعرٌ من حقّه أن تــسمعه وشاعرٌ لا تستحي أن تصفـعه
وصاحبة العسل رابعهم وهذا حالي معها.
أوسعتها صفعاً وركل مؤخرة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية