أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المدينة المدمرة ... محمد طكو

أفـتِّــشُ في الـمـديــنة عن كياني

أرانـي واقـفـاً بـــــل لا أرانـــي

و أمشي لسـتُ أدري ما طريقي

يسابق خُطْـوتـي وهـم الــدخــانِ

أرشُّ على الدروب فتاتَ شعري

عساني ألحظ البشرى عســــاني

أحــاول رغـم يـأسـي أن أغنّــي

يـعـود الصوت مجروح الأماني

تجـاعـيـد البـيـوت أثــرنَ نفسي

و فصل الموت يرتشف الثواني

تـهـبُّ الـريـح لا تـــدري مداها

فـتـحـمـل في صحائفها المعـاني

عويل الدهر صــوتٌ مـن تـلالٍ

يـعـانــق فـي رحى جـفـنيـه فانِ

يــمـــرّ الموت في عجلٍ أمامي

فـأدخـــل فـي زوابـعـه أعـانــي

و ألـحـظ في مـدى كـفـيه بـعثي

وهــل في الموت بعثٌ لو أتاني

أنـا ما زلــت مـنـتصــراً لنفسي

ورغم البؤس أمضي في زماني

ألـمـلـم مـن رمــاد الحي ذكرى

كــطـفـلٍ راح يعبث في الجمانِ

هنا كـــانـت مـديـنـتـنـا تـغـنّــي

نشـيـد الـعشـق مـجـنـون الـبيانِ

كأنّ الأمــس لـم يـبـرح ثــراهـا

ووهج الشمس من نور الحسانِ

وبعض جميلِها الأحلام يمضـي

وبـيـن الـهـدم مـعـقـود الـلـسـانِ

يــغـرغــر فـي سويعاتٍ ويبكي

يـئـنُّ الـكــــون من وجع الكمانِ

يـفـتِّــش فـي ســراديـبِ المباني

يـفــتِّــش عن بــقـايــا للأمــانـي

عـن الأطـفــال كـانوا ذات يــومٍ

وصـــاروا الآن من رسم المكانِ

عــلـى مــرِّ الـبيوت أرى أناسي

يمزِّق بعضَها سيــفُ الهــــــوانِ

يراودني الشـجــون بـكـــلِّ وجهٍ

يطوف على الهــيــاكل لا يراني

ويضنيني ويـــذبــحـنـي هــلاكٌ

ويــقــذفـنــي ويـــقـعدني مكـاني

ويتـــركــنــي لأنــدب كــلَّ بابٍ

ووحي الشعر مطلــوق العــنــانِ

سأبكيــهــا الديـــــار بجلِّ فـنِّـــي

و ألتحف السمـــا أو سنــديــانــي

وأعتصر البحور مدى يـــراعـي

وأرفع في المدينة صولـــجـانــي

وأبـرق للـتـراب فـمنـه أحــيـــــا

رمى الموت البيوت وما رمـاني

(113)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي